الأرشيفوقفة عز

العملية الارهابية الأخيرة في فرنسا ليست الأولى ولا هي الأخيرة – نضال حمد

بدون تحفظ اقول: انا ضد هذه العملية وضد من يقف خلفها.

ويقيني ان الذين يقفون خلفها هم اعداء المسلمين واعداء القضية الفلسطينية بالمقام الأول. ولا يعني هذا ان منفذيها هم من اعداء الاسلام والمسلمين وقضية فلسطين، لا بل انهم شباب مسلمون ارتبطوا بمجموعات جهادية معينة، مرجعية بعض هذه المجموعات المختلفة والمنتشرة في كل العالم، قد تكون جهاز الموساد الصهيوني او وكالة الاستخبارات الأمريكية سي اي ايه دون علم هؤلاء الشبان الذي يتم استخدامهم في مثل هذه العمليات، المسيئة للاسلام والمضرّة جدا بالمسلمين وبقضاياهم.

 في افغانستان ايام السوفيت كانت مساجد السعودية تصدح وتنادي بالجهاد ضد الكفار في افغانستان. وفي سوريا بسنوات الربيع العربي الاسود نفس مساجد السعودية نادت بالجهاد في سوريا. حيث تطوع للجهاد ولتدمير بلاد الشام عشرات الاف السعوديين.

نفس هذه المساجد السعودية لم تنادي في حياتها ولو مرة واحدة للجهاد في فلسطين المحتلة وضد اليهود الصهاينة المحتلين. يعني المكتوب يقرأ من عنوانه …

 كان السعوديون اكثر الشبان تطوعا في مجموعات الافغان العرب التي قاتلت ضد السوفيات والنظام الاشتراكي في افغانستان نهاية السبعينات وفي ثمانينات القرن الفائت. وهؤلاء شكلوا فيما بعد تنظيم القاعدة بقيادة الشيخ اسامة بن لادن، الذي قتله الامريكان في افغانستان. ومن مجموعات تشبه كثيرا تلك المجموعات السعودية السالفة الذكر. ومن بعضهم ايضا تشكل تنظيم داعش الدموي الوحشي، الذي لا يمكن الا ان يكون نتاجا لاجهزة المخابرات العالمية التي تعمل على تدمير وتشويه صورة الاسلام في العالم. وعلى تفكيك وتفتيت الوطن العربي والسيطرة على ثرواته و خيراته، وكذلك على حماية وصيانة وجود الكيان اليهودي الصهيوني في فلسطين المحتلة.

مثل هذه العمليات تخلق ردود فعل كبيرة في اوروبا غالبيتها الساحقة معادية للمسلمين وتحمل وزرها للملسمين بشكل عام، يعني للمسلمين صغارا وكبارا، كلهم وليس لداعش او للقاعدة او لبوكو حرام او لغيرهن من المجموعات التي تخدم في نهاية المطاف المخططات الاستراتيجية لاعداء الاسلام والامة العربية. ويتم وصف المسلمين بالارهابيين والسفاحين والمجرمين بينما الحقيقة ليست كذلك لان الهمجية والوحشية والسادية والصهيونية والنازية والعنصرية والعدوانية والابادة الجماعية كلها جاءت من الغرب الاستعماري الاستعلائي المعادي للمسلمين وللعرب مسلمين ومسيحيين.

عندما تجد  نفسك في حديث من هذا النوع مع بشر معادين للاسلام وللمسلمين لا بد انك ستقف وتقول لهؤلاء كفى. فلولا الاسلام والمسلمين ماكان هناك وجود حتى اللحظة للمسيحيين في شرقنا العربي وفي بلاد الاسلام. ولولا المسلمين لكان الصليبييين ابادوا المسيحيين العرب ومسيحيي الشرق. ولولا التسامح الاسلامي لما كانت العهدة العمرية في القدس المعمول بها حتى يومنا هذا. ولولا التفاهم الاسلامي المسيحي في الشرق العربي وعروبة هؤلاء جميعا لكنا منذ زمن بعيد في حرب طائفية مذهبية بغيضة.

الارهاب هو من صنع وزرع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وهو من صنع الولايات المتحدة الامريكية في بلاد الهنود الحمر واقام كيانها الوحشي على جماجمهم. والارهاب الصهيوني الامريكي هو الذي صنع حلفاء له بين المسلمين والمسيحيين والكفرة، هؤلاء الذين يقومون بتدمير بلاد الشام وتعزيز يهودية دولة الاحتلال و الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.

الارهاب موجود في كل من يقتل نفسا حرم الله قتلها بغير حق.

الارهاب في الاساءة للاسلام بسبب مسلمين ارتكبوا اعمالا ارهابية.

الارهاب بمواصلة حماية وصيانة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة…

الارهاب بمواصلة دعم داعش واخواتها في العراق وسورية .. وادانتها في فرنسا واوربة.

الارهاب ببقاء فلسطين محتلة وشعبها مشردا والصهاينة بدون محاكمات على جرائمهم اليومية.

الارهاب في ان يتجمع خمسون ارهابيا او داعما للارهاب من قادة العدوان وتحالف الارهاب في سورية، في تظاهرة باريس ضد الارهاب. هؤلاء يمولون ويؤيدون الارهاب نفسه في سوريا ويدينونه في فرنسا.

أليست هذه قمة الارهاب؟

أخيرا : اتشرف بانني ولدت من ام واب مسلمين عربيين فلسطينيين ..

وبأنني ضد الارهاب بكل اشكاله واصنافه وانواعه. فالارهاب لا دين ولا لون له.

وبأنني مع الكفاح المسلح خيارا وحيدا لتحرير فلسطين وحماية وحدة  الامة.

نضال حمد – اوسلو

12-01-2015

اترك تعليقاً