الأرشيفثقافة وفن

{{ بأنّي توأمٌ للصدقْ}} شعر:عاطف ابو بكر/ابوفرح من دفاتر الذاكرة الشعرية،،

 

سئمْتُ العيشَ بالمنفى
وروحي هدّها التعَبُ

تعايشُ فِيهِ أقواماً
إذا نافَقْتَهُمْ طرِبوا

وَإِنْ صحَّحْتَ غاطَتَهمْ
عليكَ جميعهمْ عتِبوا

وَإِنْ عرّيْتَ سقْطَتهمْ
عليكَ جميعهمْ غضِبوا

وَإِنْ بادرْتَ منتقِداً
عليك جميعهمْ وثبوا

وَإِنْ خالفْتهمْ جهْراً
عليك القوم ينقلبوا

فكلّ حياتهم غشٌ
وكلّ كلامهمْ كَذِبُ

فلا دينٌ ولا خُلُقٌ
ولا نبْلٌ ولا حسَبُ

وتبقى بينهمْ رقْماً
كما الأصفار يُحتسبُ

بقدر المال قد تسوى
وليس العقلُ والأدبُ

فكلٌ منهمُ للمال
لا للجود ينتسبُ

بمالكَ أنتَ مُحترمٌ
وَإِنْ أفلَستَ فالعَجَبُ!!

فدون المال لا فُرَصٌ
وفَخْفَخَةٌ ولا رُتَبُ

بهِ قد تشترى الدنيا
كذاك الصيتُ واللقبُ

فإمّا كنت مقتدراً
اليكِ حياتهمْ وَهَبُوا

وإمّا جارَتِ الدنيا
تراهمْ كلهمْ غَرَبوا

هنا بالأمس قد كانوا
ومنك اليوم قد هربوا

وإمّا عُدْتَ مُقتدراً
لديك المال والذَهَبُ

تراهمْ حولكَ اجتمعوا
فكلّ حياتهمْ لعِبُ

فعند اليُسْرِ يحتشدوا
وعند العُسْرِ ينسحبوا

فيغدو العيش بينهمُ
كمثلِ السجنِ ،لو غلَبوا

فإنْ رافقْتهمْ يوماً

لكَ الأفخاخُ تنتصبُ

بعكسِ السادةِالأشرافِ
لو يوماً إذا عتِبوا

فلا حسدٌ سيأْكلهمْ
فلا نارٌ ولا حطَبُ

ولا ينتابهمْ كرْهٌ
ولا حقدٌ ولا غضبُ

بجسمي قد أكون هنا
وعنّي القلب يغتربُ

أعيشُ هنا وجمر الحُزْنِ
نِ في الأجشاءِ يلتهبُ

فطول الوقت بي وجَعٌ
أمنفانا هُوَ السببُ؟

سيبقى هكذا حالي
وبي الأوجاعُ تضطربُ

إذا اٌذّكَرْتُ أيّامي
بقلبي الحزن ينسكبُ

فأفتحُ صفحةً طُويَتْ
ورغم الطيِّ تقتربُ

الى أنْ تنجلي عنّي
بيومٍ صاحبي الحُجُبُ

ويعرف كلّ من جهِلوا
ويُنْصِفَ كلّ من كتبوا

ويظهرَ من أنا للناسْ
ويَخزى كلّ من كذَبوا

بأنّي طينتي الأخلاقْ
وتكتبُ من أنا الكتبُ

وأنّي توأمٌ للصدقْ
وتحكي سيرتي العَرَبُ..

ابوفرح/عاطف ابو بكر/٢٠٠٥م

اترك تعليقاً