صهيونيات

الفاشي رفلين رئيساً للكيان – د. فايز رشيد

الفاشي رفلين رئيساً للكيان – د. فايز رشيد

انتخب أعضاء الكنيست الصهيوني في العاشر من يونيو الحالي , الصهيوني المتطرف بأغلبية الأصوات،عضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم رؤوفين ريفلين رئيساً عاشراً (لإسرائيل)،بعد منافسة حامية بين خمسة منافسين قادت إلى جولة ثانية مع النائب مئير شطريت مرشح حزب الحركة بفارق عشرة أصوات(63-53).يتبنى رفلين مواقف متشددة من الصراع الفلسطيني العربي-الصهيوني،فدولة الكيان بالنسبة إليه”من النهر إلى البحر”ولاحق للفلسطينيين في إقامة دولة،وهو ضد الانسحاب من”يهودا والسامرة”.هومن المؤيدين بشدة لغلاة المستوطنين والمتطرفين.حاول نتيناهو منعه من الوصول إلى هذا المنصب بكل ما أوتي من قوة , وكان من قبل قد عارض ترشيحه لرئاسة الكنيست للدورة الحالية.

نشأ منذ بداية شبابه في حزب”حيروت” المتشدد بزعامة مناحيم بيغن،ومثله الأعلى كان جابوتنسكي وما يزال هو مثله الأعلى مثلما هو المعلم والمنّظر لحزب الليكود الذي نشأ من حزب حيروت.ظهر رفلين على الساحة البرلمانية بعد انتخابات 1988 لدورة واحدة ثم عاد إلى الكنيست بعد انتخابات عام 1996 وبقي عضواً حتى يومنا هذا. بعد انتخابات عام 2003 لأول مرة جرى انتخابه رئيساً للكنيست بعد انتخابات 2006 التي أبعدت الليكود عن الحكم لصالح جزب”كاديما”لكنه عاد وتولى المنصب بعد انتخابات عام 2009. أيام مؤتمر مدريد عينه اسحق شامير ناطقاً إعلامياً باسم الوفد (الإسرائيلي) في مواجهة حنان عشراوي التي استقطبت الأضواء عن الجانب الفلسطيني. بعدها ببضعة سنوات استطاع نتنياهو الجلوس في مقعد رئيس الوزراء كأصغر رئيس حكومة في تاريخ دولة الكيان الصهيوني(1997).

إن فوز رفلين بهذا المنصب يعكس طبيعة التحولات داخل الشارع (الإسرائيلي) التي تتجه نحو التطرف والتشدد , ويعكس طبيعة القوى داخل الكنيست وتوجهاتها أيضاً والتي تأخذ ذات المنحى. ولذلك من الطبيعي والحالة هذه أن تشهد الدورة السابقة للكنيست وهذه الدورة سنّ أكبر عدد ممكن من القوانين الفاشية العنصرية التي تستهدف مزيداً من التقليص(القليلة اصلاً) لحقوق الفلسطينيين في المنطقة المحتلة عام 1948،ومزيداً من التضييق عليهم في المجالات الحياتية والاقتصادية والسياسية من أجل دفعهم إلى الهجرة من بلدهم الفلسطيني العربي.هذه القوانين وقد سُنّ العديد منها،وهناك مشاريع قوانين أخرى تهدف إلى تصعيب واستحالة هذه الحكومة الائتلافية الحالية وكل الحكومات القادمة على اتخاذ قرارات بإجراء انسحابات من المناطق الفلسطينية والعربية المحتلة.القوانين تستهدف إجراء المزيد من الخطوات لتهويد القدس ومنطقتها وتثبيت المسؤولية الصهيونية حتى على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية فيها.بذلك نستطيع القول أن الذي نمى وتزايد في دولة الكيان بعد 66 عاماً من إنشائها هي:عدوانيتها , عنصريتها وتشددها المطلق في رفض الحقوق الوطنية الفلسطينية والمزيد من الاشتراطات عليهم وعلى العرب من أجل إجراء حتى التسويات المذلة مع الطرفين. رئيس الدولة الصهيوني المنتخب رفلين كان من أكبر المؤيدين والداعمين (وما يزال) لسن مثل هذه القوانين. بالطبع وبحكم مهماته السياسية الجديدة فمن المتوقع أن تخف حدة تطرف وجهات نظر رفلين في الكثير من القضايا السياسية،وأن يقوم بالتنظير للسلام ,لكنها ستكون المواقف الانتهازية الكاذبة التي تنبع من بئر التزوير لمصالح سياسية وإعلامية ليس إلا.لقد شهدنا تجربة بيريز الرئيس السابق لدولة الكيان الذي كان يدّعي(عشق)السلام مع الفلسطينيين والعرب وهو مع وزميله رابين شقّا طريق الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة،ولم يفعلا شيئاً ولم يتخذا قرارات لصالح أيٍّ من الحقوق الفلسطينية أو العربية في الأراضي المحتلة.هكذا هم زعماء دولة الكيان.

المنافسة في الانتخابات على رئاسة دولة الكيان هذا العام شهدت التحقيق مع أحد المرشحين الخمسة وهو الصهيوني اليهودي العراقي الأصل بنيامين بن اليعازر المعروف أيضاً بالاسم(فؤاد)أحد قادة المعارضة, بتهمة تلقي رشوة من أحد رجالات النفط،الأمر الذي أثار زوبعة في دولة الكيان.معروف أيضاً أن موشيه كاتساف الرئيس قبل السابق لدولة (إسرائيل) محكوم بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة الفساد والتحرش الجنسي.الطبقة السياسية الحاكمة في (إسرائيل) مملوءة بالفساد وهو لا يقتصر على رؤساء الدولة فقط،وإنما على البعض من رؤساء الحكومة مثل إيهود أولمرت الذي أُقصي عن منصبه كرئيس للحكومة بتهمة الفساد أيضاً وتلقي رشاوي من رجالات أعمال يهود أثناء ترؤسه لمجلس بلدية القدس.

بالتأكيد فإن انتخاب المتطرف رفلين لرئاسة الدولة(بالرغم من أنه منصب فخري)سيقلل من مراهنة الحالمين بإمكانية عقد اتفاقيات(سلام)مع الدولة الصهيونية،فرفلين يقع على يمين نتنياهو وهو محسوب على معكسر موشيه فيغلين في الليكود،الذي يسعى إلى وصول شخصية من الحزب أكثر تطرفاً من نتنياهو إلى منصب رئاسة الحكومة.هذه هي دولة الكيان وما تفرزه من رؤساء دولة ورؤساء حكومة ووزراء مملوئين بالتشدد والغطرسة والعدوانية والعنصرية.رفلين أحد هؤلاء.

 

اترك تعليقاً