الأرشيفمن هنا وهناك

تعزية للشعب الفرنسي‎ – علي حتر

أيها الشعب الفرنسي..

قلبنا معك.. ودموعنا معك.. على ما حصل اليوم في عاصمتك..

نعرف أنك تخاف من القتال على أرضك.. ولكن أبطالنا وما أكثرهم، لم يقاتلوا جيشك يوما إلا في المكان الذي احتله جيشك من أرضنا..

كان بإمكان علي لابوانت الجزائري أن يذهب إلى باريس.. وكان استشهاديا كما يعرف الجميع.. ولكنه أبى أن يقاتل إلا الجيش الذي احتل الجزائر وطنه.. والذي كان يصلب ثوار الجزائر في شمس الصحراء لدراسة آثار اليورانيوم عليهم..

كذلك جميلة بوحريد..

كانت قادرة على وضع قنبلتها في أحد بارات باريس.. ولكنها لم تفعل.. ووضعتها في الجزائر التي كان جيشكم يحتلها..

قسمت إداراتكم بلادنا في سايكس بيكو.. واعتبرت فلسطين أرضا بلا شعب.. أي لم تعتبرنا موجودين.. ومع ذلك لم يذهب استشهاديونا إلى باريس لقتالكم.. رغم أن أطفالنا يواجهون الدبابات بالحجارة.. والرشاشات بالسكاكين..

قتل جيشكم أكثر من أربعة آلاف شهيدا منا في سورية أيام انتدابكم على بلادنا.. ولم يفكر أحدنا بالانتقام من الشعب الفرنسي وبقينا نقاوم جيشه المحتل..

لم يكن صعبا على جول حمال أن يفجر نفسه في باريس.. لو أراد.. لكنه فجرها في مدمرتكم التي ساندت مغتصب بلادنا في هجومه على مصر..

واصل سفراؤكم، حتى يومنا هذا، محاولات تحريض بعضنا على بعضنا في لبنان.. ولم نهاجمكم..

.
حتى بالأشعة.. حاولت حكومتكم، من أجل المال، أن تقتلنا بالسرطان من خلال اتفاقية شركة أريفا للتنقيب عن اليورانيوم في بلادنا.. وهي شركة تملك الحكومة الفرنسية منها أكثر من تسعين بالمائة، أي أنها في الحقيقة شركة حكومية.. واختلفنا فيها مع حكومتنا لكننا لم نتعرض للشعب الفرنسي.. الذي لم يتحرك إلا قليلون منه للاعتراض على قتلنا..

بكل عقلية اللصوص.. أعطت حكومتكم لواء الإسكندرون لتركيا.. وهو جزء من أجمل أجزاء بلادنا.. فقط لضمان تأييدها ضد هتلر في الحرب..

وغير ذلك الكثير..

نحن لسنا قتلة.. ولكننا مقاتلون..

وفتحت حكوماتك في أيامنا هذه قاعاتها لمؤتمرات الإرهابيين ليهدموا سورية.. وسمّت هؤلاء اصدقاء سورية..

..
لم تصدق حكومات فرنسا أننا لسنا إرهابيين.. وحاولت قتلنا بأيديهم.. ولا زالت تدعمهم لتدمير سورية..

واليوم ارتدوا عليها رغم مساعداتها لهم.. ورغم علاقاتها بأردوغان الذي فتح لهم كل الطرق لتدمير سورية.. واليوم استخدموا هذه الطرق للاعتداء عليكم.. وجعلوا حكومتكم وهولاند الذي بذل الكثير لدعمهم.. تذرف دموع التماسيح..

قلبنا معك أيها الشعب الفرنسي.. لأننا الضحية مثلك.. ولأننا لسنا إرهابيين.. نريد صداقتك.. ونريد ان نمد يدنا لمصافحتك.. نريد منك أن تحاسب حكوماتك.. على ما تفعله بالشعوب الفقيرة مثلنا..

* علي حتر  – الاردن

اترك تعليقاً