الأرشيفعربي وعالمي

اجتماع/مؤتمر بغداد…”موك” موسع لتذخير عشرية الاستشراق الإرهابي – عادل سماره

بعيدا عن غبار السياسة من جهة وتنظيرات ما بعد الاستعمار، فإن اجتماع بغداد هو اجتماع لترتيب أدوار مستعمرات تقرر في واشنطن. وباستثناء إيران، فان المجتمعين جيمعاً يرتبطون بالسياسة الأمريكية بدرجات ورتب. صحيح أن مرتبة تركيا أعلى من مرتبة مصر، بل أعلى من مختلف مراتب الحكام العرب، ولكن تجميع المتماحكين والمتناقضين والمتشاتمين والمتآمرين أمس على طاولة اليوم لا يتم بدون مايسترو يأمر فيُطاع.
ودون الدخول في مناكفات “الضراير- مع المعذرة للمرأة”، يهمنا ا ن نثير أسئلة مختلفة:
أولاً: بأمر من عُقد الاجتماع؟ بأمر أمريكا
ثانياً: من الطرف الموكل إليه إدارة الجلسة نيابة عن أمريكا؟ فرنسا. لذا مثلاً  مارس ماكرون العنجهية ك “سيد” على عبيده حيث وجه الإهانة للشعب العراقي حينما زار أربيل ولا شك ان ذلك بغمزة من رئيس العراق المتحمس لتقسيم العراق. تخيلوا رئيس بلد يعمل علانية على تقسيمه ويبقى رئيساً.
ثالثًاً: ضد من موجه هذا الاجتماع؟
  • ضد سوريا. فمن جهة باستثناء إيران جميع المشاركين ضد سوريا وتحديداً جيع العرب والجامعة العربية وهم ضد سوريا باشكال تمتد من الاستشراق الإرهابي  والاحتلال الاستعماري التركي إلى فصلها من الجامعة العربية   إلى الاشتراك في محاصرتها. وهذا يكشف تفاهة من يقولون بأن حاكم مصر ضد العدوان التركي على سوريا، لأن العلاقة يجب ان لا تكون هكذا. وكل هذه الضدية سوف تستمر وتتصاعد، وهذا بيت القصيد.
  • وضد فلسطين حيث هو في خدمة الكيان الصهيوني.
رابعاً: لصالح مَن هذا الاجتماع؟
  • لصالح تثبيت الاستعمار الأمريكي في الوطن العربي لأن هذا الوطن تحت الاستعمار وإن بدرجات، وامريكا لن تخرج من هذا الوطن إلا داميةً
  • ولصالح الكيان الصهيوني لأن أي استهداف لسوريا هو أساسا لخدمة الكيان الصهيوني
  • ولصالح رئيس الوزراء العراقي والرئيس العراقي ورئيس البرلمان، أي تعويم التحالفف الطائفي . كما أن  ثلاثتهم يتقاسمون الولاء لأمريكا وبالتالي يتقاسمون تفكيك العراق ويشتركون في الإجهاز على عروبة العراق.
  • ولصالح الاحتلال التركي لأراضٍ سورية وعراقية.
مفارقات أخرى في المؤتمر:
أولاً: فيما يخص الخطاب، لم تُذكر كلمة عرب إطلاقاً حيث جرى استخدام كلمة “الجوار” وبالتالي كانت سوريا في علاقتها بالعراق كعلاقة تركيا بالعراق! وهنا بيت القصيد اي الإجهاز على اي مشترك قومي بالقطع ومن ضمن ذلك تصنيع مصطلحات تخدم ذلك الإجهاز. وطالما الأمر جوار، فلماذا لا تتم دعوة الكيان الصهيوني لاحقاً فهو “جوار” بمقصدهم. أليس الكيان عضو في “موك عمان”؟
ثانياً: لم يأتي  حكام العراق على ذكر الاستعمار المتعدد في أرض العراق، أي أن العراق مناطق نفوذ. ولو كان هؤلاء وطنيين حتى بالمفهوم البرجوازي التقليدي لما عقدوا الاجتماع في بلدهم وبحضور عدة استعماريين !!
ثالثاً: أمَّا والاجتماع ضد سوريا، فما موقع الأردن في هذا وفي الترتيبات اللاحقة وخاصة على ضوء تجميع قوات العدو الأمريكي في قواعد الجيش العربي الأردني رغم غضب نشامى الجيش!  هل هذا الاحتلال الأمريكي موجه ضد الكيان؟ أو ضد تركيا ! أليس هذا لهدف ما ضد سوريا؟
رابعاً: ما معنى الحضور الذليل للجامعة العربية التي من المفترض أن تكون راعية لأي مؤتمر عربي على أن يكون الآخرين ، من غير الأعداء ضيوفاً.

يبقى السؤال عن الحضور الإيراني، وبغض النظر عن تعدد الآراء، فإن إشراك إيران هو جزء من محاولة العدو الأمريكي إحتوائها وتوجيه رسالة أو ضربة نفسية لشارع المقاومة. لذا فإن عدم مشاركة إيران كانت أفضل لها، كما نعتقد لا سيما وأن هؤلاء الأعداء وأنصاف الأعداء والإخوة الأعداء لن يتغيروا أمام اية مرونة وذلك لأنهم محكومون من جهة ولأنهم لا يحملون هموم الأمة من جهة ثانية.
إن كل هذا لم يكن ليحصل لو كان هناك اي واقع عربي موحد.
وأخيراً، فإن خروج/هزيمة /خسارة امريكا في كابول تشي بمحاولة تعويضها ضد سوريا، بل ضد كامل الأمة العربية.