الأرشيفالجاليات والشتات

النصر القادم لا محالة – جمال حلاوة

ترددت كثيراً قبل كتابة هذه الأسطر التي أردت بها تحليل الوضع الحالي في فلسطين، و في عموم المنطقة، في المشرق العربي. و الحقيقة أني ما زلت في حالة تردد و أنا أهمُّ في الكتابة، لطول الوقت الذي به لم أكتب.
قد يكون لمواقع التواصل الإجتماعي، حيثُ يتاح للمرء أن يكتب خواطر قصيرة على جداره، أو أن ينشر آراء متعددة، دورٌ في خفت التحفز للكتابة، و قد لا يكون هذا هو السبب بالتحديد، فقد يكون بسبب فرط في التكاسل و ترك للأشياء تجري بمجراها الطبيعي، دون أن يكون هناك حيز كافي، في العقل الواعي، للتدخل و نقل نظرة خاصة عمّا يجري.
هناك أمران أردت نقلهما عبر هذه الأسطر: الحرب الأخيرة على غزة و تداعياتها، و حالة الإستنفار العام الجماهيرية في عموم فلسطين و الشتات. برأيي أن هناك قفزة نوعية تمت في هذه المرحلة الهامة من مراحل معركة التحرير لكل فلسطين، وهو، علاوة على الحراك الوطني الشامل في كل فلسطين، الحالة النفسية الواعية بأن النصر قادم لا محالة.
إن صمود المقاومة في غزة، و التصادم الندي مع العدو، الذي خاب ظنه و تقديره في تغطية سماء فلسطين المحتلة، لحماية مستوطناته و مُدنه من صواريخ المقاومة، ما إضطره على طلب الهدنه و وقف إعتداءاته، كل هذه التداعيات التراكمية في سلم حرب التحرير، خلقت حالة نفسية تعبوية جماهيرية ليس لها مثيل في تاريخ الصراع مع العدو، و هي أنه، هذا العدو، بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، و أنه إلى زوال في جميع الحالات.
إن إحساس المستوطنين الصهاينة بهذه الحقيقة أيضاً، بأنهم في وضع غير آمن إلى ما لا نهاية، يضعضع ركائز تكوين دولة قائمة على العدوان و الحرب المستمرة لتثبيت دعائمها، و عندما تترنح إحد أهم هذه الدعائم، و هي هجرة اليهود الصهاينة إلى فلسطين، و تبدأ الهجرة العكسية، يكون قد بدأ بالفعل العد التنازلي لنهاية مشروع إستيطاني لا يخدم سوى مصالح الغرب الرأسمالي الإستعمارية، القائمة قهر الشعوب و نهب ثرواته.
ما أردت تثبيته بشكل خاص هو الآتي: إصرار قيادات محور المقاومة، و بينهم سيد المقاومة حسن نصرالله يوم أمس، أن زوال دولة “إسرائيل” أصبح أقرب، و أنهم إلى زوال بشكل مؤكد. إن هذه الثقة في طرح الموضوع، وهي التي توثقت بعد حرب غزة، تكشف بوضوح أن المواجهة النهائية قد إقتربت، و أن هذه المواجهة آتية لا محالة، و أن النصر سيكون حليفنا.
إن النشوة التي أشعر بها اليوم، و حالة الترقب الإيجابي التي تلزمني و أنا أكتب هذا الأسطر، لم أشعر بها منذ سنوات طوال، لأن الحقائق على الأرض اليوم، و منظومة التحالفات لمحور المقاومة، و قدرتها على التنسيق و على المبادرة، تزيل أي شكوك بأننا سننتصر حتماً.
جمال حلاوة
27 مايو (آيار) 2021