عربي وعالمي

الأستدارة الأمريكية نحو الجنوب السوري والرقّة معاً

 

المحامي محمد احمد الروسان*

في جلّ المسألة العربية وعمقها، ليس هناك شيء اسمه سياسة إقليمية نتاج المكونات العربية التي تعيش في المنطقة الشرق الأوسطية، في ظلّ حالة سرطانية تتموضع في انتشار مدروس للقواعد الأمريكية(ايران تخلو من القواعد الأمريكية تماماً، وجلّ بلادنا العربية التي يجتمع قادتها في بحرنا الميت، مليئة بقواعد العم سام الأمريكي جحانا، وهي في مرمى الصواريخ الأيرانية، وهذا ما يعد مثل الحك على جرب للبلدربيرغ الأمريكي وأدواته في الوطن العربي)، من خلال اعادة هيكلة انتشاراتها هنا وهناك وفي خضم حالة السيولة الشديدة التي تعانيها المنطقة، على طول وعرض خطوط ومنحنيات جغرافيا الوطن العربي ومجالاتها الحيوية، بل هناك مخططات ومنفذون لها أي وكلاء للأمريكي، وهم بمثابة بروكسي على تطوير وتعميق العلاقات بين مكونات الأمة الواحدة، لا بل جزء سرطاني من ذات الحالة الأمريكية العسكرية الأنفة في الأنتشار والتموضوع. وبعبارة أكثر عمقاُ، ليس هناك سياسة عربية مستقلة، بل سياسة أمريكية برامجية، وما يجري في المنطقة تطبيق للسياسات الأمريكية ليس أكثر ولا أقل من ذلك، وذاكرة البعض منّا كعرب مثقوبة بشكل عامودي وعرضي أي مثل:- (الغربال الفاروطي الذي كنت استخدمه للتخلص من حبيبات القمح الضعيفة، على وفي بيادر سما الروسان قريتي الوادعة وقت موسم القطاف السنوي للقمح في سهل حوران)، ويعتقد هذا البعض العربي المحزن، بأنّ ذاكرته المثقوبة ليست إلاّ إبداعات خارقة وعبقرية فذّة، يصعب على من حولهم فهمها وحلّ ألغازها، لضيق مداركهم العقلية من وجهة نظرهم هؤلاء الواهمون المثقوبون المفعولون بهم. انّ ما يجري الآن في المنطقة، هو تفكيك للدول القومية الكبرى والقطرية الصغيرة مترافقاً ذلك مع التطبيع القسري؟(يحسب الكثير من المراقبين والباحثين، أنّ الدور المصري في الحدث الاحتجاجي السياسي السوري غير مريح حتّى اللحظة، وهم محقون في ذلك)، وتاريخيّاً الرياض هي المحرّك لاتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 م، وبالتعاون مع المغرب أيام الرئيس محمد أنور السادات. ولأنّه في الحروب وعقابيلها، تتحرك الجغرافيا على وقع إيقاعات ومديّات المعارك، وأزيز الرصاص وهمس ووشوشات التراب وعتاب البنادق، ولأنّ الضمير العربي في نزهة خارج الوطن، وأنّ الأعلام المظلّل والمظلّل ليس غبياً، بل هو واثق بغباء متابعيه، ولأنّ البندقية التي لا ثقافة خلفها تقتل ولا تحرر، ولأنّ الديكتاتورية من منظور البعض العربي المتهالك المتصعلك تعني: أن تجعل المثقفين والمفكرين يصمتون، علينا أن لا نلتفت إلى تصريحات هنا وهناك، لبعض غلمان بعض الحكومات العربية ونؤكد على التالي:

ليس هناك سياسة في العالم العربي وإنما قلاء بيض وكفى أو مثل:

is like frying eggs with fart،

ومن يحسب غير ذلك ويعتقده فهو واهم ويبني قصوراً زمرديّة في الهواء، الشيء الفاعل في عالمنا العربي هو قلاء البيض ببصل أو فلفل حار، هناك تطبيق للسياسات، وأي تصريح سعودي أو مصري أو من أي دولة فيما يخص سورية قلب الشرق وسيّدة الجغرافيا وأجمل النساء العفيفات، ليس سياسة وأنه لا يخرج عن إطار تطبيق للسياسة الأمريكية، والتي تقود معركة الناتو في سورية ليس لإسقاط النسق هناك، بل والوجود الروسي في المنطقة والمتوسط ثم الأستدارة لاحقاً الى أسيا الوسطى والقوقاز(ما جرى في القوقاز مؤخرا من قتل ستة جنود أمن روس يؤكد أنّ موسكو منخرطة في محاربة الأرهاب، ويعتقد أنّ المحرك لعمليات القتل هناك هي السي أي ايه عبر أدواتها). في المعلومات، أنّ البلدربيرغ الأمريكي  يوجّه ويسعى وعبر دواعش البنتاغون الأمريكي ذات التفقيس الجديد، وعبر الصعاليك الجدد القدماء في ما تسمى بفتح الشام الأرهابية بديل جبهة النصرة الأرهابية، عبر الأرهابي ابو محمد الجولاني والذي يمكن أن يكون قاديروف سورية(صعاليك القاعدة يأجوج ومأجوج العصر)، وبعد انجزات الجيش العربي السوري والحلفاء والأصدقاء، حيث الأمريكي يعلم أنّ رهانه فقط محصور بالنصرة التي حوّلت الى جبهة فتح الشام(جفا)، وفكّت ارتباطها شكلاً مع القاعدة الأم، والغاية والهدف تبييض صفحاتها الأرهابية وجعلها حمل وديع وطرف سياسي سوري، وليس فصيل جهادي تابع للقاعدة، مع تدويرات هنا وهناك للمواقف الحادة وغيرها للجولاني قاديروف سورية القادم انّها خديعة العصر الأمريكي، حيث من الممكن أن يكون كذلك ولكن بسيناريو مختلف بقياسات مع الفارق، وبعبارة أخرى: في المسألة الشيشانية سابقاً نجد نفس سلّة اللاعبين الأمميين مع الدعم الخليجي وخاصةً السعودي، بحيث ستكون النتيجة حسم عسكري للنظام يصرف بالسياسة لاحقاً لكافة الأطراف، حيث في روسيّا كان الوهابيون فريقان: فريق جلّه من العرب ومنهم جماعات أخرى من بقاع الأرض يقوده شامل باساييف، ومعه خطّاب الفلسطيني الغزّاوي ذو الجنسيّة السعودية، وفريق آخر أغلبه من أهل الشيشان والقوقاز يقوده أحمد قاديروف ابو رمضان، جرى  فيما بعد تفاهمات نواة الفدرالية الروسية بزعامة الرئيس بوتين مع قاديروف الأب ليتولى تصفية القيادات المنافسة، ثم جماعة شامل باساييف باسناد روسي، وصار في النهاية رئيساً للشيشان ضمن الفدرالية الروسية الواحدة، وتم اغتياله لاحقاً بتفجير غامض جدّاً، والآن ابنه الرئيس رمضان قاديروف هو من يحكم هناك، والسؤال: هل يكون الجولاني قاديروف سورية بعد اعادة تدويره وتوظيفه مثلا بالحدث السوري، بسيناريو مختلف لكنه سيكون مطابقاً بالنتيجة مع فارق الفواصل والتكتيكات فقط. والمعركة مستمرة وبعمق وبعد تحرير حلب وتدمر من الأرهاب، ومزيد تلو المزيد كرد فعل على انجازات الجيش العربي السوري والحلفاء – (رأينا ماذا جرى في الغوطة الشرقية وشمال حماه مؤخراً، والمحرك مخابرات الطرف الثالث في الحدث السوري بما فيها مخابرات البعض العربي المرتهن والتابع للأمريكي، لفرض أوراق سياسية جديدة في جنيف 5 أو جنيفات قادمة علّه يحصل بالسياسة على ما عجز وما زال الحصول عليه بالميدان بسبب فعل الجيش العربي السوري والقوّات الرديفة والحليفه بما فيها الصيني المنزلق بحكمة بمسار بطيء في الداخل السوري لمصالحه)- من السيطرة على جسر الشغور وادلب المراد لها أن تكون موصلاً سوريا،ً إلى فتح عمليات عسكرية مركبة عبر نموذج الحروب غير المتماثلة باتجاه الساحل السوري، وهي أعقد أنواع الحروب تدمج بين حروب العصابات وتكتيكات الحرب النظامية، باتجاه إيجاد منفذ بحري لمجتمعات الدواعش على المتوسط لضرب الوجود الروسي هناك، وعبر فتح جديد لمعارك في كسب، رغم بناء تركيا لجدار اسمنتي على حدودها مع سورية واستمرارها في البناء ولكن في داخل الأراضي السورية وعلى طول حدودها، والأخيرة أي كسب بمثابة قرم سورية، وكذلك يمتد الأمريكي عبر الوصول إلى الدلتا في مصر، لإيجاد منفذ آخر لها هناك أي للدواعش الأمريكان في سيناء ودفعها الى الداخل المصري). يقول هنري كيسنجر مستشار البلدربيرغ الأمريكي، والمعروف برمز الواقعية السياسية real politic في كتابه الذي لم ينشر بعد world order: واشنطن الآن تناقش نفسها بنفسها حول العلاقة بين مصالحها وموقعها من نشر الديمقراطية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة ويضيف: متى أصلاً كانت أمريكا تقيم وزناً للمثل والقيم الأنسانية اذا تعلق الأمر بمصالحها الحيوية؟ ويضيف أيضاً: كل مغامرة قام بها الغرب في الشرق الأوسط لعبت فيها السعودية دوراً ايجابياً تمويلاً وتغطيةً، امّا علناً أو من وراء ستار ومنذ الحرب العالمية الثانية تحالف السعودية العربية مع الغرب. ويقول: النظام السعودي نظام ثيوقراطي ارتكب خطأ استراتيجي قاتل عندما اعتقد قادة النظام لوهلة ما ومحددة أنهم يستطيعون مواصلة دعم الأسلام الراديكالي والحركات الأسلامية في الخارج بدون ان تصل آثارها للداخل السعودي الملتهب، والذي ينتج التنظيمات والحركات المتطرفة الساكنة حتّى اللحظة، حيث لم تعد الأخيرة على تخوم السعودية بل في الداخل وفي غرف النوم. انّ الصراع في الشرق الأوسط الآن صراع ديني سياسي جغرافي في آن واحد ونتائجه: أرخبيلات الدول الفاشلة، حيث أمريكا تقتضي مصالحها الأبقاء على أنظمة متناقضة لتسهل السيطرة عليها، فهي لا تريد فعلاً عودة سنيّة قويّة الى مراكز الحكم في المنطقة. الجميع عاد ويعود كرهاً أو حبّاً الى الثابتة السورية والمسنودة من الروسي والصيني، في أولوية محاربة الأرهاب المصنوع في أقبية الغرف السوداء لمجتمع المخابرات الأمريكي(حتّى في الجنيفات من خمسة فما فوق صاروا يناقشون موضوعة الأرهاب بشكل موازي مع باقي الملفات – التوازي وليس التسلسل)، والمصنّع بعضه في بعض الدواخل العربية المجاورة بسبب ظروفها الأقتصادية الخاصة، وغياب العدالة وحقوق الأنسان والبطالة والفقر والجوع، هذا الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع، حيث الجميع عاد الى الثابتة السورية أو ان شئت الثلاثية السابق ذكرها.

سورية وحزب الله وايران حاجة اقليمية ودولية، لمحاربة فيروسات الأرهاب التي أنتجتها واشنطن في مختبراتها البيولوجية الأستخباراتية، من دواعش وفواحش وقوارض وزواحف(الأعراب الصعاليك، الذين قال فيهم الله تعالى في كتابه: الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً، وأجدر أن لا يعلموا كتاب الله، صدق الله العليّ العظيم)، وأي جبهة اقليمية ودولية لضرب تلك الفيروسات تحتاج الى تسويات سياسية تسبقها في بؤر الخلافات وملفاتها. في حين تعمل واشنطن ومجتمعات مخابراتها ومن تحالف معها، على دعمها للأتجاهات الأسلامية الأنفصالية في روسيّا، مناطق الشيشان داغستان وقوميات أخرى(القوزاق) في كازاخستان، فهي ترى أنّ في دعمها لأي طرف اثني يتجه داخل روسيّا للأنفصال، سيؤدي الى اشغال موسكو بنزاعات داخلية، فتضعف قدراتها على التحرك على الساحة الدولية، ونفس هذا السيناريو تريد فرضه على الصين وفي دعم اثنية الأيغور المسلمين وغيرها في الشمال الصيني. وحتّى لا نغرق في التفاصيل ونتوه بالمعنى التكتيكي والأستراتيجي، لا بدّ أن نطرح ما تعرف باسم نظرية المنطق في السياسة جانباً، مع تناسي علم الرياضيات السياسية وقواعد التفكير السليم في تفكيك المركب وتركيب المفكك، مع تناسي الغوص في التحليل بشكل عامودي وأفقي، لأنّ الأشياء والأمور والمعطيات لم تعد كما يبدو عليها أن تكون، وجلّ الأزمات ان لجهة المحلي، وان لجهة الأقليمي، وان لجهة الدولي، صارت أكثر تعقيداً وترابطاً، والتفاعلات والمفاعيل لمعظم الممارسات الدولية لم تعد تخضع لقانون أو قيم أو أخلاق. بعبارة أخرى أكثر وضوحاً، اذا أردنا أن نفهم ونعي بشراسه فكرية أبعاد ومعطيات ودلائل المؤامرة علينا في المنطقة والعالم، ووضع قاعدة بيانات وداتا معلومات لها، علينا أن نفكر جميعاً بعقلية المؤامرة نفسها، ومن يعتقد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية جاءت الى المنطقة لمحاربة الأرهاب، فهو لا يكون الاّ متآمر أو جاهل أو متخلف عقلي وذو جنون مطبق لا متقطع. هناك استراتيجية أمريكية جديدة في عهد دونالد ترامب – الرئيس ترامبو في تشكيل حلف دولي(الناتو) واقليمي(سني)من دول ما تسمى الأعتدال العربي، لابل دول الأعتلال العربي لمحاربة الأرهاب في سورية والعراق، وهذه الأستراتيجية أصلاً تتعارض مع مفهوم ومقتضيات محاربة الأرهاب من جهة، وتنقض نظرياً رؤية كيسنجر للحروب الدينية السنيّة الشيعية والتي اعتمدتها الأدارة الأمريكية كخيار بعيد المدى، لضرب العمق الأستراتيجي العربي لأيران في أفق عزلتها ومحاصرتها ثم تفجيرها من الداخل عبر مفاوضات خمسة زائد واحد، ونقل مجتمعات الدواعش والفواحش والقوارض إلى مناطق السنّة في الداخل الأيراني. أمريكا تستولد استراتيجية جديدة أيضاً اسمها(ادارة التوحش وأزمتها)في البلقان وآسيا الوسطى، فخرج علينا زعيم القاعدة أيمن الظواهري من كهفه بعد سبات، حتّى أنّ شكله صار مثل الكهف الذي يسكنه، وبشّر الأمة بميلاد فرع جديد للقاعدة في شبه القارة الهندية(بنغلادش، كشمير، الهند، باكستان) وعلى الحدود مع ايران، وهذا آثار ثائرة روسيّا والهند والصين(أعضاء دول البريكس)، لأدراكهم أنّ أمريكا قرّرت نقل ادارة التوحش من الشرق الأوسط الى منطقة آسيا حيث تهديدات داعش لروسيّا. واشنطن تدرك أنّه يستحيل في هذه المرحلة المبكرة من عمر الصراع في المنطقة من تفجير حرب سنيّة شيعية شاملة، على ضوء نتائج المحاولات الجنينية الفاشلة التي اختبرتها في لبنان وسورية والعراق، والآن تحاول في الأردن عبر الفتنة بين الشرق الأردني(الكح)والشرق الأردني ذو الأصول المختلفة، حيث جلّ السفلة من صنّاع القرار الأمريكي يريدون ادخال داعش وتصنيع مثيلاتها في الداخل الأردني، وتحريك الخلايا السريّة النائمة والتي لا تنام ولا تنكفىء أصلاً، كل ذلك عبر اشراك عمّان سرّاً أو علناً في محاربة مجتمعات الدواعش، كي يصار الى نشر الفوضى في الداخل الأردني لجعل الملف الأردني كملف مخرجات للملف الفلسطيني، ضمن رؤية محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من عرب ومسلمين صهاينة. والتساؤلات هنا: لدينا رؤية تحليلية بعد التمحيص والتدقيق بتصريحات كوادر ادارة الرئيس دونالد ترامب – ترامبو، بخصوص التفاتة عسكرية أمريكية في الجنوب السوري، حماية للأردن واسرائيل كما يصرّحون، تتحدث أن الأمريكي والأسرائيلي وآخرين يريدون أن يعوّضوا خسائرهم في حلب وتدمر وغيرها وبعد فشل هجوم الغوطة الشرقية وشمال حماه ومحور جوبر – القابون مؤخراً،  في الجنوب السوري حيث يشكل بنك التعويض وتحت عنوان محاربة داعش فقط، والبحث عن فرص لأستثمارها ومن خلال المثلث السوري الأردني الفلسطيني المحتل “الأسرائيلي الآن فقط” المشترك وامتداداته لجهة لبنان، لأقامة منطقة جغرافية آمنة، ووضع جزء من الديمغرافيا السورية اللاجئة خارج الوطن السوري والنازحة في داخله في غرب درعا، في هذه المنطقة الجغرافية المراد لها أن تكون مسمار جحا أمريكي وآخر اسرائيلي تماماً كقرية الغجر اللبنانية، والأستمرار باللعب والتدخلات في الشأن السوري وصولاً الى اسقاطه، مع دعم الجماعات الأرهابية المسلّحة في الجنوب السوري، لكي تشكل بمثابة الحزام الأمني النازف لدمشق في الجنوب السوري بصورة مختلفة عن حزام لبنان، ولكي يكون الحزام الآمن لجغرافيا وديمغرافيا المنطقة التي يسعى الأمريكي والأسرائيلي لأيجادها هناك كمسمار جحا، وتحت شعار محاربة داعش في الجنوب السوري والقاعدة وباقي الزومبيات، والمحافظة على أمن الحليف الأردني، وكما توضح تصريحات كوادر الأدارة الأمريكية الجمهورية. هناك معلومات تتحدث، انّ ثمة مناورات ستجري قريباً أو أنّها في حقيقية الأمر تجري بصمت الآن، يجريها الأسرائيلي مع المارينز الأمريكي في صحراء النقب، والتي تحاكي مواجهة مع داعش والنصرة أو فتح الشام أو القاعدة لا فرق، وفيها انزال خلف خطوط العدو، تقع في سياقات هذا المشروع الأمريكي الأسرائيلي البعض العربي في الجنوب السوري الساخن الآن وصولاً الى الرقة، لقطع أي تواصل جغرافي بين البادية السورية والبادية العراقية حيث المعركة في شرق سورية مع داعش، لقطع الطريق على محور المقاومة من ايران الى العراق فسورية فلبنان، للتعويض عن الخسارة في حلب وتدمر مؤخراً، وليصار الى صرفه بالسياسة لاحقاً لصالح الطرف الثالث بالحدث السوري، دون أي تدخلات لقوّات برية عسكرية اسرائيلية مباشرة، سوى فقط مساعدات عبر الطيران وطائرات بدون طيّار ودعم استخباراتي ولوجستي آخر(كما حصل مؤخراً في قصف مواقع عسكرية سورية في تدمر وردّ عليها الجيش العربي السوري مباشرة في رسائل مشدّدة ومتعدّدة للجميع)، ومن المحتمل دخول قوّات كوماندوز لغايات المساعدة في اقامة تلك المنطقة الجغرافية الديمغرافية السورية كمسمار جحا، ويبدو أنّ الجنوب السوري والحدود الأردنية الشمالية في لواء بني كنانة ومناطق عقربا وسما الروسان وكفرسوم وأم قيس وملكا، وكل اللواء في طريقها لتكون ويكون بمثابة مثلث بارمودا الأردني بفعل الأمريكي والأسرائيلي والسعودي والبعض العربي الآخر، فهل يقود كل ذلك الى حرب جديدة في المنطقة عبر تسخين الجنوب السوري، تتدحرج الى كرات حربية متفاقمة لها ما بعدها؟! فيصير الوضع كوماسوتريّاً عسكريّاً كما أوضحنا في تحليلنا السابق: الطبخة أمريكية والحطب تركي والوضع كاماسوتري عسكرياً. ونقرأ تصريحات كوادر استخبارات البنتاغون والمخابرات الأمريكية(حواطب الليل الأمريكي)في ظل السياق الذي شرحته في السابق، عندما يعلنون: لا نعرف ما اذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سورية موحدة مرةً أخرى(هم يكررون هذه التصريحات كل فينة وأخرى، وهذه المرة وفي عهد الرئيس دونالد ترامب – ترامبو، لها نكهة خاصة في ظل الأستدارة الأمريكية العسكرية نحو الجنوب السوري، تحت عنوان مواجهة داعش لحماية الأردن واسرائيل كما قالت تصريحات كوادر الدبلوماسية الأمريكية والأخرى. انّ السيّد موتي كاهانا(معروف ومنظمته لدى مجتمع مخابراتنا، ويتابعوا أنفاسه شهيقاً وزفيراً وأنفاس منظمته وامتداداتها في الداخل الأردني)الملياردير اليهودي الأمريكي رئيس منظمة عمّاليا الأسرائيلية الأمريكية الأنسانية، وهو بمثابة ذراع غير مباشرة لأسرائيل في مناطق اللجوء السوري في الداخل الأردني، وتحت عنوان تقديم المساعدات الأنسانية وهو قدّم الكثير وما زال، وهو أحد الممولين الرئيسيين لتلك المنطقة المراد تأسيسها في الجنوب السوري، وجلب لها مزيد من الديمغرافيا السورية في الداخل الآردني، ان من هم في مخيمات اللجوء السوري، وان من هم في المحافظات الأردنية، وتحديداً من البرجوازية السورية الطفيلية غير الوطنية برجوازية التجّار المصلحجيين، حيث هناك ثمة برجوازية صناعية سورية وطنية في الداخل السوري، ما زالت في الداخل وتقف مع الدولة الوطنية السورية. السؤال العميق والذي يحفّز العقل على التفكير: هل ستوافق عمّان على ما سبق ذكره، لما في ذلك من مخاطر على الأمن الوطني الأردني وعلى الجغرافيا الأردنية في الشمال الأردني الساخن الآن بفعل رؤية البلدربيرغ الأمريكي، واحتمالية اقتطاع جزء من الجغرافيا الأردنية لآنشاء امارة حوران ووضع عليها مثلاً أميراً ابو محمد الجولاني زعيم فتح الشام الأرهابية قاديروف سورية؟ أو حتّى لواء حوران كاملاً وضمه الى تلك المنطقة المراد تأسيسها بعد خسارات الأمريكي والأسرائيلي والتركي في حلب وتدمر وغيرها، وخاصةً بعد فشل الهجوم الأخيرعلى دمشق من الغوطة الشرقية ومشاركة فصائل أستنة فيه، عبر عنوان ويافطة ما يسمى بجيش الأسلام من خلال الأرهابي الصعلوك محمد علوش، وعبر محور جوبر – القابون، وكذلك هجومات شمال حماه والدور التركي البارز فيها عبر مخابراته واستخباراته، عبر ما يسمى بجيش النصر وباقي الصعاليك؟. وأعتقد أنّ السوري وحزب الله والأيراني، باسناد روسي وباسناد دبلوماسي صيني وبتمويل مالي صيني أيضاً،  يستعدوا من الآن لمثل هكذا سيناريوهات وللرد على مناورات النقب بين الأسرائيلي والمارينز الأمريكي، حيث الهدف وكما أسلفنا سابقاً، انشاء منطقة جغرافية آمنة محمية بجماعات ارهابية مسلّحة بزعامة الجولاني زعيم فتح الشام قاديروف سورية، لتشكل تلك الجماعات الأرهابية حزام أمني للمنطقة الآمنة(نسخة متطورة عن حزام لبنان)، المعطيات الراهنة تقول هي في طريقها الى التنفيذ حتّى اللحظة، ثمة حشود عسكرية سورية مع مجموعات من فرقة الرضوان في حزب الله، بجانب كتائب من المقاومات الفلسطينية في الداخل السوري، ومجموعات سورية شعبية مقاومة أشرف عليها الشهيد سمير القنطار ودربها سابقاً بدعم من حزب الله، في مواجهة ما يجري في المثلث المشترك على الحدود في الجنوب السوري والشمال الآردني، وما طائرة الأستطلاع الأخيرة التي انطلقت من الجنوب السوري نحو فلسطين المحتلة، والعودة سالمةً الى قواعدها وفشل ما تسمى بالقبّة الحديدية الأسرائيلية في اسقاطها، بالرغم اسنادها من طائرة اف 16 أمريكية الصنع متطورة، الا الرسالة الأولى لجلّ السفلة ان في واشنطن وان في تل أبيب، والذين يستهدفون الأردن ولبنان وسورية، ولكن هيهات هيهات أيّها السفلة. انّ داعش وجبهة النصرة وفتح الشام وغيرها، هي مخرجات السياسة الأمريكية في المنطقة، تم انتاجها وحواضنها في الدواخل العربية بتوظيفات واستثمارات الفقر والظلم والجوع والقهر والبطالة والفساد وغياب العدالة وحقوق الأنسان، مع العبث في دم الأيديولوجيا والجغرافيا في الساحات. وعندما قالت:”اسرائيل”أنّ ايران صارت جارة لنا والسعودية قالت: انّ طهران تسعى لمحاصرتها وتحجيمها الدور وتقليص نفوذها في العالم العربي والأسلامي، فهمت وأستوعبت الأدارة الأمريكية الترامبيّة أنّ الخطر هذه المره تجاوز الأدوات، ليتحول الى تهديد استراتيجي داهم على أمن بلادها القومي والمتمثل في ثلاثية النفط واسرائيل والكرد، لذلك حلّ الأصيل مكان الوكيل بعد فشل الوكيل فشلا ذريعا،ً وها هو الأمريكي يدخل بنفسه هذه المرة في الحدث السوري، ومصيره سيكون مصير المارينز في لبنان سابقاً. المقاومة حق شرّعته السماء وسار عليه العرف البشري ونظّمه القانون الدولي، لذا تعتبر واشنطن دي سي أنّ حركات المقاومة في المنطقة خطر استراتيجي على مصالحها واسرائيل، في حين أنّ مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض الأرهابية خطر تكتيكي يمكن التعامل معه وادارته، في حين أنّ أمريكا تعد بنفس الوقت لمخططات تتفرغ من خلالها للنظام المصري ولمصر، ومؤشرات الطريق التي ستؤول إليها وما يحظّر لها عبر ليبيا، وعبر المجتمع السيناوي في الداخل المصري، بالتحالف لا اقول من جديد مع الأسلام السياسي فقط بل عبر تصعيدات وفي كل الساحات للفاشيّة الدينية، هكذا تقول الملعلومات لدينا(انظر عزيزي القارىء الى الفيتو الروسي القوي في رفضه لتعين السيد ريتشارويلكوكس بدلاً من كوبر كمبعوث أممي لليبيا، وذلك لخلفيته الأستخباراتية فهو ضابط استخبارات أمريكي سابق في البنتاغون، وعمل مع بول بريمر في العراق، وأشرف على حل الجيش العراقي الذي شكّل نواة داعش في العراق، وهو مرشح جيفري فيلتمان المساعد السياسي لأمين عام الأمم المتحدة وليس الأمين نفسه، وهناك معلومات تقول: أنّ كل من فرنسا وايطاليا وبريطانيا تنسق مع بعضها في دعم الجنرال خليفه حفتر لتوحيد ليبيا تحت قيادته لتأمين حدود المتوسط من الأرهابيين، وواشنطن تريد افشال ذلك عبر تعين ريتشارد ريلكوكس لعرقلة الحلول السياسية في ليبيا وفرملة الدور الروسي واستراتيجيته في العودة الى ليبيا، وتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا وادامة الأزمة الليبية، وكما أرى فانّه يقع أيضاً تحت عنوان التنافس البريطاني الأمريكي مدعوماً من البعض الأوروبي للندن، وفعل لندن في استعادة مساحات نفوذها التي خسرتها بعد اتفاقية يالطا ما غيرها عقب الحرب العالمية الثانية).

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

Mohd_ahamd2003@yahoo.com

اترك تعليقاً