. تكون هنا أو لا تكون هذا شأنك.
بصراحة .. تكون هنا أو لا تكون هذا شأنك.
أعرف أن ما يجري لشعبنا في غزة من ابادة وتصفية في ظل صمت عربي واسلامي وعالمي يعتبر مشاركة فعالة في الحرب علينا وعلى وجودنا ومصيرنا وقضيتنا وديمومتنا.
أعرف أن هذا الكم الهائل من الحزن والألم والفجع والجراح والأسف يجعل كل فلسطيني وبالذات كل غزيّ، يصبح مستفزاً وأي شيء يمكن يستفزه ويثير غضبه. وهذا شيء طبيعي لأن أهله هناك يموتون يوميا ويتعرضون لأبشع حملة تصفية عرقية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
لكن حتى هذا لا يجيز لأي فلسطيني أن يتصرف بغضب وحديّة ويستهزأ ويستهتر بنشاطات الآخرين وخاصة من غير الفلسطينيين. فكل شخص منا ومن أصدقائنا في هذا العالم الشاسع من حقه أن يكتب وينشر وينشط كما يريد وأن يفعل ما يراه مناسباً للتضامن مع فلسطين وللوقوف مع غزة وشعبنا هناك. لأن كل عمل تضامني له شيء تستفيد منه القضية.
إذا كان النشاط (إستفزك) ولا أعرف لماذا أصلاً يستفزك مادام لفلسطين. بغض النظر عن طبيعته والاسلوب والطريقة والمشهد هو نشاط لأجل التضامن معك ومع أهلك وشعبك فمفروض احترامه وتقبله وعلى الأقل عدم التعرض له والاستهتار به.. وإذا كان لا يرضيك ولا يعجبك وقد لا يعجبك ومن حقك أن لا يعجبك، إلزم صمتك أو حاور بهدوء وبأدب، كما لا تعيق عمل الآخرين وتنفرهم وتقلل مما يفعلونه ويقومون به لأجل شعبك وقضيتك وبالمقاوم الأول لأجل غزة.
أحببت أن أكتب هذه الكلمات لأن بعضنا الفلسطيني صار يغضب ويثور بسرعة وينسحب من قائمة الأصدقاء أو يضع بلوك للآخرين لهذا السبب. وهذا خطأ لأننا شعب واحد مطلوب منه الآن بالذات أن يكون أكثر وحدة وتماسكاً وتفاهماً وحواراً حول التمسك الثابت والصلب بالموقف الوطني الذي يضمن بقاء واستمرار شعبنا ومqaومته وقوته.
على كل حال أنا بطبيعة الحال لا أتابع من يخرج من صفحتي وبروفيلي ولا ألتفت للأمر فمثلما دخل الشخص برويفلي بسلام، عليه أن يخرج إن أراد ذلك أيضاً بسلام… ليخرج منه هذا حقه وهذا شأنه وحده.
ما يجمعني بأي فلسطيني هو فلسطين الكاملة وثوابتها والتمسك بذلك، غير هيك لا يمكن أن نجتمع. هذا أنا وهذه آراءي تقرؤونها كل يوم هنا بلغات عديدة، بدون تفنيص وإدعاء وتزييف وتحريف وتنكر وتشويه ولعب عالكلمات والمواقف. موقفي ثابت ميزانه الوطن والقضية والشعب والأمة و الكلمة والبندقية والدم الذي ينزف… والتضحيات التي تقدم لأجل فلسطين الحرة والكاملة..
موقفي هو نفسه يتطور وطنيا وقوة مع تطور المعركة وحسب سير كفاحنا ومتطلباته في معركة الثبات والحرية والعودة والنصر.. من يعرفني وعرفني منذ حصار بيروت 1982 وما تلاه من حياة ونضال سياسي وثقافي واعلامي وجاليوي وتضامني في أوروبا يعرف ذلك. ويعي أنني من الممسكين بجمر فلسطين.
نضال حمد
5 نيسان ابريل 2025
موقع الصفصاف – وقفة عز