بساط الريح

النخالة: حقوقنا وثوابتنا لن تتغير بتغير الزمان والمكان وموازين القوى

أكد الأستاذ زياد النخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، أن يوم القدس هو يوم للوحدة في مواجهة الظلم والعدوان المتمثل بـ “إسرائيل” التي تحتل أرضنا وتدنس مقدساتنا.

جاء ذلك خلال مأدبة إفطار أقامته السفارة الإيرانية في بيروت بحضور حشد من العلماء وممثلي القوى والفصائل الفلسطينية والعديد من الشخصيات السياسية والمجتمعية الفلسطينية واللبنانية.

وفيما يلي نص الكلمة:  

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

سعادة سفير الجمهورية الإسلامية، الأخ محمد فتح علي المحترم.

السادة العلماء والحضور الكرام مع حفظ الألقاب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح الأعمال..

الحمد لله الذي جعل من شهر رمضان شهراً للرحمة والمغفرة والتراحم والترابط والوحدة، شهراً للقرآن، الذي كان هدية من السماء إلى الإنسان، وشهراً يرفع فيه الناس أكف الضراعة لله، طلباً للرحمة، وحمداً على النعمة. وفي هذه الظلال المباركة ومنها، كان نداء الإمام الخميني، رحمه الله، بجعل آخر جمعة من رمضان يوماً عالمياً للقدس، ويوماً للوحدة في مواجهة الظلم والعدوان، الذي يتمثل بإسرائيل، التي تحتل فلسطين والقدس، وتدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية.

هذا يوم القدس، بوابة السماء، التي أُسري بنبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، إليها، حيث يخاطب الله عباده «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى» في رسالة إلى البشرية، بأن أول بيت وضع للناس في مكة، مرتبط بالمسجد الأقصى، حتى يكون إيمان الناس، بحجم دفاعهم عن هذا الربط المقدس. ومهما علا الباطل، ومهما بلغ شأنه، فلن يستطيع أن يغير كلام الله سبحانه وتعالى، وقد أصبحت القدس وفلسطين جزءاً من عقيدتنا وديننا، كما الصلاة وكما الصيام، بل إن الجهاد لتحريرها هو فرض عين، وذروة سنام الدين.

 يوم القدس، هو يوم للذين يرون في إسرائيل وحلفائها، الذين يحمونها ويدعمونها ويوادونها، أعداء يجب مواجهتهم والتصدي لمخططاتهم، وليس التحالف معهم، ضد أعداء وهميين في الأمة. إن إسرائيل التي تحتل القدس، وكل من يقف معها، وعلى رأسهم أمريكا، التي تحمي إسرائيل، وبسلاحها يُقتل الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية، هؤلاء هم أعداء أمتنا، وليسوا حلفاءها، وليسوا حماتها.

إن يوم القدس، الذي نعتبره يوماً للوحدة في مواجهة الظلم، وفي مواجهة إسرائيل وعدوانها المستمر على الأرض والشعب والمقدسات، هو أيضاً يوم الفرز.. يوم يميز فيه الخبيث من الطيب، ويميز فيه من هو منحاز لفلسطين، ومن هو غير مهتم بها.. من هو مع فلسطين، ومن هو مع الكيان الصهيوني.. من هو مع القدس، ومن هو مع أورشليم!

 إننا في يوم القدس نقول: هذه قدسنا، لا أورشليم.. لن نساوم على ذرة من ترابها، ولن نفرط في شبر من أرض فلسطين. وإننا مستمرون في الدفاع عن أرضنا، وشعبنا، وحقوقنا الشرعية، التي لن تتغير بتغير الزمان، أو بتغير موازين القوى. وشعبنا الفلسطيني، الذي قدم الشهداء والتضحيات طيلة أكثر من مائة عام، ومازال يقدم، ليصر على بالتمسك بحقه في فلسطين، وبحقه في القدس عاصمة لها، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تحيط به، وبالرغم من المعاناة والخذلان، وكل محاولات تركيعه وتيئيسه، لإرغامه على التنازل عن حقه. فمن حصار غزة الإجرامي، إلى الاستيلاء المستمر على الأرض وتهويدها بالاستيطان في الضفة الفلسطينية، والقدس، التي تتعرض لمذبحة تهدف إلى تغيير معالمها، وطمس هويتها العربية والإسلامية، وتهجير أهلها المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين، لتختفي القدس العربية الإسلامية، وتنبعث أورشليم عاصمة أبدية لكيان بني صهيون.

في يوم القدس، ومعنا كل المؤمنين وكل شرفاء وأحرار العالم، نقول للصهاينة الغزاة المحتلين: نحن أصحاب الأرض، ونحن أصحاب الحق، ونحن أهل القدس وفلسطين، وأنتم عابرو سبيل، ومارون في زمن غفلة الأمة عن جرحها الغائر في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.

وحين تصحو شعوب الأمة، ويتعافى حكامها من الارتهان لأعدائها، ويصحح الجميع بوصلتهم، لتشير إلى القدس، لن يبقى لكم في فلسطين مكان، وستغادرون القدس مهزومين مدحورين، بإذن الله، كما كل الغزاة الذين سبقوكم على هذه الأرض.

الأخوة الكرام.. في يوم القدس، نجدد العهد والوعد، عهد شعب فلسطين، وعهد كل من آمن بفلسطين وطناً للشعب الفلسطيني، وجزءاً لا يتجزأ من الأرض العربية والإسلامية، أننا لن نتوقف عن الجهاد والمقاومة، بعون الله، حتى ترتفع رايات الحق والنصر، راية فلسطين، وتزول راية إسرائيل، مصداقاً لوعد الله عز وجل: “فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا”.