وقفة عز

الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة (إسرائيل) الإرهابية

نضال حمد

لا غرابة في تمسك قادة (إسرائيل) العنصرية الصهيونية بالتصريحات الواضحة والدقيقة التي تعلن تمسكها ببنيانها الاستعلائي والإرهابي. إذ لم تخلى تصريحات القادة والوزراء والنواب، وحتى رئيس حكومة كيان الصهاينة شارون من التعابير الاستفزازية، المتبجحة والفاشية التي تشيد بعملية قتل الفلسطينيين في خان يونس، وقبلها في حي الدرج وفي حي الشيخ رضوان وجنين ونابلس .

تؤكد تلك القيادات بتصريحاتها تلك على استمرار حكومة الاحتلال الصهيوني في اتباع تلك السياسة الميدانية التي لا تعير أي اهتمام لحياة السكان المدنيين. بل على العكس من ذلك فهم في الكيان الصهيوني معنيون بقتل وترويع وإرهاب المجتمع الفلسطيني من أجل قمعه وكسر إرادة الثورة وروح الانتفاضة والمقاومة فيه، لأن المقاومة الفلسطينية الحيّة تميتهم خوفا ورعبا وهلعا.

يلاحظ المتتبع للأحداث في فلسطين المحتلة أنه بعد كل مجزرة أو مذبحة تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني تكون تعليقات وتصريحات القادة في الكيان الارهابي حادة وشديدة العداء للفلسطينيين. كما أنها تتميز بالزيف الشديد وبلا مبالاتها من سقوط الضحايا الفلسطينيين ومن تزايد البشاعة الصهيونية، وتصاعد الروح الدموية والسادية لدى قطعان الجنود الصهاينة. هؤلاء الذين يتباهون بما فعلوه ويفعلونه وسوف يقومون بفعله مستقبلاً في فلسطين المستباحة. هذا عداك عما تقوم به عصابات المستوطنين الرعاع والأوباش والقتلة القادمين من ولايات أمريكا المقامة على جماجم الهنود الحمر والعبيد السود، هؤلاء المستوطنين اللمم من شتى أصقاع العالم, والذين يحتلون أرض الفلسطيني ويسلبونه حياته وحتى قبره بعد مماته.

لم يكن الجنود الصهاينة المتسلحون بعقيدة إرهابية ليتبجحوا باعترافاتهم عما اقترفته أيديهم  من جرائم في فلسطين لولا ثقتهم الكبيرة بالدعم والدفاع والاحتضان غير المحدود الذي تقدمه لهم حكومتهم. وكذلك يقدمه لهم مجتمعهم المرتكز في وجوده على هذه الأسس العرقية والعنصرية والإرهابية، لب النظرية الصهيونية. فهي  تعتبر كل عربي جيد هو العربي الميت، على حد تعبير رئيس وزراء (إسرائيل) المقتول يهودياً اسحق رابين. وهو زميل بعض الفلسطينيين في سلام الشجعان. هي رؤيته منذ أيام كان لازال يبتكر نظرياته السادية في محاربة أطفال الحجارة في الانتفاضة الأولى. الانتفاضة التي اغتالها سلام شجعان أوسلو. التي اغتيلت من قبل بعض أهل بيتها وبمقابل لا يرقى لجزء بسيط من تضحياتها الكبيرة. كلنا يذكر سياسة تكسير عظام الشبان الفلسطينيين في الثمانينات وكلنا يعرف بأن رابين هو صاحب هذه النظرية السادية. بالإضافة إلى رابين هناك الكثير من الصقور الصهيونية الجائعة التي تعيش في فلسطين المحتلة على لحم الفلسطيني ومن خلال مص دمائه. وأكثر هؤلاء الصقور عدوانية ودموية وهمجية هو شارون، المعروف بتاريخه الدموي الأسود، الذي لا يمكن له كتمانه أو إخفاؤه عن العالم. وشارون بإمكانه أن يتحرك بحرية وبلا محاسبة وبراحة أعصاب على عكس كافة مجرمي الحرب الدوليين مثل كاراجيتش الصربي البوسني وغيره من الإرهابيين في عصرنا الحالي. شارون يسافر ليلتقي بالزعماء والرؤساء الأمريكان والأوروبيين وكأنه حمامة سلام وديعة. يصفه سيد البيت الأبيض المتصهين، الرئيس بوش الابن بأنه صديقه وأنه رجل سلام.. نعم إنه صديق بوش لأن المثل يقول “الطيور على أشكالها تقع” فكلاهما مسؤول عن مقتل مئات أو آلاف المدنيين الأبرياء من خلال حروبهم و حصاراتهم العدوانية وغير الأخلاقية واللا إنسانية. إن كان في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وكوبا وغيرها من الدول في العالم

غير مسموح لنا نحن العرب الفلسطينيين أن ننسى مذابح شارون وغيره من الصهاينة على مر سنوات الصراع العربي الصهيوني؟

لا يمكن النسيان والذي سينسى أو يغض الطرف عن تلك الجرائم والمذابح والمجازر يكون وكأنه شريك في الجريمة ضد نفسه، وكمن يبرأ القتلة من أفعالهم الشريرة والمفجعة. ويصح لنا محاسبته أيضا على محاولته تبرئة القتلة من جرائمهم ومحو الوصم أو الوشم الذي يميزهم عن غيرهم من بني البشر.

 نحن أبناء فلسطين سوف نتمسك بحقنا في محاسبة كل مجرم حرب صهيوني أكان جنديا عاديا أم رئيس وزراء حالي أو سابق. ومن حقنا الاحتفاظ بحقنا في الرد على جرائمهم في حال عجزت الأمم المتحدة والسلطات القضائية الدولية عن محاسبتهم بسبب الدعم والحماية الأمريكية، التي تحميهم وتمنع يد العدالة والقانون من إلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم كباقي مجرمي الحرب في العالم

ان الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة (إسرائيل) الصهيونية والإرهابية لا يترك مجالا للشك عند أحد بأن هذا الكيان المتسلط والظالم والدخيل والغريب عن الحضارة والحياة البشرية الآدمية. هو كيان دموي مصطنع وموجود لتلبية وخدمة أنظمة حكم استعلائية وظلامية واستعمارية، تجد فيه رأس حربة حربها في معركتها من أجل لجم الدول وتركيع البشر، وإرجاع العالم إلى أزمنة الأبيض والأسود، والفقير والغني، والقوي والضعيف، والقيصر والعبد، والسيد والخادم، والغربي والشرقي، والحاكم والمحكوم، والظالم والمظلوم، والجلاد والقاضي.

هذا الزمن الذي نعيشه هو زمن العنصرية الصهيونية العلانية… وزمن التفرقة الأمريكية الواضحة بحيث أصبحنا نحن القتلة فيما الصهاينة اليهود هم الضحية.

صبحان من يقلب الحقائق في ثواني ودقائق… (إسرائيل) الفاشية ضحية ونحن ضحاياها القتلة والمجرمين … وشامير وشارون وبيغن وبنغوريون وشترن وجابوتنسكي ومائير وديان والخ مسالمين وضحايا. تماما مثل مجتمعهم الصهيوني، مجتمع الحقد والكراهية والقتل بلا تأنيب وعن سابق إصرار.

 من قتل المبعوث الأممي السامي السويدي الكونت برنادوت على أيدي شامير وعصابته بداية الحرب الصهيونية على فلسطين حتى مجزرة خان يونس الحديثة… التي أعتبرها شارون عملية مفيدة وناجحة  سوف تستمر مثيلاتها حتى تحقيق أهداف حكومته في القضاء على المقاومة الفلسطينية كما زعم. ولم ينس شارون أن يتأسف على موت العدد “القليل” من الضحايا الأبرياء. فهذا الأسف فقط لحفظ ماء الوجه ولأعطاء المدافعين في العالم عن سياسة (إسرائيل) الفاشية فرصة كي يتمكنوا من تمرير تلك المذابح والمجازر على الرأي العام العالمي بسهولة.

من الخطأ القول بأن المذبحة انتهت لأنها لازالت مستمرة فهي امتداد لكل مذابهم في فلسطين المحتلة. وخلف كل مجزرة تمر بلا عقاب وبلا موقف عربي فعال وعالمي عادل سوف تكون هناك في القريب مجزرة أكبر تليها مجزرة أكبر وأكبر… مجازر متكررة بانتظار المحكمة التي ستأخذ منهم وتحاسبهم وتعطي لأرواح الضحايا عدلا وحقا مازالا مفقودين منذ ولادة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة

سوف تبقى المجازر تكبر وتكبر والعالم العربي يصغر ويصغر أكثر، ويحتقر أكثر وأكثر حتى تنفجر الأمة وتقوم القيامة على الحكام والعدوان وكيان الصهاينة.

 

9-10-2002