الأرشيفبساط الريح

المصالحة الفلسطينية في مهب الريح – وليد دياب

المصالحة الفلسطينية في مهب الريح.

على الرغم من سياسة ترامب الجنونية والوقحة اتجاه الشعب الأمريكي نفسه واتجاه دول أمريكا اللاتينية وروسيا والصين وإيران وكل دول العالم تقريبا وما يهمنا هنا اتجاه القضية الفلسطينية وما سمي بصفقة القرن وعملية ضم معظم مناطق الضفة الغربية والجولان والتي كان من المفترض قيام، (الدولة الفلسطينية) عليها رغم هذه السياسة الرعناء واستباحة حقوق الشعوب الاخرى بجرة قلم. في نفس الوقت كانت هناك بسبب هذه السياسة الترامبية الهجواء آمال بمصالحة وطنية فلسطينية وتفاهمات تستطيع اعادة مؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة هيكلتها ووضع خارطة طريق موحده شاملة تمهد لحقبه نضالية فلسطينية جديدة أكثر جدوى. رغم علم ويقين معظم الفلسطينيين ان هذا اللقاء الذي عقد في بيروت ورام الله بين سلطة عباس وبعض أمناء الفصائل الفلسطينية لن يثمر شيئا ولن ينتج عنه اي توافقات ومصالحات حقيقة ملموسة وذلك لسبب بسيط إلا وهو الفرق الهائل بين ايديولوجيتين وبين مسارين ونهجين متباعدين جدا . ولكن لأسباب فصائلية ضيقة وكذلك ابقاء الأمل في مصالحة فلسطينية وتوحيد الجهد الوطني الفلسطيني وافقت الفصائل على لقاء بيروت -رام الله.

الآن وبعد مجيء جو بايدن إلى البيت الأبيض فإن كل الآمال الفلسطينية بالمصالحة والوحدة قد تلاشت. المفاوضات لمجرد المفاوضات بالمنظور الامريكي الصهيوني سوف تستأنف. تعطش سلطة رام الله للدولار الامريكي والهبات الأمريكية ستكون هي الجزرة العفنة لجر سلطة رام إلى طاولة مفاوضات عبثية. وادارة الظهر بي 360 درجة للمفاوضات الفلسطينية الفلسطينية وقلب الطاولة على كل التفاهمات التي حدثت والتي ظلت أصلا حبرا على ورق.
ما يدهشنا هو تجريب المجرب ليس مرة واحدة وإنما السقوط مرة وثانية وثالثة بهذه الشعارات الوحدوية الفلسطينية ولا أظن هنا انها تدل على سذاجه سياسية وإنما لبلوغ شيء في نفس يعقوب.

ليس هناك حسم للأسف في قرارات كثير من القيادات الفلسطينية تحت شعارات البراغماتية ومحاولة لملمة الوضع الفلسطيني وإصلاح ذات البين وهذه النوايا بالتاكيد صادقة ولكنها لن تحقق شيئا على المدى المنظور والمتوسط .
وستبدأ محادثات عبثية ماراثونية ثانية تستمر عقدا آخر من الزمن يكون الكيان الصهيوني قد أقتلع البشر والشجر من الضفة الفلسطينية المحتلة وأصبحت قيادات السلطة في رام الله عباره عن مخاتير بلدات وقرى وأقل مما حصل عليه رموز روابط القرى في السبعينيات من القرن الماضي.

يتبوري -السويد
2020-11-09
وليد دياب عضو المجلس الثوري لحركة فتح الانتفاضة