الأرشيفالجاليات والشتات

الشهيدة رائدة ادعيبس في عين صديقتها – ندى الشهابي

رائدة ادعيبس في عين صديقتها – ندى الشهابي

رائدة عطا ادعيبس برعم طيب نبت من أصل طيب، لتكون زهرة بحديقة تنمو وتكبر وتحمل عطرها غيمات ترحل وتنثره على جبال الكرمل، وتبذره بتراب مرج بن عامر، لتنبت زهرة أبت أن تترعرع إلا على جنبات طريق ترشدها الى بلدتها، لتكبر وتزهر في ظلال الصفصاف، وتنتشي بعطر يغمر قلبها وتقول أنا هنا يجب أن أكون.


أسرعت بخطواتها لعلها تصل الى بلدتها قبل أن تسبقها العصافير وتنتشي بنسمات الصباح وتتعطر برائحة الزعتر والحنون. فصباحا غادرت حضن أمها ولم تعطي والدها قبلة الصباح حتى لا تتأخر وتسبقها رفيقاتها الى الصف الأمامي من الباص، حيث كانت الرحلة الى نهر الليطاني، لتقترب أكثر من السياج الذي حال بينها وبين الصفصاف.

فذهبت مع التيار لعلها تصل الى شواطئ عكا ومن هناك تخطو خطواتها بإتجاه الجليل، وتعبر صفد وتترافق مع العصافير لتحط على غصن من شجرات الصفصاف، وتحدثهم عن شوقها ومتاعب الطريق. لعلها وصلت قبل رفيقاتها..
لقد وصلت قبل رفيقاتها وهناك تفتح البرعم وأصبحت شجرة تنتظر عودة الطيور.


ندى الشهابي
١٤-٣-٢٠٢١