صهيونيات

(إسرائيل) تستعين بمقولة بيغن عن صبرا وشاتيلا: عرب قتلوا عربًا وتزعم: زهير أندراوس

وتزعم: سوريون قتلوا الروس بصواريخ روسيّةٍ ولا ذنب لنا وسنُواصِل ضرب سوريّة وتوجّسٌ شديدٌ من ردّ فعل بوتين
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ستّة وثلاثون عامًا على مذبحة صبرا وشاتيلا، قد تكون العبارة الأكثر إيلامًا هي تلك التي قالها رئيس الوزراء (الإسرائيليّ)، وقتها، مناحيم بيغن: إنهم عرب يذبحون عربًا، ومن خلال هذه المقولة أراد أنْ يغسل يدي دولته من ذبح 1390 فلسطينيًا ولبنانيًا، وهؤلاء ممّن عُرفت هوياتهم فقط، وليقول إنّ جيشه بريء من همجية لا يقترفها “سوى العرب”، كما كان يتردد في (إسرائيل).
ولدى مُتابعة ردود الفعل في الإعلام العبريّ حول إسقاط الطائرة الروسيّة في سوريّة، يبدو واضحًا وجليًّا أنّ شيئًا لم يتغيّر في الاستكبار (الإسرائيليّ)، الذي لا يعرف الحدود: السوريون أسقطوا طائرةً روسيّةً بصواريخ روسيّةٍ، ونحن لسنا جزءًا من القضية، بهذه الكلمات لخصّ مُحلّل الشؤون الأمنيّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، أمير أرون، ما حصل، تمامًا مثل بيغن بعد مجزرة صبرا وشاتيلا.
أورن قال إنّ الحديث يدور عن إخفاقٍ روسيٍّ مُجلجلٍ، فبعد أنْ باعت موسكو لدمشق صواريخ من أنواعٍ وأجناسٍ مُختلفةٍ، وتحديدًا صواريخ أرض-جوّ، كان حريًا بهم، أيْ الروس، أنْ يُزوّدوا المنظومات الدفاعيّة السوريّة بأجهزة إنذارٍ واتصالٍ للتواصل مع الطائرات الروسيّة، التي تُقلِع من مطار “حميميم”، القريب من اللاذقيّة، زاعمًا أنّ منظومةٍ من هذا القبيل كان بإمكانها منع إسقاط الطائرة، بحسب زعمه.
وتابع المُحلّل قائلاً إنّ (إسرائيل) على حقٍّ عندما ترفض السماح لإيران بأنْ تقوم باستغلال الأراضي السوريّة لتزويد حزب الله بمنظوماتٍ مُتطورّةٍ ومُتقدّمةٍ لزيادة دقّة الصواريخ التي يملكها الحزب، والتي يصل عددها، وفق التقدير (الإسرائيليّ) الأخير، إلى 150 ألف صاروخ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الأمين العّام للحزب، السيّد حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، الجنرال قاسم سليماني، قد يُصدّقان أنّ بحوزتهما صواريخ قادرة على ضرب قواعد سلاح الجوّ (الإسرائيليّ) في العمق، وبالمنشآت الحيويّة وبمراكز المدن الرئيسيّة في الدولة العبريّة، على حدّ قوله.
وتابع المُحلّل، المحسوب على جوقة الإعلاميين، الذين تدفعهم المؤسسة الأمنيّة إلى الواجهة أوْ إلى الجبهة، للدفاع عن موقف تل أبيب، تابع قائلاً إنّه من غير المُحبّذ بتاتًا أخذ الردّ الروسيّ على محملٍ من الجّد، بما في ذلك استدعاء السفير (الإسرائيليّ) في موسكو لوزارة الخارجيّة وتوبيخه، وكذلك وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، الذي تلقّى هو الآخر محادثةً هاتفيّةً صعبةً من نظيره الروسيّ.
وشدّدّ المُحلّل على أنّ روسيا تُريد إنهاء الحرب الأهليّة في سوريّة، وأنْ تُقوّي نظام الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد، وأنْ تسحب من تحت أرجل (إسرائيل) الادعّاء بأنّها تُهاجِم مواقع عسكرية تابعة لإيران في بلاد الشام، لافتًا إلى أنّ سياسة القوّة التي يستخدمها القائد العّام لهيئة الأركان (الإسرائيليّة)، الجنرال غادي آيزنكوط، بالاتفاق والتنسيق مع قائد سلاح الجوّ (الإسرائيليّ)، الجنرال عميكام نوركين، لا يجب أنْ تتوقّف، بسبب قيام السوريين بقتل الروسيين بأسلحةٍ تلقوها منهم، على حدّ وصفه.
وخلُص المُحلّل إلى القول إنّه أولاً وأخيرًا في هذه القضية العينيّة، فإنّ روسيا، وروسيا فقط، هي التي تتحمّل المسؤولية عن إسقاط الطائرة ومقتل 15 عنصرًا كانوا على متنها، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه في (إسرائيل) لم يُعبّروا عن أسفهم أوْ اعتذارهم لمقتل رجال الجوّ الروسيّ في الواقعة المذكورة.
في السياق عينه، قال مُعلّق الشؤون العسكريّة في شركة الأخبار (الإسرائيليّة)، روني دانيئيل، في تحليلٍ نشره على موقع الشركة (MAKO)، قال، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، إنّ إسقاط الطائرة الروسيّة في سوريّة يُعتبر نقطة تحوّلٍ مفصليّةٍ في العلاقات بين موسكو وتل أبيب، لافتًا إلى أنّه بسبب حساسية القضية، وبأمرٍ مُباشرٍ من رئيس الوزراء (الإسرائيليّ)، بنيامين نتنياهو، فإنّ الجانب (الإسرائيليّ) يُحافِظ على الصمت المُطبق، ولكن مع ذلك، أضاف المُعلّق (الإسرائيليّ) قائلاً إنّ الاتهامات الشديدة التي وجهتها موسكو لتل أبيب ترفع منسوب التوتّر إلى رقمٍ قياسيٍّ لم نعرفه ولم نشهده خلال سنواتٍ طويلةٍ جدًا، على حدّ قوله.
ولفت المُعلّق إلى أنّ الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتن ردّ بصورةٍ قاسيةٍ عندما قام سلاح الجوّ التركيّ بإسقاط المُقاتلة الروسيّة بادعاء اختراقها الأجواء التركيّة، والسؤال، أضاف: هل سيتصرّف بوتين على نفس الطريقة؟ وردّ قائلاً من الصعب التصوّر أنْ تقوم روسيا بردّ فعلٍ قاسٍ ضدّ الدولة العبريّة، مُشدّدًا على أنّ العلاقات الروسيّة-(الإسرائيليّة) وصلت إلى نقطة الامتحان والاختبار، وبشكلٍ خاصٍّ العلاقات الحميدة بين بوتين وبين رئيس الوزراء نتنياهو، كما أكّد المُعلّق، المحسوب على المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.
ولكن مع ذلك، من الأهمية بمكان اللجوء إلى مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، الذي يُعتبر الابن المُدلّل للمؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، الذي نشر تحليلاً على موقع الصحيفة، قال فيه بدون لفٍ أوْ دورانٍ إنّ القاعدة الأولى التي يتحتّم على كلّ واحدٍ أنْ يتعلّمها ويُنفذّها على أرض الواقع تقول بشكلٍ واضحٍ: إيّاكَ، إيّاكَ من استفزاز الروس، على حدّ تعبيره.
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.