الأرشيفوقفة عز

بعد قليل أبدأ سنة جديدة من عمري. – نضال حمد

بصراحة، لم أكن أتوقع في طفولتي وشبابي، خلال الحرب في لبنان وعلى حدود فلسطين المحتلة، أن أعيش وأتخطى الموت الذي كان يلاحقنا من المخيم الى كل مكان.. ولا أن أبلغ الستين من عمري… لكنني عشت الحروب والمجازر والملاحقات والمعارك والبطولات وتخطيت الموت فعلاً، حين أصابتني قذيفة دبابة ميركفاه “إسرائيلية” في مخيم صبرا ثاني ايام مجزرة شاتيلا وصبرا في أيلول/سبتمبر 1982، حين ارتكب الsahاينة وحلفاؤهم الفاشيون مجزرة كبرى في المخيم أودت بحيوات آلاف المدنيين الأبرياء.

يومها لم أمت، وكأنني كنت أردد مع غيري: “بنرفض نحن نموت”.

مرت السنوات، وأنا أتنقل بحقيبتي – وطني – في المنافي، أستند إلى عكازي الذي شاخ كما شاخت ركبتي الوحيدة، التي بالكاد تؤدي وظيفتها، بالكاد نمشي ونقطع المسافات القصيرة. فالحياة بساقٍ واحدةٍ ليست سهلة البتى بل صعبة وترهق جسد الانسان مع تقدمه في العمر.

في سنوات المنفى، والحروب، والآن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي نشهده في قطاع غزة، فقدت أمي، وقبلها بسنوات أبي، وفقدت كثيرين من أحبائي وأقاربي وزملائي وأصدقائي… حزنت وبكيت، لكنني لم أنعزل، ولم أتراجع، بل على العكس، زادت قناعتي بضرورة الاستمرار والعيش لأحقق أحلامهم بالعودة إلى بيوتنا، إلى بيوتهم في فلسطين المحتلة: في الجليل، الناصرة، طبريا، صفد، يافا، عكا، حيفا، اللد، الرملة، بئر السبع وغزة والضفة وكل فلسطين المحتلة. أصبحت أحلامهم واحدة من أهدافي الكبرى في الحياة، وسأواصل العمل لتحقيقها ما دمت حياً.

في ٢٥ مايو- أيار ٢٠٢٥ وأنا أدخل عامي الجديد، أُقسم لشعبي الفلسطيني المفخرة، وخاصة لأهلي الأحبّة والأعزاء في غزة، أنني لن أغادر هذا الخندق، خندق النضال من أجل تحرير فلسطين.

النصر حليف مقاومة الشعب الفلسطيني، والعار لمن سقطوا واستسلموا وتخلوا عن الراية.

المجد والخلود للشهداء، ولا بديل عن فلسطين – كل فلسطين.

نضال حمد

25 أيار/مايو 2025

موقع الصفصاف – وقفة عز