الجاليات والشتات

المهندس جهاد عزام حوار خاص عن الانتخابات البرلمانية الدنمركية

في الدنمارك هناك جالية عربية واخرى اسلامية وبالذات فلسطينية كبيرة جدا. يعني لها تأثير في مجرى اية انتخابات برلمانية او بلدية تشهدها البلاد ونفس الشيء ينطبق على السويد والنرويج .

المؤسف ان هذه الجاليات عديمة المسؤولية والحس فيما يخص الانتخابات. وعادة لا يشارك ابناؤها في الانتخابات إلا القليلين منهم.

في النرويج جرت الانتخابات العام الفائت وفاز تحالف اليمين واليمين العنصري. بالرغم من بقاء حزب العمل اليساري في المركز الأول ولكن تراجع حلفاؤه في حزبي اليسار الاشتراكي والوسط. مما سهل فوز اليمين وبالذات العنصري الذي جاء في المركز الثاني ويشارك الآن مع حزب هويرا اليميني في حكم البلاد.

في الدنمارك نتائج انتخابات الأمس يمكن القول انها نسخة طبق الاصل عن نتائج انتخابات النرويج. بقاء الحزب الاشتراكي القوة الأولى وتقدم الحزب العنصري للمركز الاول في معسكر اليمين. وتراجع في نسبة الاحزاب اليسارية الصغيرة.

معلوماتنا تقول ام حزب التحرير وهو من اكبر الاطراف الاسلامية في الدنمراك حرض الفلسطينين والعرب والسملمين على عدم المشاركة في الانتخابات. إن صح هذا فما هو الصواب في موقف حزب التحرير؟ وهل هذا ينفع ام يضر؟

على كل حال ليس لنا إلا ا، نقول، صح النوم يا مسلمين …

انتخابات رمضان جاءت لكم بمن يعاديكم في الدنمارك .. لعلكم تتعلمون وفي المرة القادمة حقكم الانتخابي تمارسون.

وبمناسبة الانتخابات البرلمانية الدنمركية اجرينا حوارا خاصا مع المهندس جهاد أبو راضي عزام وهو من الشخصيات الفلسطينية المميزة والمعتبرة والهامة في الدنمارك.

نص الحوار :

انا اسمي جهاد ابو راضي عزام ، فلسطيني الاصل من مواليد لبنان مخيم برج الشمالي و دانماركي الجنسية حاليا، هاجرت من لبنان الى الدانمارك في سنة ١٩٨٨ وذلك بسبب الحروب الأهلية التى عانينا منها عدة سنوات ولم يبقى أمامنا الا الهجرة.
 
وبعد حصولي على الاقامة في الدانمارك بدأت ابحث عن مستقبلي في هذه البلاد فدرست اللغة الدانماركية وبعد ذلك حاولت تعديل شهاداتي  وفي تلك الفترة كان التعديل شبه مستحيل ، لذلك ومن اجل عدم إضاعة الوقت التحق في كلية الهندسة المعمارية  والإنشائية  ودراست فيها خمس سنوات  وبعد التخرج لم يكن سهل الحصول على وظيفة في القطاع العام والخاص، وكان هذا دافع ان افتح مكتب هندسي استشاري وتنفيذي وعملت بذلك عدة سنوات وكانت المنافسة شديدة وتتطلب جهد كبير، وبعدها عملت مهندسا في بلدية مدينة بروندبي وفي اخر ١٠ سنوات وحتى الان اعمل مهندسا في الجامعة  التقنية الدانماركية / قسم أبحاث الطاقة .
 
اما بالنسبة للنشاط السياسي، فنحن الفلسطينيون حياتنا كلها سياسة ولا يمكن فصلها عن حياتنا اليومية و العملية، فكنت مهتم في السياسة الدانماركية .ومن بداية قدومي الى الدانمارك انتسبت لحزب يساري مؤيد للقضية الفلسطينية ومناصر لحركات التحرر العالمية اسمه الحزب الاشتراكي الدلنماركي ، و تدرجت في هذا الحزب الى ان وصلت في الانتخابات الماضية الى نائب رئيس بلدية مدينة بروندبي مع ميزانية قدرها ٣ مليار كرون دانماركي.
 
بالنسبة للجالية الفلسطينية بالدانمارك : 
 
ينقصنا التنسيق والوحدة معا وبكل اسف الخلافات الفلسطينية الخارجية تنعكس على الجالية وهذا يعقد ويؤثر سلبا على عملنا مع الاحزاب الدانماركية الصديقة للقضية الفلسطينية.
 
ولقد حاولنا وطلبنا جاهدين من الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية ان ينتسبوا للأحزاب الدانماركية الصديقة من اجل أخذ دورهم الإيجابي على الساحة الدانماركية وبالتالي الضغط من خلال هذه الاحزاب لما يخدم قضايانا الداخلية والخارجية ولكن بكل اسف لم نوفق بذلك.
لان هناك بعض الجهات التي تعرقل هذا الطرح بل واكثر من ذلك تمنع وتحرض الناس على عدم التصويت والانخراط في العمل السياسي والتشريعي لانه وحسب اعتقادهم يخالف الاسلام !!!
 
وكان هذا من احدى اهم العوامل التي أدت الى خسارة احزاب اليسار الانتخابات البرلمانية بتاريخ ١٨ حزيران ٢.١٥ وتقدم اليمين العنصري المتطرف.
 
وكانت النتيجة بكل اسف ؛
قائمة اليمين: ٩٠ مقعد
وقائمة اليسار : ٨٩ مقعد
 
 فقط فارق مقعد واحد بين الكتلتين … ولو شارك الاخوة الأعزاء  في الانتخابات كما هو مطلوب لما خسر اليسار الانتخابات. 
 
المطلوب منا كجالية فلسطينية وجاليات عربية التنسيق فيما بيننا من اجل وضع خطة مستقبلية مدروسة من اجل الحفاظ على مصالحنا ومصالح أطفالنا في الداخل والخارج وهذا يطلب منا العلم والمعرفة في قوانين هذه البلاد  وتقبل الاخر والإيمان بالديمقراطية والانخراط بقوة في الاحزاب السياسية الدانماركية.

 


 

حاوره نضال حمد مدير موقع الصفصاف * 

اترك تعليقاً