وقفة عز

احذروا الخداع فالاستسلام ليس سلاماً

توقيع اتفاقية بين (اسرائيل) والامارات العربية تسمى زورا اتفاقية سلام وهي في حقيقة الأمر اتفاقية استسلام وتطبيع مجانية لمصلحة (اسرائيل) وعلى حساب الشعب الفلسطيني. وهي ليست قنبلة اعلامية لأنها كانت متوقعة ومسألة وقت فقط لا غير. اليوم جاء هذا الوقت واعلن عن الاتفاقية من قبل ترامب الرئيس الأمريكي العنصري الصديق الحميم للكيان الصهيوني، والحاكم الفعلي لدول الخليج العربي ولغالبية دول العالم..

بعدما فشل مشروع تدمير سوريا واجبارها على الاستسلام لمشيئة امريكا و(اسرائيل) وحلفاء امريكا في العالم. اتجه هؤلاء نحو الحلقة الأضعف القضية الفلسطينية فقامت الامارت العربية المتحدة، التي نسقت وعملت مع (اسرائيل) خلال السنوات الأخيرة، بخرق الميثاق العربي القومي وقرارات الجامعة العربية التي تنص على مقاطعة (اسرائيل). قامت الامارات بتوقيع هذه الاتفاقية الاستسلامية التي تسمى حسب رأيهم اتفاقية سلام وتعاون.

ان استسلام الحكومات العربية بدأ مع الرئيس المصري أنور السادات الذي وقع في ١٧ سبتمبر ١٩٧٨ على معاهدة سلام مع رئيس الحكومة الصهيونية آنذاك مناحيم بيغن.

ثم في سنة ١٩٩٤ وقعت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الراحل ياسر عرفات على اتفاقية سلام في اوسلو وواشنطن. اعتبرت من قبل غالبية الفلسطينيين استسلاما من قبل قيادة منظمة التحرير الفسلطينية واعترافاً ب(اسرائيل) واحتلالها لفلسطين. ومنذ ذلك الوقت لم ينل الفلسطينيون من هذه الاتفاقيات إلا المزيد من الألم والمعاناة. ف(اسرائيل) استغلت ذلك لمصلحتها وعززت من سياسة الضم والاستطيان وقمع الفلسطينيين وارتكاب المجازر بحقهم.

استفادت (اسرائيل) من توقيع الاتفاقيات مع العرب وبالذات مع منظمة التحرير الفلسطيية استفادة لا يستاهن بها. بفضل تلك الاتفاقيات انفتحت بعض الدول العربية والاسلامية على العلاقات مع الصهاينة. بعضهم تحجج بأن الفلسطينيين أنفسهم وقعوا اتفاقيات سلام مع (اسرائيل). وهذا برأيي عذر أقبح من ذنب. فنفس هؤلاء عندما احتاجهم الشعب الفلسطيني في أشد الأوقات حلكة تركوه وحده يقاوم الوحشين الأمريكي والصهيوني. ولم يقدموا له المساعدة والدعم والاسناد.

للأسف القيادة الفلسطينية في منظمة التحرير الفسلطينية أنذاك، وهي قيادة رخوة، لم تكن تختلف كثيراً عن الحكام العرب، أخذت من ذلك أيضا حجة لتقديمها التنازلات وتوقيع الاتفاقيات السلمية الاستسلامية مع المحتلين الصهاينة. وهي اتفاقيات أضرت بالفلسطينيين وأعطت الوحش الصهيوني (اسرائيل) ما لا يستحق وما لا يملك وما لا يجوز اعطاؤه.

الأردن أيضا وقع اتفاقية سلام مع (اسرائيل)… وهو بالأصل دولة كانت تربطها علاقات سرية متينة مع الكيان الصهيوني منذ عشرات السنين. ولازالت علاقاته مع الصهاينة جيدة ومتينة. فيما غالبية دول الخليج العربي وكذلك الدول العربية في شمال افريقيا مثل المغرب وتونس وموريتانيا باستثناء ليبيا والجزائر أقامت علاقات دبلوماسية أو افتتحت مكاتب تمثيل تجارية وثقافية ورياضية وغيرها مع (اسرائيل).

كل تلك الاتفاقيات والعلاقات بين تلك الدول العربية والاسلامية هي تنفيذ دقيق للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي أعدوه للمنطقة العربية منذ عشرات السنين وعدلوه ونظموه خلال السنوات الأخيرة. ومن أجل ضمان استمرارية دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة. وأكثر من ذلك من أجل سيطرتها ليس على فلسطين فقط بل على البلاد العربية كلها. من خلال التفوق العسكري والسياسي والسيطرة الاقتصادية الشاملة. وهذا أيضا جزء مهم جداً في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كتب عنه رئيس الوزراء الصهيوني الراحل شمعون بيريز.

بالرغم من جريمة الامارات بحق الشعب الفلسطيني وهي جريمة أيضاً ضد الشعب الاماراتي، لأن هذا الشعب العربي العريق بدوره يرفض التطبيع ولكنه لا يستطيع الافصاح عن ذلك خوفا من القمع. كما هو واقع حال كل الشعوب العربية من المحيط الى الخليج ومن الخليج الى المحيط. حيث يتحكم بتلك الشعوب حكاماً يعملون لمصلحة (اسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية.

بالرغم من ذلك فإن الشعب الفلسطيني مصصم على المقاومة حتى التحرير والعودة. وله حلفاء وأنصار في كل العالم. الشعوب والشرفاء والأحرار والمناصرين على مد خريطة العالم. له حلفاء عرب وغير عرب من لبنان الصغير – الكبير بانتصار مقاومته – الى ايران والجزائر وسوريا واليمن وغيرها من الدول مثل كوبا وفنزويلا وجنوب افريقا. وقبل أي شيء هو شعب يملك الارادة والاصرار والعزيمة. وقد مر في ظروف صعبة كثيرة ولم يستلم وهو أبدا لن يستسلم.

 

نضال حمد – 14-8-2020

 

احذروا الخداع فالاستسلام ليس سلاماً