الأخبارالأرشيف

السيطرة على المدينة الصناعية في الشيخ نجار في حلب ليس حدثا عابرا في الجغرافيا ولا في السياسية – كمال خلف

السيطرة على المدينة الصناعية في الشيخ نجار في حلب ليس حدثا عابرا في الجغرافيا ولا في السياسية – كمال خلف

لم يعد حدثا او خبرا فريدا تقدم الجيش السوري في مناطق يسيطر عليها مسلحون فهذا بدا منذ بداية العام الحالي ولازال مستمرا اعتمادا على تمكن الجيش السوري من تغيير تكتيكاته القتالية بالاعتماد على الحلفاء في ايران وروسيا اللذين كيفا قطعات الجيش مع الواقع الجديد ورفداه بمجموعات مدربة ورشيقة الحركة وجيدة الخبرة من مقاتلي حزب الله بالاضافة الى انشاء مجموعات الدفاع الوطني التي حول الحلفاء تصميمها على شكل مجموعات تتحرك بسرعة ورشاقه بعيدا عن ثقل الالوية العسكرية والقطعات القتالية في الجيوش النظامية . وهذا ما مكن الجيش السوري من تحقيق تقدم في الجغرافيا على حساب المجموعات المسلحة خلال الاشهر الماضية.

لكن دلالة التقدم الاخير تتجاوز الانجاز الجغرافي ومعركة تسجيل النقاط في السيطرة على القرى والاحياء وتماثل في مدلولاتها ان لم تكن اكثر من ذلك معركة القصير والسيطرة على القلمون التي امنت العاصمة دمشق وشلت حركة المجموعات المسلحة وقدرتها على السيطرة على مناطق جديدة في ريف دمشق.

فما هي الاسباب التي تجعل من معركة الشيخ نجار مثار اهتمامنا وتساؤلنا عن الابعاد الاستراتيجة التي تقف خلفها.

المنطقة الصناعية التي تقع في حي الشيخ نجار هي في الريف الشمالي الشرقي اي ان السيطرة جرت في منطقة تقع شمال مدينة حلب حيث يسيطر على الجزء الشمالي من المدنية المسلحون الذين تصلهم الامدادات من الحدود التركية الى شمال المدينة وهذه السيطرة تفتح باب حصار مجموعات وكتائب مسلحة داخل مدينة حلب كما جرى تماما في الاحياء القديمة لحمص حيث حاصرها الجيش بعد ان احكم السيطرة على الاتجاهات المحيطة . اذن يمكن القول انطلاقا من هذا المعطى ان معركة حصار الجزء الذي يسيطر عليه المسلحون من مدينة حلب قد بدات فعلا.

الامر الاهم ان معركة السيطرة على الشيخ نجار والسجن المركزي قبلها يعني ان المساحات التي يتحرك فيها الجيش السوري محققا انجازات عسكرية هي مساحات كانت منذ عام واحد فقط مستحيلة الوصول اليها والتحرك فيها بل وتحقيق انجاز عسكري فتلك المساحات هي المناطق الممتدة من الحدود التركية شريان الامداد والدعم الى مدينة حلب جنوبا فعندما ينجز الجيش النظامي في الريف الشمال وعلى بعد ثلاثين كيلو مترا فقط من الحدود التركية هذا يعني الكثير. واول ما يعنيه هو مؤشر انخفاض الدعم لهذه المجموعات التي كانت بافضل حال نظرا لسيطرتها على المعابر الحدودية ووصول المقاتلين منها والسلاح والعتاد والدعم المالي.

 هل لتركيا علاقة بهذا التطور النوعي؟؟ السوؤال الذي يطرح في هكذا حالة هل اعادت تركيا حساباتها ولا تريد ان يكون لهذه المجموعات اليد المطلقة على حدودها . هل خلطت داعش اوراق الحسابات التركية وجاء ضوء اخضر تركي عبر تهران  للجيش السوري بان التربة الشمالية لحلب خصبة للتقدم . لايزال ما ثل امامنا وهذا يجب ان لا يمر ونحن نتحدث عن الحدود التركية السورية معركة كسب في ريف الاذقية الشمالي هذا الملف اقفل بالكامل عبر سيطرة الجيش السوري على المعبر مع تركيا وحيث اطلقت تركيا النار على كل مسلح فار الى حدودها بعدما كانت قد اسقطت طائرة سورية مقاتلة كانت تحاول وقف زحف المسلحين الى مدينة الاذقية من جهة كسب ….لعمري ان ثمة ما يحصل في تركيا يمكن ربطه مباشرة بتقدم الجيش في الشيخ نجار وربما الى عزاز مستقبلا . تقول مصادر عسكرية سوريا ان معركة فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء  في ريف حلب الشمالي والمحاصرتين منذ عامين ونيف اقتربت .. كيف اقتربت؟؟ والبلدتان لا تبعدان اكثر من عشرين كليومترا عن الحدود التركية معقل المعارضة المسلحة.

سجل ايضا اثناء معركة الشيخ نجار فرار مجموعات مسلحة بينما سلمت مجموعات اخرى اسلحتها للجيش السوري انقراض المجموعات الصغير والتشكيلات العسكرية التي ظهرت قبل ثلاثة اعوام تعتبر سمة بارزة في الحرب الدائرة في سوريا فقد سجل انقراض الجيش الحر وابتلاعه من قبل جبهة النصرة لبلاد الشام التي تصدرت المشهد السوري منتصف عام 2013 بينما يسجل الان تراجع النصرة لصالح الدولة الاسلامية داعش التي اختطفت المشهد .. انطلاقا من ذلك وربطا بالمعلومات التي تتحدث عن تسليم المجموعات الصغيرة في ريف حلب لاسلحتها فان الاستنتاج يقول ان لا مستقبل للمجموعات الصغير لابو فلان وابو علتان في تلك المنطقة والتي كانت تتلقى دعما منفصلا من جهات خارجية احيانا رجال اعمال خليجيين وجمعيات خيرية واجهزة استخبارات وكانت هذه المجموعات تتنافس وتتقاتل في بينها لكسب جيوب الداعمين .

المعلومات من انقرة وعبر مقربين من الطيب اردوغان تقول ان الحكومة التركية لم تعد تراهن على المعارضة السورية وان التطرف في صفوف هذه المعارضة بات يشكل صداعا لانقرة وان فشل المعارضة السورية في تشكيل هيكل سياسي موحد وصراعاتها وفسادها حسب المصادر يحل تركيا من التزامها تجاه هذه المعارضة فانقرة لن تنتظرهم الى الابد والامريكيون حسب المصدر ادركوا ذلك ايضا.

معركة الشيخ نجار حسب اعتقادنا هي البداية.. البداية لمعركة حلب التي طالما تحدث عنها الجميع .. بداية مرحلة جديدة في شكل التشكيلات العسكرية للمجموعات المسلحة واماكن تواجدها وتكتلها .. بداية لمرحلة جديدة وبيئة جديدة على الحدود السورية التركية … بداية لمدينة حلب التي دمر كل شيء جميل فيها.

انها البداية او احد البدايات لمرحلة جديدة تتوضح ملامحها يوما بعد اخر للحرب في سوريا.

اترك تعليقاً