الأرشيفعربي وعالمي

كيف وضع بلير وذراعه اليمنى خطة للشرق الأوسط لينسبها ترامب إلى نفسه

كيف وضع بلير وذراعه اليمنى خطة للشرق الأوسط لينسبها ترامب إلى نفسه
بعد ثلاثة عقود من اتفاق الجمعة العظيمة في إيرلندا الشمالية، ساهم توني بلير وجوناثان باول في اتفاق غزة.
جين ميريك – محررة السياسات
1 أكتوبر 2025 – الساعة 6:00 صباحًا (تحديث: 10:22 صباحًا)


يمكن الآن الكشف أن الحكومة البريطانية لعبت دورًا محوريًا في إعداد خطة دونالد ترامب لتحقيق “السلام الأبدي في الشرق الأوسط”.
قاد المسؤولون البريطانيون، بزعامة مستشار الأمن القومي لكيير ستارمر، جوناثان باول – الذي كان سابقًا كبير موظفي توني بلير عندما كان رئيسًا للوزراء – صياغة الخطة المكوّنة من 20 بندًا، مع التركيز على إصلاح السلطة الفلسطينية، وإدارة ما بعد حماس في غزة، بالإضافة إلى ضمان الأمن لإسرائيل.
في العلن، أثار ستارمر غضب ترامب وبنيامين نتنياهو بعد أن اعترف قبل عشرة أيام بدولة فلسطين، لكن خلف الكواليس كان مسؤولون من بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب دول عربية، يعملون معًا بشكل وثيق لإعداد خطة يمكن أن تحظى بدعم محتمل من جميع الأطراف.

إطار عمل للسلام
كان “إطار السلام” الذي صاغته وزارة الخارجية البريطانية في البداية يهدف إلى إعادة مسار حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
أكثر جوانب هذا المخطط إثارة للجدل كان اعتراف بريطانيا بفلسطين – والذي قُدّم رسميًا للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. لكن الإطار تضمن أيضًا إجراءات جرى دمجها في خطة ترامب المكوّنة من 20 بندًا.
هذه الإجراءات شملت: إدارة غزة بعد حماس، إصلاح السلطة الفلسطينية، وضمان أمن إسرائيل.
ومن الجوانب الأساسية في الخطة إقناع نتنياهو بقبول إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد حماس. ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال يرفض فكرة الدولة الفلسطينية المستقبلية، فإن هذه التنازلات الإسرائيلية تُعتبر حاسمة لنجاح اتفاق السلام

بلير مفتاح لإقناع الإسرائيليين
كان لدور توني بلير في “مجلس السلام” – الهيئة الدولية الانتقالية – أهمية كبرى أيضًا في إقناع الإسرائيليين بالانضمام.
ومع ذلك، ونظرًا إلى أن حماس لم توافق بعد على خطة السلام ذات البنود العشرين، فإن مستقبل الاتفاق ما يزال غير مؤكد.
ورغم أن مشاركة بلير كانت منفصلة عن عمل الحكومة البريطانية في المساهمة بخطة ترامب، فإنها جمعته من جديد مع جوناثان باول في اتفاق سلام آخر، بعد ثلاثة عقود من اتفاق الجمعة العظيمة في إيرلندا الشمالية.

إطار السلام البريطاني
الإطار البريطاني للسلام، الذي جرت صياغته خلال الأشهر الماضية، حظي بدعم أوروبي وعربي. ويقول مسؤولون إنه لم يُصمم ليكون منافسًا لخطة ترامب، بل ليغذيها ويكمّلها.
ومع ذلك، كانت الخطة الأصلية لوزارة الخارجية البريطانية تتصور لجنة انتقالية للإشراف على غزة، تخضع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ويُضمن أمنها بقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.
لكن وفقًا لخطة ترامب، ستُدار غزة من خلال لجنة انتقالية فلسطينية مؤقتة غير سياسية، تشرف عليها “مجلس السلام” برئاسة ترامب ويضم بلير وآخرين.

دبلوماسية باول خلال زيارة دولة
بعد مغادرته الحكومة مع بلير، أنشأ جوناثان باول منظمة خاصة بالتفاوض والوساطة، وظل على اتصال وثيق بمبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع بدء تشكل الاتفاق.
تواصل الاثنان خلال زيارة الدولة الأخيرة لترامب إلى المملكة المتحدة، حيث جلس باول وويتكوف بجانب بعضهما البعض في مأدبة الدولة الفخمة في قلعة وندسور.
وفي يوم الإثنين – اليوم الذي أعلن فيه ترامب إلى جانب نتنياهو أن اتفاق “السلام الأبدي” قد أُبرم – كان باول في واشنطن لمتابعة الأمر.

دعم عربي وخط مزدوج لبلير
في الوقت الذي ما تزال فيه استجابة حماس غير معروفة، حظي اتفاق ترامب بدعم من الدول العربية، التي اتحدت أيضًا في إدانة حماس. ويقول مطلعون إن دعم هذه الدول جاء جزئيًا نتيجة اعتراف بريطانيا ودول حليفة أخرى بفلسطين.
ورغم أن الحكومة البريطانية لم تكن تدفع تحديدًا لدور لبلير في إدارة غزة بعد الحرب، إلا أن مصادر في لندن تشير إلى أن دوره يحظى بدعم من الدول العربية.
كان مسار بلير منفصلًا – عبر البيت الأبيض وصهر ترامب جاريد كوشنر – عن محادثات باول/ويتكوف.
لكن ارتباط بلير الطويل بالشرق الأوسط، سواء كرئيس وزراء أو لاحقًا كمبعوث للرباعية الدولية المعنية بجهود السلام، يجعله شخصية رئيسية للإشراف على إعادة إعمار غزة بعد الحرب، وفقًا لمعارفه في المنطقة.

شبكة بلير الواسعة في الشرق الأوسط
قال الدكتور توبي غرين، مؤلف كتاب بلير، حزب العمال وفلسطين: رؤى متضاربة حول سلام الشرق الأوسط بعد 11 سبتمبر:
“ربما كرّس توني بلير وقتًا للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني أكثر من أي رجل دولة آخر على قيد الحياة.
لقد كان منخرطًا بعمق كرئيس وزراء، ثم واصل ذلك في دوره كمبعوث للرباعية، حيث غاص في التفاصيل الدقيقة، محاولًا التوسط بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين ودفع التنمية الفلسطينية على الأرض.
ورغم التزامه بقيام الدولة الفلسطينية، فقد حافظ على علاقات عبر طيف سياسي واسع في إسرائيل، وهو ما يشكل رصيدًا مهمًا لأي شخص يتدخل في المهمة الضخمة لإعادة بناء غزة.
وحتى بعد مغادرته وظيفة مبعوث الرباعية عام 2015، ظل بلير منخرطًا في المنطقة، ومن الواضح أنه بنى علاقة مهمة مع دونالد ترامب والمحيطين به”

ترجمة حصرية – مازن مصطفى – انجلترا

نقلاً عن بروفيله بفيسبوك

Mazen Mustafa