فلسطين

الأسرى الفلسطينيون …. محرومون من الحقوق! – د. فايز رشيد

” آلاف من المعتقلين الفلسطينيين موقوفون بموجب القوانين الإدارية،هذه القوانين تعتبر من مخلفات الاحتلال البريطاني.بموجب هذه القوانين يتم توقيف المعتقل إلى ما لا نهاية, فبعد كل سنة اعتقال, يتم تجديد سنة اعتقال أخرى،وهكذا دواليك. الغريب أن إسرائيل تروّج بأنها دولة ديموقراطية, والأغرب:أن العالم يصدّقها! وهو يعمي عينيه عن قضية الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية.”

ــــــــــــــــــــ

أصدرت لجان الاسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني ,مؤخرا, بيانات عديدة من اجل التضامن مع آلاف الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من زيارات ذويهم, لهم , ومن حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية ! . نعم , يتفوق العدو الصهيوني على البرابرة وهولاكو، وهو أكثر بشاعةً من النازيين والفاشيين وكل المجرمين في التاريخ القديم والحديث على حدّ سواء، يتفوق ليس في اقتراف المجازر فحسب،ولا في ضرب عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبخاصة الأسرى في سجونه،وإنما أيضاً في العنصرية والاستعلاء وهذه الدرجة العالية من الحقد والكره، ليس للفلسطينيين والعرب والمسلمين وكثيرين من المسيحيين(باستثناء التيار الصهيو-مسيحي) وإنما لكل ما هو إنساني، فالمعادلة القائلة بأن من يمارس عملية القتل البشع لا بد وأن يتحلى بدرجة عالية من الكره والحقد لمن يقتل، فكيف إذا تمثلّت طريقة الإجرام في أسلوب المذابح والإبادة الجماعية وتدمير بيوت أحياء بكاملها على رؤوس أصحابها , كما حدث في العدوان الاخير على قطاع غزة. العدو يمارس أساليب القتل البشع
والبطء لاهالي قطاع غزة وهو يحاصرهم للعام الثامن على التوالي, ولأسرانا الأبطال المعتقلين في سجونه, ولمحكومين منهم, مئات السنوات(تصوروا) يمنع عنهم العدو أدنى مستويات العلاج، بل يقوم بمساومتهم كي يصيروا عملاء لأجهزته ومخابراته مقابل حبّات قليلة من الأسبرين، تستعمل دوءاً عاماً لكل أمراض الجسم.

لا يكتف الإسرائيليون بهذه الطريقة النتنة الداعية إلى القشعريرة والتقزز , بل يقومون عن قصد وسابق إصرار بتجربة الأدوية الخطيرة عليهم(دون علمهم بالطبع), يوهمونهم أنهم يعالجونهم مما يشتكون منه،ولذلك فإن أكبر نسبة من الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان، والجلطات الدماغية، والإعاقات الحركية والنفسية هي بين الأسرى الفلسطينيين، يموت عديدون في السجون
ولا تهتز شعرة لدى السجانين.

منظمات حقوق الأسرى الفلسطينية والعربية والدولية أجمعت في تقاريرها العديدة الصادرة عنها بأن ممارسات سلطات الاحتلال تتعدى الإهمال الطبي المتعمد, لتصل إلى استخدام الأسرى كحقل تجارب طبية، لتجريب الأدوية الخطيرة وإجراء التدريبات الطبية عليهم، لصالح طلبة الطب الإسرائيليين, ما يخالف المواثيق والأعراف الدولية والقيم الإنسانية. إسرائيل تتفنن في اختراع الوسائل لتعذيب أسرانا ومنهم الأطفال والشيوخ والنساء.

تقديرا من الشعب الفلسطيني لأسراه يحيي ومعه الأمة العربية يوما للأسير الفلسطيني في كل عام. أشكال التضامن في هذه المناسبة تتجاوز اليوم الواحد وتمتد أياماً لإعلان التأييد للأسرى في سجون العدو الصهيوني . ما يقارب الستة آلاف معتقل فلسطيني يقاسون أمرّ العذابات في المعتقلات الإسرائيلية.

معركة الأسرى الفلسطينيين تنصّب أساساً على تحسين ظروف اعتقالهم،وهي القاسية, يعيشون الاكتظاظ والظروف الحياتية الصعبة في مجالات الحريات،والتغذية، ومنع إدخال الكتب ومنع سماع البرامج في الإذاعات, ورؤيتها في الفضائيات، وصعوبة زياراتهم من قبل ذويهم،فسلطات السجون الصهيونية تضع حاجزين من الأسلاك المشبكة, بينهما مسافة متر وما يزيد، الأمر الذي لا يسمح للطرفين بالتحقق السليم من وجه الآخر/الآخرين.ورغم هذا الشكل المسخ والإنساني للزيارة , تقوم سلطات الاحتلال بحرمانهم من الزيارات مثلما يحدث خلال الفترة الحالية .

ولعل من أخطر الطرق التي تتبعها إسرائيل مع المعتقلين الفلسطينيين هي محاربتهم نفسياً من خلال الحجز لسنوات طويلة في الزنازين الانفرادية, واستعمال وسائل التعذيب النفسي بحقهم, الأمر الذي يؤدي إلى اصابتهم بأمراض نفسية مزمنة.

لقد أظهرت الإحصائيات المتعلقة بشؤون الأسرى الفلسطينيين مؤخراً أن ما يزيد على المليون من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة, تم اعتقالهم في السجون الإسرائيلية، الأمر الذي يعني أن كل عائلة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة, منها فرد, تم سجنه, ومرّ في تجربة الاعتقال.

منذ عام 1967 فإن المئات من المعتقلين استشهدوا في المعتقلات الصهيونية التي تذكّر بمعسكرات الاعتقال النازية والفاشية. من السجينات أيضاً من جرى اعتقالهن في فترات الحمل،ولادتهن تتم في ظروف قاسية في غرفة(يطلق عليها زوراً اسم مستشفى) في السجن، يشرف عليها ممرض, والمولود يبقى مع أمه في السجن. هذه هي ظروف حياة أسرانا في المعتقلات الإسرائيلية. إسرائيل تقترف وسائل العقاب الجماعي بحق المعتقلين, فكم من مرّة أحضرت سلطات السجون, قوات حرس الحدود، التي يهجم أفرادها على المعتقلين بالأسلحة الرشاشة والقنابل المسيلة للدموع،وغيرها من الوسائل, لا لشيء, فقط لأن المسجونين يطالبون بتحسين ظروف اعتقالهم.

آلاف من المعتقلين الفلسطينيين موقوفون بموجب القوانين الإدارية،هذه القوانين تعتبر من مخلفات الاحتلال البريطاني.بموجب هذه القوانين يتم توقيف المعتقل إلى ما لا نهاية, فبعد كل سنة اعتقال, يتم تجديد سنة اعتقال أخرى،وهكذا دواليك. الغريب أن إسرائيل تروّج بأنها دولة ديموقراطية, والأغرب:أن العالم يصدّقها! وهو يعمي عينيه عن قضية الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية.

رغماً عن العدو وقمعه ومخططاته وأساليبه الفاشية وهجوماته المتعددة عليهم،استطاع أسرانا تحويل معتقلاتهم إلى مدارس نضالية تساهم في رفع وتيرة انتمائهم وإخلاصهم لشعبهم وقضيته الوطنية, فيزداد المعتقل إيماناً بعدالتها،وإصراراً على تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والكرامة والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة.الاحتلال لن يكسر إرادات أسرانا , نعم سينتصرون في معركتهم الحالية مثلما انتصروا في كل معاركهم السابقة وكل التحيات لهم .ولترتفع رايات التضامن معهم بكافة الأشكال والوسائل في مختلف انحاء الوطن العربي ولنجعل من قضيتهم , قضية دولية .

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اترك تعليقاً