الأرشيفوقفة عز

الحياة ثبات أو الذل والممات – نضال حمد

سبق وكتبت وعلقت ورددت ووضحت للبعض لماذا هذا هو موقفي من الذين دمروا القضية الفلسطينية وسرقوا التمثيل والقرار واغتصبوا منظمة التحرير الفلسطينية… لا أجد لزاماً علي أن أوضح لبعض القراء والمعلقين لماذا هذا هو موقفي. فالموقف واضح ولا لبس فيه ومبني على معطيات وأسس وطنية وقومية راسخة… ومع هذا اليوم أردت توضيح المُوضح وتفسير المُفسر.

في ناس يعتبرون موقفي السياسي المناهض والمعارض والذي يدين توجهات طرفهم السياسي حقداً والخ. بدوري أود أن أخبرهم بأن الأمر ليس كما يعتقدون.. إذ لا يوجد بيني وبينهم شيء شخصي بل هناك مواقف سياسية وأفعال ميدانية تمس صميم وجوهر القضية الوطنية والمصيرية.. جمعتني بهم فلسطين وتفرقني عنهم فلسطين، معادلة واضحة جداً. فلسطين فوق الجميع وبالنسبة لي كل شيء لأجلها وأذكرهم بأن الأنسان يعيش مرة واحدة. إذن فلتكن حياته عزيزة وجادة وليترك بعد موته سيرة مشرفة لنفسه ولأبنائه وللأحفاد وللتاريخ.

الأهم أن يكون للإنسان موقف ثابت من العدو يلتزمه ويعمل به… وأيضاً موقف من الذين يعملون في خدمة مشروع الأعداء.. وكذلك من الذين يتآمرون على القضية ويعبثون بها بغض النظر عن دينهم واثنيتهم وقوميتهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية، فالخيانة يجب أن نقول عنها خيانة وعن الإنحراف إنحراف وعن الإستسلام إستسلام وعن الهزيمة هزيمة وعن الضعفاء ضعفاء وعن المهادنين مهادنين وعن السحيجة سحيجة وعن الفصائل كل فصيل ما يستحقه بدون زيادة ونقصان…

لا يمكن أن أقبل شخصياً سياسة بوس اللحى والضحك على الذقون بإسم الوحدة الوطنية… وحدة من مع من؟ وحدة على أي أساس؟.. سبق ولذعنا منها مرات عديدة… لا وحدة مادام هناك من هم خارج جسدنا ويرتدون ثوب العدو.. حتى في الطب حين يفسد شيء في الجسد يتم استئصاله ويكون آخر العلاج “الكيّ بالنار”.. أليست هذه حكمة عربية؟..

فلسطين أكبر وأعرض خط أحمر على هذا الكون. تكون حين نكون معها وتبقى حين نحفظها ونرويها بدمنا ونذوذ عنها بالغالي والنفيس.. ولا تكون ولا تبقى إذا بقي لصوص الوطن والمنفى يتاجرون بها وإذا بقي الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدرها.

طريق التحرير والعودة واضح وحدده الميثاق القومي (فالوطني) الفلسطيني في ال ٢٨ من أيار سنة ١٩٦٤، يوم تأسست منظمة التحرير الفلسطينية ويوم أعلن ذلك الزعيم الفلسطيني الراحل أحمد الشقيري أول رئيس للمنظمة ومؤسسها.

نضال حمد
١٧-١-٢٠٢٣