الأرشيفوقفة عز

الشعب الباكستاني يقف مع فلسطين ظالمة أم مظلومة – نضال حمد

عرفت الباكستانيين عن قرب في النرويج والعاصمة أوسلو، حيث كانوا لغاية قبل أقل من عشر سنوات أكبر جالية أجنبية في النرويج وهي جالية ناجحة جداً.
كنت قبل أوسلو عرفت بعض الباكستانيين من خلال الشباب الذين انضموا لفصائل العمل الوطني الفلسطيني في لبنان. منهم الراحل الأسير المحرر الرفيق والصديق حمزة بلوش -الباكساتني- بطل عملية القدس في الزيب الفلسطينية المحتلة بداية ثمانينيات القرن الفائت. بعد التحرر تزوج حمزة من أخت فلسطينية وقطن في مخيم الجليل قرب بعلبك وأنجبا الأولاد وعاشا مثلهم مثل كل عائلات مخيمات لبنان. بعد ذلك بسنوات أصيب حمزة بمرض عضال وتوفي ودفن في مقبرة مخيم الجليل شرق لبنان.
خلال أكثر من 20 سنة نشاط وعمل تضامني في أوسلو كنت أرى دموع النساء والصبايا الباكستانيات في التظاهرات المناصرة لفلسطين في أوسلو وغيرها من المدن النرويجية..
الباخرة التي تم اكتشافها اليوم في الباكستان واحتوت على 12700 زجاجة ويسكي مهربة لصالح سفارة عارستان في الباكستان شيء مقزز ومخجل ومخزي ينم عن لا انتماء وطني ولا شعور بالمسوؤلية الوطنية عند تلك العصابة، التي للاسف رسمياً تمثلنا هناك مثل كل سفارات ومكاتب وممثليات المنظمة والسلطة في العالم رغماً عنا وعن إرادتنا كشعب فلسطيني.
كذلك هي مناسبة للحديث عن مدى حب الشعب الباكستاني للفلسطينيين. أكثر من مرة كنت أصعد في سيارة أجرة -تاكسي- في أوسلو كان السائق الباسكتاني عندما يعرف أنني جريح من فلسطين، من جرحى الثورة وضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982، كان يرفض تقاضي أجره.
مرة وهذه الحكاية ذكرتها في كتابي “خيمة غزة – شواهد فلسطينية من أرض النرويج- الصادر في بيروت سنة ٢٠١٥… خلال العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة سنة ٢٠١٤ أقمت خيمة قرب البرلمان النرويجي، تحديداً على شارع الملك كارل يوهانس غاته. احتوت الحخيمة تلك على معلومات وصور عن ومن غزة وفلسطين. بقيت فيها يومياً لساعات طويلة لأقل من إسبوعين كنت خلالها أتحدث وأناقش الناس من كل الجنسيات. ذات يوم اقتربت مني سيدة باكستانية بعمرأكبر شقيقاتي تقريباً وقالت لي باللغة النرويجية أنها تريد التبرع لغزة ولفلسطين، قلت لها تفضلي “القجة” على الطاولة. قالت لي أريد التبرع بهاتين الإسوراتين الذهبيتين. نزعتهما من معصميها وقدمتمها لي.
قلت لها هل تثقين بي؟
قالت أثق بالله وبأنها ستصل الى فلسطين.
قلت لها أعاهدك بأنها ستصل أو سيصل ثمنها للمحتاجين في غزة بالذات.. بالفعل وصل ثمنها المضاعف حيث اشتراها بضعف سعرها في السوق وأقتناها فلسطيني غزاوي في أوسلو كذكرى من المرأة الباكستانية المُحبة لفلسطين.. وصل المبلغ الى عائلات فلسطينية في قطاع غزة بعد ذلك بأيام معدودة.
هذا كله مهم جداً لموضوع الباخرة والويسكي المهربة الى بلد اسلامي شديد التدين.. فإذا كان السفير الفلسطيني وطاقمه في السفارة يجهلون طبيعة الشعب الباكستاني وتدينه والتزامه القوي بالدين الاسلامي وحبه الكبير لفلسطين، فهذه مصيبة فعلاً.
لأن هؤلاء يقفون مع فلسطين لاعتقادهم بأنهم والفلسطينيين إخوة ومسلمين وواجبهم الوقوف مع فلسطين والدفاع عنها ومساعدتها. إذن لماذا يقوم أعضاء من السفارة الفلسطينية بتهريب آلاف زجاجات الويسكي المحرمة دينياً واسلامياً الى بلد إسلامي صديق لقضيتنا ولشعبنا؟؟
هؤلاء المهربون العاملين في السفارة جهلة وسفلة ويضرون بقضيتنا ويفقدوننا محبة أحد أكبر شعوب العالم وآسيا والمسلمين تضامناً مع فلسطين. يجب محاسبتهم واعتقالهم وطردهم من الباكستان وسجنهم في فلسطين، لكن نفس فلسطيني وشعبها يقبعون في سحنين واحد كبير والآخر صغير. طبعاً أنا أعلم بأن المنظمة والسلطة سوف لن تحاسبا أحداً. فالسلطة والمنظمة الآن منخورتان بالفساد والمفسدين والمنتهي الصلاحية الوطنية… أما سلطة عارستان فلن تحرك ساكناً لأنها مثل مهربي الويسكي، مجموعة تجار ولصوص وعملاء وسماسمرة ودخلاء على النضال الوطني الفلسطيني… ومتسلقون استطاعوا التسلق على جراحنا وتضحياتنا وسرقة ثورتنا ومنظمتنا وتدمير قضيتنا.. والآن يحاولون تدمير سمعتنا كشعب.

نضال حمد
١٢-١-٢٠٢٣

مصدر الخبر عن تهريب الويسكي:

https://customnews.pk/2023/01/10/ii-karachi-lodges-fir-against-importer-shipping-line-and-delivery-agent-for-importing-liquor/?fbclid=IwAR1JaHLPRxdztuIQOVy4bRhgAEQIPCDd0VoAykI8Iy6_0gmF4H-YvL8l8DI