الأرشيفعربي وعالمي

العدوان وحرب الضرورة وطوابير للغرب – عادل سماره

أي تحليل يرى الحرب الدفاعية الروسية هي بداية الحرب الحالية هو تحليل خبيث يدل على ارتباط سياسي ثقافي بالإمبريالية والصهيونية. إنه استغباء للجماهير.
لقد تم تجهيز أوكرانيا عسكريا ونازيا لتكون جزءا من الأطلسي لأن الأطلسي دوماً باتجاه:
1- تطويق روسيا مباشرة بقواته من مختلف حدود روسيا
2- تقزيم تطور روسيا وإن أمكن احتلالها.
فالغرب حاول احتلال الاتحاد السوفييتي بعد الثورة البلشفية مباشرة، ووقف ضد روسيا حتى تفكك الاتحاد السوفييتي وحتى اليوم. وتبنى الغرب نفس السياسة ضد الصين.
من هنا كان أمام روسيا:
1-إما انتظار التطويق والتقزيم وربما الاحتلال
2- الرد باسرع وقت ممكن حتى لو آلت الأمور للنووي.
العرب الذين يلومون روسيا أو يتوقعون هزيمتها نظراً لأن الغرب وقف وقفة عدو موحد هم العرب الذين يرفضون مختلف اشكال المقاومة ويتبنون التفريط بالسيادة ولا يدركون أو يتجاهلون أن مصلحة الغرب كل الغرب كمهيمن على العالم هي أن تبقى هذه الهيمنة وباي ثمن لأن الغرب عاش ويعيش على نهب وتقشيط بلدان العالم وخاصة المحيط/العالم الثالث سواء وهي مستعمرات او تابعة حتى اليوم بالتبادل اللامتكافىء.
كما يتغنى هؤلاء بالموقف الصيني المتردد أو ربما الخفي.
ويلوموا على روسيا بأن الحرب قادت إلى أزمات معيشية في بلدان المحيط.
بدوره فالكيان الصهيوني ينسق موقفه مع الغرب ولذا ربما ينحاز بعلانية قريبا لصالح الغرب. وقد يفعل الموقف ذاته السعودي والإماراتي.
قد تكون روسيا قد خففت حدة الحرب في أوكرانيا لتركز على الحرب الاقتصادية اي:
1- وضع أوروبا أكثر وأكثر في أزمة معيشية ليضغط الشارع على الأنظمة لعدم مسايرة أمريكا في حرب طويلة لاستنزاف روسيا.
2- تأزيم بلدان المحيط/العالم الثالث معيشياً لتكون ضاغطة باتجاه وقف الحرب أو عدم تطويلها.
الحرب المطولة ستسمح لأمريكا بالحلول النفطي محل روسيا في أوروبا ناهيك عن أدوات امريكيا قطر وتركيا والكيان… الخ وربما حتى الجزائر. وكل هذا مفيد لأمريكا.
يبقى أن الحديث أن بوتين كان يهدف توسيع روسيا إلى حدود الاتحاد السوفييتي هو من قبيل التشوية وخدمة مزاعم الغرب. فما قامت به روسيا هي حرب دفاع الضرورة. ولو كان هدفه استعادة الاتحاد السوفييتي، فهذا ربما على المدى البعيد.
والسؤال هو: هل ستسرع روسيا في إنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا باستخدام اسلحة فتاكة قد تُطال السلطة الأوكرانية ثم تنهي الحرب، أو على الأقل تعلن ذلك. وهل سيُقنع هذا أوروبا بتمرد جزئي مع جشع أمريكا وخاصة أن روسيا لن توقف حرب الريع الاقتصادية تجاه أوروبا؟
وهل تدرك الطبقات الشعبية في أوروبا أن امريكا وبرجوازيات أوروبا ستقاتل روسيا ولاحقاً الصين حتى آخر اروربي غير راسمالي؟ وإن أدركت هل ستنتفض!!!!
وبغض النظر عن نتائج الحرب فإن سياق التطورات ذاهبة إلى:
1- تعميق تبعية اوروبا لأمريكا
2- تعميق تبعية الأنظمة العربية وذهابها أكثر للتطبيع مع الكيان الصهيوني
3- تعميق التوجه القومي الروسي وتركيز سياسات تنموية بتوظيف افضل للطاقة والحبوب ، اي سياسة اقرب إلى الاشتراكية
4- عدم السماح الصيني بهزيمة روسيا إلى جانب عدم الدخول في مواجهة مع الغرب.