الأرشيفعربي وعالمي

يمهدون لترسيم شعار الدولة الواحدة – محمود فنون

بعد أن أشبعونا حديثا عن استعصاءات حل الدولتين انتقلوا إلى شعار حل الدولة الواحدة وبنفس الأدوات  وكل ما يلزم من تدليس على الشعب الفلسطيني وقضيته.

إن فوج الدولة الواحدة هو ذاته فوج الدولتين بعد أن حصل على دعم كبير من أفواه جديدة ومن منظمات ال

NGOs

إن شعار الدولة الواحدة هو آخر ما يلزم الدول العربية لتخلي مسؤوليتها عن القضية الفلسطينية  وتغطي على خيانتها لها لتجلس في مقعد المتفرجين .

يقول الين بابي وهواستاذ تاريخ يدرس في جامعة اكستر في بريطانيا ” في بداية تسعينات القرن الماضي وفي لقاء شخصي لطيف مع القيادي الفلسطيني الكبير الراحل خالد الحسن (أبو السعيد) أحد مؤسسي حركة ‘فتح’ ومنظريها البارزين في تونس سألني مازحا: أتدري ما الحل الأفضل لقضيتنا؟!!….الحل يا سيدي أن تضم (إسرائيل) الضفة الغربية وغزة فنتحول إلى مواطنين (إسرائيليين) نشرع فورا في معركة المساواة في الحقوق والواجبات حتى تتحول (إسرائيل) إلى دولة لكل مواطنيها!! “

هنا ومثل أي مشاريع تسوية أخرى تقوم (اسرائيل) بالفعل ، وعليها ان تقوم بالفعل سواء اعلنا موافقتنا المسبقة كما هو الحال أعلاه حيث تقوم (اسرائيل) بضم الضفة الغربية وغزة، ولعدها تبدأ معركتنا بالمطالبة بالمساواة والتي ممكن ان تستمر إلى ما شاء الله” حتى تتحول (اسرائيل) إلى دولة لكل مواطنيها !!” كما قال خالد الحسن.

إن خالد الحسن كما هو موصوف أعلاه هو منظر لفكرة التسويات التي تبنتها فتح وهو كان قريبا من دول الخليج والحكومات العربية القريبة من (اسرائيل) وامريكا .

ولكن الأمر اليوم اختلف ، وانتقل الطرح من مجرد فكرة نظرية طرحت عام 1990 إلى موقف يطرحه امين سر منظمة التحرير الفلسطسنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المفاوضات الدكتور صائب عريقات حيث يقول في مقابلة له : “من يدمر خيار الدولتين يجب أن يتعامل مع خيار الدولة الديمقراطية الواحدة التي يتساوى فيها الجميع من كل الأديان”، وأوضح: “طُلب منا الالتزام بخيار الدولتين وقمنا بذلك حتى اليوم، لا نزال نتمسك بخيار الدولتين وبالقانون الدولي”.

وتابع قائلا: “البديل الوحيد لخيار الدولتين، يتمثل في دولة ديمقراطية واحدة، وحقوق متساوية للجميع، للمسيحيين والمسلمين واليهود. هذه المعادلة تحتاج إلى طرفين والطرف الإسرائيلي غير مستعد لذلك“. ” 15 شباط/2017م
وهنا اسجل ملاحظتين من النص المقتبس أعلاه :

أولا : أن إلتزام المنظمة بحل الدولتين كان بناء على طلب من آخرين حيث يقول صائب عريقات :”طلب منا الإلتزام بحل الدولتين وقمنا بذلك حتى اليوم ” أي حتى تاريخ 15/2/2017م

ثانيا : ومن اليوم بعلن صائب عريقات أن من يدمر حل الدولتين ” يجب ان يتعامل مع خيار الدولة الواحدة .إنه يلزم (إسرائيل) !!!

وهنا نعود لتصريح خالد الحسن حيث تظهر أهميته مجددا . فصائب عريقات يطلب من (إسرائيل) الإلتزام بحل الدولة الواحدة سيرا على خطى خالد الحسن الذي رأى ان تقوم (اسرائيل) بضم الضفة وغزة أولا وبعدها يبدأ الفلسطينيون معركتهم الديموقراطية.

إن هذا يبين تماما ان قيام فلسطينيين برفع شعار الدولة الواحدة  إنما هو مطالبة من (اسرائيل) بضم الضفة والقطاع  مهما كانت التزيينات من نوع دولة ديموقراطية علمانية ومن نوع عودة اللاجئين وحل جيش الدفاع وتخلى (اسرائيل) عن عنصريتها وصهيونيتها .

ولم ينس صائب عريقات ان يهاجم (اسرائيل) في سياق تزريقته الواضحة لرؤياه الجديدة بحل الدولة الواحدة وربما كعبارات انتقالية حيث يقول : ” وتابع خلال مؤتمر صحفي عقده في أريحا، الأربعاء 15 فبراير/شباط: “هناك محاولات واضحة من الحكومة (الإسرائيلية) لدفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين في حدود 1967 من خلال الإملاءات وتوسيع الاستيطان وسرقة المياه والأرض.

ولكنه على أية حال هو نفسه يمهد لدفن شعار الدولتين ودفن ما سمي ببرنامج الحد الأدنى القائم على حق اللاجئين في العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع.

لقد كانت هذه عبارات تزيينية لم يتحقق منها شيئا وهذا صائب عريقات يفضح الصورة : ”  : “كمنظمة تحرير ودولة فلسطين، خيارنا حل الدولتين على حدود عام 67 وقدمنا لهذا الغرض تنازلات كبيرة ومؤلمة، وفي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كان مطلوب منا أن نعترف بدولة (اسرائيل) على حدود 1967 بمساحة 78% من فلسطين التاريخية، وقمنا بذلك”

وعلى الفور رقص أحمد الطيبي على الأنغام وتعامل على أن حل الدولة الواحدة قد تحقق وأن هناك دولة ديموقراطية ورشح نفسه للإنتخابات وفاز  على نتنياهو،  حيث قال : ” إنه سينافس رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الحالي، بنيامين نتنياهو، على منصبه، وسيهزمه، في حال أقيمت “الدولة الواحدة”.

وتابع في تصريحه الذي نقلته أمد في 17/2/2017 “

” في حال اعتماد حل الدولة الواحدة الديمقراطية ستكون الأغلبية ما بين البحر (المتوسط) والنهر (الأردن) لنا (الفلسطينيين) وبشكل ديمقراطي”.

وأكمل الطيبي: ” بالتالي فإذا ما ترشحت أنا مقابل بنيامين نتنياهو، فأنا من سيفوز وليس هو “.

ومثله وقف محمود الشيخ فوق حل الدولتين إذا امكن تحقيقه ثم قال” أو” وانتقل بعدها إلى حل الدولة الواحدة كما لو كان ليس بشكل مفاجيء ” وفي هذا المجال اعتقد من اجل هزم مشاريعهم علينا نحن كفلسطينين التمسك بخيار حل الدولتين بهدف كسب الراي العام العالمي وتشكيل جبهة عالمية قوية تقود الصراع مع (اسرائيل) وتجبرها على القبول بحل الدولتين والذى ايد هذا الحل ووافق عليه ولا زال مؤمنا فيه ومن اجل فتح معركتنا العالميه ضد سياسىة نتنياهو وترامب معا وتجنيد كافة القوى العالميه لتحقيق هذا الهدف لكن بادوات جديده وعقول جديده ووجوه جديدة وليس بنفس الوجوه والأدوات،او اللجوء الى حل الدولة الواحدة ثنائية القوميه ينال الجميع حقوق متساويه تماما ومواطنة كامله دولة لجميع مواطنيها.

هكذا وينال كل ذي حق حقه وينتهي الأمر .

هكذا ينتقل الواحد من مشروع إلى مشروع حسب الريموت كنترول الذي يوجهه
فقد كتب أحمد حسدية :

أنا ايضا كنت مقتنعا الى فترة قريبة بحل الدولتين للشعبين. لكن حينما أنظر من حولي لا أرى أي فرصة للانتقال الى مرحلة تنفيذ هذا الحل. لذلك أريد أن أدعو الى حل الدولة ثنائية القومية، الذي هو حسب رأيي الحل الصائب للصراع (الاسرائيلي) الفلسطيني”- وطن للأنباء ا/12/2015م.

هكذا بكل بساطة بعد أن دافع عن حل الدولتين هو وأمثاله اربعة عقود وحصلوا على نتيجة : أنه لا يرى “أي فرصة للانتقال الى مرحلة تنفيذ هذا الحل..” فيلقي به إلى سلة النفايات ويحمل ورقة جديدة مكتوب عليها: ” حل الدولة ثنائية القومية” مؤكدا “الذي هو حسب رأيي الحل الصائب للصراع (الاسرائيلي) الفلسطيني”
كل من تحدث عن مشروع الدولة الواحدة  كان يبدأ حديثه ” أما وقد وصل حل الدولتين إلى استعصاء  ” ويشرح  ضخامة العقبات في طريقه والتي هي ذات العقيات في طريق أية تسوية ، ثم يتهم (إسرائيل) بأنها تفشل الحل أو لا ترضى به ثم ينتقل إلى رفع شعار حل الدولة الواحدة ! أليس هذا تدليسا على الشعب الفلسطيني والثقافة الوطنية ؟؟

اترك تعليقاً