بساط الريح

بروفسور شرف فرحات زيادة صديقي الأذكى والأكثر تواضعا

بروفسور فرحات زيادةكان حنا ميخائيل صديقي الأشد ذكاء والأكثر تواضعا ووفاء ونكرانا للذات. تعرفت عليه للمرة الأولى في ستينات القرن الماضي عندما أتى الى جامعة برنستون للمساعدة في تعليم اللغة العربية. كان محبوبا من قبل تلاميذه ومن العديد من أعضاء الهيئة التعليمية. وما زال بعض أعضاء الهيئة التعليمية لليوم يتصلون بي مستفسرين عن مصيره. في الأمس القريب، أي في الشهر الماضي، سألني بروفسور روبرت تينور الأستاذ في دائرة التاريخ في جامعة برنستون اثناء زيارته لسياتيل، عما اذا كنت اعرف شيئا جديدا عن مصيره.

عندما تركت جامعة برنستون في العام 1966 لتأسيس مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة واشنطن، دعي حنا الى هنا ليعلّم مادة العلوم السياسية. كان محاضرا محبوبا وقد افتقده اصحابه عندما قرر أخذ اجازة ليلتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية في الشرق الأوسط.

تجلى تواضع حنا عندما أخذتُ اطروحته التي قدمها في جامعة هارفارد عن الماوردي، الى مطبعة جامعة واشنطن لنشرها. ذهب الى المطبعة دون علمي واستعادها لإعتقاده بانها كانت بحاجة للعمل عليها اكثر. لم ينشرها حنا ابدا. ولكنها نشرت بعد أن فقد وقد أثنى عليها علماء بارزون قاموا بمراجعتها بمن فيهم البرت حوراني.

قدم حنا مساهمات جلّى في حقل تطوير العلاقات العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وفي زيارة الى سياتل آتيا من عمان اخبرني كيف القى محاضرة في ايطاليا، باللغة الإيطالية كان قد غيّبها. ويبدو أن احدهم تقدم منه وكلمه بالإيطالية ولكنه اجابه انه لا يتكلم اللغة الإيطالية! كما يمكن ذكر مناظرته على التلفزيون الأميركي مقابل ديرشويتز أستاذ القانون في جامعة هارفرد السيئ السمعة والمعروف بميله الى اسرائيل ، حيث كان تفوق حنا في المناظرة واضحا.

أطلعني حنا على مخططاته قبل ان يترك جامعة واشنطن للانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية. ناشدته الاّ يذهب الى الشرق الأوسط بل ان يستمر في التعليم والكتابة عن القضية الفلسطينية. حتى أني ذكرته انه الصبي الوحيد في عائلته وانه مسؤول تجاه والدته واخواته ولكنه اجابني بأن للأعضاء الآخرين في منظمة التحرير امهات واخوات أيضا. فلماذا يختلف هو عنهم؟ لم تعرف وطنيته حدود. سافتقده حتى آخر عمري.

http://www.abu-omar-hanna.info/spip/spip.php?article159

فرحات زيادة

بروفسور شرف

جامعة واشنطن- سياتل

آب 2011

اترك تعليقاً