الأرشيفوقفة عز

أنت أخي يا يوسف – نضال حمد

الى الصديق الحميم البرفسور والشاعر الفلسطيني البولندي، يوسف شحادة وهو يخوض اليوم أهم معارك حياته على الاطلاق.

yusef shehadeh


كنت يوم أول أمس السبت لأول مرة منذ السبت الذي سبقه أخرج من البيت الى المدينة. فسيارتي معطلة وفي التصليح ورجلي تؤلمني وركبتي الوحيدة تزعجني لأنها ماعادت صالحة لشيء بعد كل سنوات الخدمة المركزة عقب اصابتي بجراح سنة 1982.


على سيرة ركبتي عرفت اليوم من الصديق عمر فارس في كراكوف البولندية أن البرفسور البولندي رئيس القسم في المستشفى الجامعي قد توفي منذ إسبوعين ربما بسبب اصابته بفيروس كورونا. هذا البرفسور قام قبل حوالي أربع سنوات بفحص ركبتي وأشار علي بضرورة إجراء عملية تركيب ركبة صناعية. كان عرفني عليه صديقي جاسر الحسين الذي تعالج عنده بعد إصابته الخطيرة بحادث سير قبل سنوات.


مناسبة الحديث عن البرفسور والمستشفى هو أصابة صديقنا وحبيبنا، أخي ورفيقي الشاعر الفلسطيني البرفسور يوسف شحادة، المحاضر في جامعة ياغيلونسكا البولندية العريقة بفيروس كورونا. وبسبب تراجع حاد طرأ على حالته الصحية نقلها نحو الأسوأ، فوضعه للأسف حرج واستدعى نقله الى ذلك المستشفى الذي أصبح منذ انتشار وباء كوفيد 19 المعروف بكورونا مخصصاً فقط لحالات كورونا وبالذات الحرجة.

الشاعر يوسف شحادة


من أسباب عدم مغادرتي كثيراً للبيت هو الانتشار السريع والخطير لفيروس كورونا بموديله الجديد بالإضافة للموديلات القديمة. فكل شيء ينذر بخطورة، لكن لا شيء كان يمكنه منعي من اللقاء كل يوم ثلاثاء وأحيانا يوم الخميس مع الحبيب يوسف شحادة. فقد جرت العادة منذ أن نلتقي كل ثلاثاء وخميس وهي أيام عمله في الجامعة.


لقد كنت بعكس صديقي يوسف الذي يدفع الآن ثمن معارضته للتلقيح والوقاية من الوباء. كنت قبل إصابة الحبيب يوسف أدعو للتلقيح وكان هو ضد ذلك بشراسة وبقوة. الآن وبعد معرفتي بوضع يوسف الصعب جداً أدعو من جديد للكمامة والابتعاد والنظافة والتعقيم والتلقيح فيجب علينا أخذ الحيطة والحذر. على الأقل ارتداء الكمامة والتعقيم والابتعاد عن التجمعات بقدر الامكان. أقول هذا مع أنني في الشهرين الأخيرين لم التزم بذلك وشاركت في تجمعات ولقاءات وندوات عديدة. لأنه لا يمكنني أن لا أشارك في نشاطات لأجل فلسطين فهذه نقطة ضعفي وهي ايضاً نقطة قوتي.

كنا أنا ويوسف في مناسبات عديدة شاركنا معاً بنشاطات مختلفة. كما كنا نعد لنشاطات ثقافية فلسطينية في الربيع القادم في أوروبا بشكل عام. لذا أقول لحبيبي يوسف لا تقلق فأنا سأعمل اللازم وأنتظرك لننطلق من جديد. كما انطلقنا معاً في كراكوف وكييف وأوسلو وكاتوفيتسه ومدن وعواصم أوروبية عديدة.

نضال حمد في 13-12-2021