الأرشيفثقافة وفن

“معقول بعدنا عايشين؟…”.

أشعر بحزن وألم هائلين يعتصران قلبي، يخنقان أنفاسي، يضغطان على صدري، ويجعلان التنفس صعباً، مع تسارع دقات قلبي وانفجار غضبي، في كل مرة أسمع فيها عن ضحية فلسطينية جديدة في هذا الجحيم، وفي الحرب المشتعلة على غزة، المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً.
ما يثير استيائي وغضبي أكثر هو اللامبالاة والاستخفاف الذي تبديه الحكومات الغربية تجاه دمائنا، وحياة أطفالنا وأحبائنا في غزة، وكأننا لسنا بشراً. قد يتساءل البعض منكم: “ماذا عن الدول العربية؟” والإجابة قصيرة وواضحة: معظم تلك الدول هي دول محتلة وخاضعة لتحالف الولايات المتحدة والاحتلال (الإسرائيلي).
من السهل رؤية نفاقهم ومعاييرهم المزدوجة وتحيزهم الواضح لصالح الإرهاب والاحتلال الوحشي في فلسطين.
كل ما حدث منذ عام 2022، وخاصة بعد أكتوبر 2023، أصبح واضحاً ولا حاجة لتفسيره مجدداً. يكفي أن تستمعوا إلى كلمات ومواقف الوزراء والرؤساء والساسة والبرلمانيين في الغرب لتدركوا أنكم تستمعون إلى لغة العنصريين والمستعمرين الذين يقفون ضدكم، حتى لو أحببتموهم أو أعجبتم بهم.
كانت هذه المقدمة ضرورية للحديث عن المذبحة التي ينفذها الاحتلال بحق الصحفيين في غزة.
اليوم، 12 ديسمبر 2024، قصفت قوات الاحتلال وقتلت الصحفية الفلسطينية إيمان حاتم الشنطي، التي لقيت مصرعها مع أطفالها إثر قصف منزلهم، في منطقة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
مع وفاتها، ارتفع عدد الضحايا من الصحفيين والصحفيات إلى ١٩٣ فقط في غزة. جميعهم قُتلوا على يد جيش الاحتلال.
تخيلوا أن كل هذه الإعدامات، التصفيات، والجرائم تحدث، ومع ذلك لا يتحرك الصحفيون الغربيون، إلا القليل منهم. من الجدير بالذكر أن معظم من يدين ويستنكر ويحتج على هذه الجرائم هم أنصار فلسطين في الغرب.
“معقول لساتنا أحياء؟…”
هذه الكلمات البليغة، التي تختصر الحياة في زمن الإبادة الجماعية في غزة، تقول كل شيء. تصف واقع الحياة تحت دوي النيران وقصف طائرات الموت الأمريكية – “الإسرائيلية” – وتحت رحمة القنابل الألمانية والأسلحة والذخيرة الغربية.
كانت هذه آخر الكلمات التي كتبتها الصحفية الفلسطينية الضحية إيمان الشنطي، قبل أن تُقتل مع أطفالها، الذين انضموا إلى عشرات الآلاف من الأطفال الذين قُتلوا، جُرحوا، فُقدوا، وتيُتموا في غزة.
11 ديسمبر 2024
نضال حمد