الأخبارالأرشيف

الصفقة وبناتها واللائي على هوامشها! – عبداللطيف مهنا

 

بمباركة سعودية وترتيب إماراتي ولمسات دحلانية عُمّد تصهين برهان السودان بلقاء نتنياهو برعاية متصهين أفريقيا الأكبر والمتآمر الدائم على السودان والحاقد التليد على العرب وكارههم موسوفيني.

لا تندهشوا فليس ثمة ما هو بمستغرب، إنها واحدة من استحقاقات تهافت تسارع وضع الرؤوس من قبل الأنظمة العربية المتصهينة في ربقة التبعية الأميركية عبر توسُّل الفوز بالرضا الصهيوني، كما ولن تكون الأخيرة ممن سيتوالين من مثيلاتها، على إيقاعات صفقة ترامب مع نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية..

لمفاجآت التصهين الرسمي والنخبوي السوداني تاريخه التليد. بدأه أزهري حزب الأمة في أول حكومة استقلال، وإذ التقى البرهان نتياهو في أوغندا، سبق وأن التقى النميري شارون في نيروبي..

الصهينة الأولى، اصطفافاً مع متصهيني أفارقة بن غوريون حينها ضد تبعات إفاقة مارد الوحدة العربية في بدايات مجد الزمن الناصري، والثانية، صفقة نقل فلاشا أثيوبيا للكيان الصهيوني عبر السودان مقابل دعم حكم الجنرال الذي بدأ ناصرياً ومات ساداتياً.. كما لم تعدم حقبة البشير أمثال الفاضل المهدي الداعي للتطبيع مع العدو الصهيوني مقابل رفع العقوبات الأميركية على السودان، أو ذات الهدف لهذه الصهينة الثالثة التي جنح البرهان إليها التماساً لتحقيقه، واستحق البرهان على شائنته دعوةً فوريةً من بومبيو للتشرُّف بزيارة اعتاب واشنطن!

فعلة البرهان غير مفاجئة وكان لها مقدماتها، التي لا تنقصها البراهين، أضف إليه اطلالة الأفرقة على حساب العروبة راهناً في السودان، وكنا قد أشرنا للمقدمات وإلى الإطلالة في حينه، ذلك عندما مهدت لها بدايةً تصريحات وزيرة خارجية حكومة سودان ما بعد البشير عشيَّة تشكيلها، أو هذه الراهنة التي جلب حمدوكها المغترب رئيساً من ضواحي البنك الدولي، أو هذه التي هي لصاحبها تحالف الثورة الملوَّنة والتغيير، أو خلطة اليساريين واللبراليين والمهديين المتحالفة مع جنجويد حمدتي، والمتلطّية وراء مجلس السيادة وبرهانه.

لم يسمع كل السودانيين بعد برحلة البرهان التطبيعية حتى بدأ المغاربة يسمعون بما سرَّب حول مناقشة جارية لصفقة تطبيعية أخرى بين “المخزن”، أو ما يعني عرش مولانا أمير المؤمنين، رئيس لجنة القدس، والصهاينة، تقايض تطبيعاً كاملاً بين المغرب والكيان الصهيوني مقابل اعترافاً أميركيا بسيادة المغرب على الصحراء!

والحبل على الجرار، وكل شيء بات جائزاً في مثل هذه المرحلة المشبعة انحداراَ وذلةً في تاريخ هذه الأمة المنتكبة بولاة الغرب المتصهينين، وتخيلوا ما سيأخذ الحفتريون، وداعميهم عرباً وفرنجه، ليبيا إليه، لو أنهم انتصروا في جاري هذه العبثية الدموية التي ساق ثوار الناتو ليبيا إليها؟!
.. لكنما لا تحزنوا ولا تيأسوا، بل استبشروا، فإن فداحة ولا معقولية هذا الراهن واحدة من علامات اقتراب موضوعي لفيضان طوفان غضب الأمة الآتي لا ريب، ومن محيطها إلى خليجها، أو هذا الكفيل وحده بكنس كل وجوه ورموز وأبواق سدنة زمن العار المطلة بلا حياء على أمة مغيَّبة ومثخنة الجراحات وترسف في قيودها خلف قضبانه.. هل نحلم؟! وهل يستعجل الفجر سوى حلم الحالين؟!