الأرشيفعربي وعالمي

جهاد ضد العلويين بدلاً من القتال ضد المحتلين

عن الجحيم السوري ومذابح الساحل والشمال – كتب رئيس تحرير ومدير الموقع.

لم أكن في يوم من الأيام ولن أكون لا الآن ولا في المستقبل داعماً ولا معجباً بالجولاني ولا بشرعه، شرع الغاب… شرع آكلي الأكباد كعباد الاصنام وهبل في زمن الجاهلية وقبل الاسلام.. لا ولن اكون معجباً بمقطعي وحارقي الأجساد والذين يبيحون قتل الناس لمجرد أنهم من غير دينهم ومذهبهم وطائفتهم وملتهم. على كل حال مهما فعلوا لن يصبح خليفتهم رئيساً لكل السوريين فلا هم اختاروه رئيساً ولا هو يريد كثيرين منهم من رعيته.. فهو لم يختر الشعب السوري بكل أطيافه بل اختار أن يبقى خليفة على أتباعه من جبهة النصرة أي “هيئة تحرير الشام” ومشتقاتها. يحكم معهم وبهم سوريا كأمير من أمراء الحرب. وتحكمهم كلهم أموال الدول التي رعتهم وكبرتهم وعززت قوتهم.. وتحمهم أيضاً مصالح ونفوذ السلطنة التركية الأردوغانية، الت يلا تخفي أطماعها في العراق وسوريا وفي استعادة امجاد السلطة البائدة..

هؤلاء سلموا جنوب البلاد للعدو الأزلي ولم يطلقوا رصاصة واحدة ضده ولم يرفعوا اصواتهم رفضاً للاحتلال بل فعلوا العكس تماماً. العدو الsahيوني الذي احتل وفرض سيطرته على أكثر من ١٠ آلاف كلم في سوريا. يفعل فيها ما يريد ووقتما يريد، بينما “الثوار في الهيئة” يلاحقون الأبرياء والمدنيين في جبال العلويين وعلى الساحل السوري، حيث يسحلونهم ويقتلونهم بطرق همجية رأينا مثلها في غزة مؤخراً وفي الضفة الغربية كذلك.

هل يعقل اذا صحت الأخبار المتناقلة أن يُباد أكثر من ٧٠٠٠ سوري في ليلة واحدة؟ .. على ايدي مسلحي الخلافة الجولانية الذين حشدوا كل قواتهم وأرسلوها من كل المدن السورية، الى الساحل والجبل لقمع من سماهم بفلول النظام السابق.

هل يحتاج قمع بعض هؤلاء لإرسال كل التكفيريين السوريين والدوليين في سوريا؟ ..

هل قتل الناس والسكان على الهوية صغاراً وكباراً ورجالا ونساءا عمل سويّ وعقلانيّ ودينيّ أم رجس من أعمال المجرمين والشياطين؟

لماذا لم يذهب هؤلاء إلى الأراضي السورية المحتلة من قبل الأمريكان والأتراك والsahاينة للعمل على تحريرها؟.

شاهدت فيديوهات عديدة تظهر بما لا يدع مجالاً للشك كيف تم فيها قتل المدنيين ومنهم كبار السن وشتمهم وشتم طائفتهم ومذهبهم قبل وبعد الاعدامات. شيء مخيف ومرعب إذا كانت هذه هي النوعيات التي ستتحكم بالشعب السوري من الآن وصاعداً ومرعب ان نسمع ونقرأ لناس علمانيين ويساريين وتقدميين تبريرات للارهاب التكفيري في سوريا الجديدة.

المسلحون الذين رأيتهم في الفيديوهات يعتبرون وصفة لتشويه دين الاسلام. وسوف يتم استخدام جرائمهم بإسم الدين لتشويه الدين الاسلامي، كما استخدمت سابقا في العراق وليبيا وافغانستان وفي الحرب السورية، وكما تستخدم الآن بعد ضياع الدولة السورية وسيطرتهم عليها وتقاسمهما مع أعداء العروبة.

في سوريا الجديدة، هناك عودة بالدولة العلمانية المنفحتة، المتعددة الطوائف والديانات والمذاهب إلى عصور ما قبل الإسلام. ربما طائفة واحدة لن يجرئوا على مهاجمتها وهي طائفة “الي-ه-و-د” السوريين، الذين تم استقبال صsahينة منها في معابد سوريا، والتقوا بالحكومة الجديدة مع أنهم معروفين بعدائهم للفلسطينيين وللعرب وللمسلمين، وسبق لهم وظهروا كثيراً في دول عربية عديدة منها بكل تأكيد الإمارات أكثر الدول العربية تطبيعاً وتحالفاً مع العدو الأزلي.

في يوم المرأة العالمي الثامن من مارس – آذار ٢٠٢٥، قتلت قوات الأمن التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” وجبهة النصرة مئات ويقال ( آلاف الأبرياء والمدنيين السوريين) في مدن الساحل والشمال (جبل العلويين). البعض يتحدث عن أكثر من ٧٠٠٠ آلاف ضحية بيوم واحد. كل عمليات القتل ذات طابع طائفي وتكفيري. تناسب الحكام الجُدد وأبواقهم من كل صوب وحدب في وطن الأخطاء والآلام، المُسمى وطننا العربي وفي العالم أجمع.

هذه هي “الحرية” التي جلبتها الدول الغربية وتركيا و”إسرائيل” والدول العربية الخليجية وغير الخليجية، أي الدول المطبعة والمستسلمة والمتعاشية مع الاحتلال ووجود العدو الأزلي في فلسطين ولبنان وسوريا والخ. الآن أصبحت سوريا مدمرة، مقسمة، محتلة، ضعيفة، مستعمَرة، خالية من الجيش والدولة والسيادة. تسود فيها قطعان المسلحين والمحتلين.

صحيح أن الدولة السورية لم تكن سوريا مثالية أيام حكم النظام السابق لكنها بالتأكيد كانت أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.

نضال حمد

موقع الصفصاف – وقفة عز

٨ آذار – مارس ٢٠٢٥

ضحايا المذبحة