وداعاً أيها القائد الفدائي.
أبو أحمد فؤاد… وداعاً أيها القائد الفدائي.
اليوم، الجمعة 17 كانون الثاني – يناير 2025، توفي في دمشق القائد الفلسطيني البارز وأحد مؤسسي حركة المقاومة، ومن قادة منظمة التحرير الفلسطينية منذ البدايات، ومن مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – المناضل الكبير ورمز الكفاح، “داوود أحمد مراغة” الملقب “أبو أحمد فؤاد”. وفاته في هذا الوقت العصيب تزيد من حزننا على رحيله. فخسارة كبيرة، أنه لم يُحالفه الحظ لرؤية غزة ومقاومتها وهي تحرر الأسرى الفلسطينيين بالرغم من أنف نتنياهو وكل مجتمعه الارهابي والإجرامي الاحتلالي. ويحرمه الموت من اللقاء المنتظر مع الأسرى المناضلين والفدائيين، الذين سيُفرج عنهم عما قريب من السجون “الإسرائيلية”. ويحرمه من تهنئة رفيق دربه في النضال، أحمد سعدات، قائد الجبهة الشعبية، الذي كان أبي أحمد لسنوات عديدة نائباً له في قيادة الجبهة وبالذات خلال سنوات اعتقال سعدات.
شارك أبو أحمد فؤاد في جميع مراحل نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعودة والاستقلال الحقيقي. وناضل على كل جبهات الصراع مع العدو، سواء في فلسطين المحتلة أو في الأردن وسوريا ولبنان. كان الراحل مثالًا للقائد الفدائي والوطني والقومي والأممي: شجاعاً، هماماً، مقداماً وبطلاً يختذى به في المعارك… عرفته القواعد والمعسكرات والمواقع وبالذات في الصفوف الأمامية حيث كان يحرص أن يكون دائماً. لا يوجد فدائي قاتل في الجنوب اللبناني وبالذات في منطقة الليطاني وصور إلا وسمع أو شاهد أبو أحمد فؤاد هناك ورشاشه على كتفه.
كان لي شرف التعرف عليه شخصياً في مناسبات عديدة والتحدث معه ومناقشته، وإجراء حوارات معه. وذات يوم من سنة 2010 زرته في مكتبه أنا وصديق باحث نرويجي وأجرينا معه حواراً شاملاً. كنت التقيت به قبل ذلك مرات عديدة وأذكر بعض اللقاءات أثناء الغزو “الإسرائيلي” للبنان في عام 1982، والذي نتج عنه حصار بيروت الشهير الذي استمر 88 يوماً. بالرغم من فارق السن الكبير بيننا، إلا أنه كان هناك حرص على استمرار هذه العلاقة الوطنية والانسانية. جمعتنا فلسطين بروابط عميقة قائمة على نهج النضال المشترك والصداقة التي استمرت حتى اليوم..
إن وفاة القائد أبو أحمد فؤاد تمثل خسارة كبيرة لفلسطين. لأن شعب فلسطين بوفاته يفقد مقاتلاً لا يلين وقائداً صاحب رؤية ومبادئ وقيّم وأخلاق. فهو من القادة الأوائل الذين أعلنوا انطلاق شعلة الكفاح المسلح الفلسطيني، وقد بدأه مع أولى قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في ستينيات القرن الفائت. هذا الكفاح الذي استمر وتجدد وتعزز وشاهدناه ونشاهده في غزة، والذي دفع شعبنا ثمنه الدماء الزكية والتضحيات الجسام، والذي تجسد في الأشهر الـ16 الأخيرة من صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في غزة أمام حرب الابادة “الاسرائيلية” المدعومة من قبل كل معسكر أعداء فلسطين في العالم. .
17.01.2025




















