قصة الطفل “راتب”… بتر الاحتلال ساقه ولم يبتر حلمه …
في مشهد يختصر وجع الطفولة في غزة، شوهد الطفل راتب اقليق (10 أعوام) وهو يركل كرة بلاستيكية بماسورة صرف صحي، يستخدمها كطرف صناعي بديل عن ساقه التي بترها قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي قبل أشهر.
فقد راتب قبل فترة من الزمن وفي حرب الابادة النمتواصلة أمه وشقيقته اللتان استشهدتا يوم اصابهم القصف وبتر ساقه في مواصي حان يونس.
راتب نزح مع والدته وأشقائه من شمال القطاع إلى دير البلح مطلع الحرب، واستقروا في خيمة بجوار جده، تفتقر لأبسط مقومات الحياة. لكن النزوح لم يحمهم من نيران الاحتلال. لو توفرت الامكانيات في مستشفيات غزة وفك الصهاينة الحصار لكان الأطباء استطاعوا انقاذ ساق راتب من البتر.
يقول الصحفي قشطة في تقرير نسره موقع فلسطين اونلاين أنه بعد ثلاثة أشهر من الإصابة، لجأ راتب إلى استخدام ماسورة كمحاولة بدائية لتعويض الطرف المبتور، فقط كي يتمكن من اللعب مع الأطفال.
راتب الصغير والكبير في فهمه وارادته وتحمله قال لصحيفة فلسطين:
“بدي ألعب مع الأولاد، ما لقيت غير هذا الحل”، فبالرغم من الألم والنزيف الذي تسببه له تلك الماسورة، إلا أنه يمارس كفولته بسعادة، رغماً عن أنها سعادة ممزودة بالألم والمرارة. وعن هذا قال جده إبراهيم وأكد “أن الأطباء لم يجدوا خياراً سوى البتر، بسبب انعدام الإمكانيات تحت الحصار” و”كل ما يتمناه راتب أن يلعب مثل باقي الأطفال”.
جدير بالذكر أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد في المواد المستخدمة في صناعة الأطراف الصناعية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 18 عاماً، والذي يمنع دخول المواد اللازمة بحجة “الاستخدام المزدوج”.
بدوره أكد الطبيب محمد الخالدي، أخصائي الأطراف الصناعية أنهم في مستشفيات غزة يواجهو ن حالات مأساوية يومية، منها أم ورضيعة فقدتا أطرافهما معاً. فهناك ٤٠٠ آلاف حالة بتر للأطفال فقط في قطاع غزة منذ بدء حرب الابادة في السابع من اكتوبر ٢٠٢٤ ولغاية الشهر الجاري سبتمبر أيلول ٢٠٢٥.
25 سبتمبر 2025
موقع الصفصاف بتصرف لغوي وتحقيقي عن تقرير طويل في موقع فلسطين اونلاين.

