عربي وعالمي

بقلم: أمير تيبون (إسرائيل) تعترف: هكذا ساعدنا على طرد مشعل من قطر

بعد عدة ساعات من التقارير الأولية حول طرد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل من الأراضي القطرية؛ لم يترددوا في إسرائيل بالقول ان اسرائيل عملت من وراء الكواليس لكي تعجل هذه الخطوة.

وفي بيان رسمي نشره، أمس الثلاثاء، المتحدث باسم وزارة الخارجية عمانوئيل نحشون جاء ان “وزارة الخارجية بقيادة الوزير ليبرمان عملت على تعجيل هذه العملية العام الماضي من خلال اتخاذ العديد من الخطوات بهدف ان تقوم قطر بهذه الخطوة وتتوقف عن دعم حماس ومساعدتها، الوزير ليبرمان ورجال مهنته عملوا على ذلك من خلال قنوات علنية وسرية مع قطر نفسها ومع دول أخرى، ورغم انه وفي الساعات الأخيرة سارع مسؤولو حماس الى نفي هذه الأخبار، أما قطر فلم تتطرق لتلك التقارير بعد؛ الأمر الذي يدعم الانطباع بأن مشعل تلقى بالفعل أمراً بمغادرة الإمارة الثرية، قال مصدر سياسي إسرائيلي، أمس، لـ “واللا”: “نتابع عن كثب التقارير التي ما زالت تصدر عن جهات عدة، بما فيها تقارير حماس، انه حدث مهم بعد ان قمنا بالكثير من التحركات بهذا الخصوص في الأشهر الأخيرة” وفق قوله “لقد بدأنا بالتحرك حتى قبل عملية الجرف الصامد، ولكن بعد العملية فقد قويت حجتنا في مواجهة قطر”.

وزير الخارجية كان قد هاجم قطر بكلمات قاسية في شهر يونيو الماضي قبل عملية “الجرف الصامد” بأكثر من شهر في خطابه السياسي الذي ألقاه في مؤتمر هرتسيليا، قال ليبرمان في حينه ان “قطر توفر ملجأ لعناصر متطرفة وتعمل على أساس انتهازي بحت”، وأضاف وزير الخارجية “عندما تعود شخصاً ما على دفع اتاوة فإنه آخر الأمر سيأخذ كل ما لديك، العالم الغربي يجب ان يطلب من قطر الكف عن لعب ألعاب مزدوجة”؛ هذا الهجوم القاسي لم يحظَ بالعناوين الرئيسية في حينه، ولكنه دشن الجهود الاسرائيلية ضد الامارة الصغيرة، وقد نجح في استفزاز جميع الدول العربية بالتأييد الذي قدمته لحركة الاخوان المسلمين وحماس والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

وحسب قول المصدر الإسرائيلي؛ فإن الجهود ضد قطر ازدادت بعد العملية في غزة “عملنا لقاء الولايات المتحدة وأوروبا ولقاء دول في المنطقة أيضاً مع التركيز على دول الخليج عبر قنوات سرية لا يمكن البوح بماهيتها حالياً”، وأكد المصدر ان “الهدف كان الاظهار بأن قطر هي دولة شاذة تواصل تأييد حماس بعد ان فهم الجميع – الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية – ان حماس تنظيم ارهابي متطرف يزعزع الاستقرار”، وأضاف المصدر “لقد استغرقنا وقتاً طويلاً حتى تمكنا من بلورة الموقف الدولي، ولكن بعد الجرف الصامد ازدادت عزلة قطر وبدأوا يشعرون بالضغط”.

في إسرائيل يعتبرون ان المصالحة المصرية – القطرية التي وقعت الشهر المنصرم نقطة انطلاق غيرت الديناميكا لغير صالح حماس، فبعد توقيع هذا الاتفاق من المهم التأكيد ان التقدير الأرجح في اسرائيل كان ان العلاقة بين قطر وحماس “ضعيفة”، غير ان صناع القرار لم يتوقعوا ان تتعجل الدوحة في طرد مشعل، الأخبار التي نشرت أمس على افتراض انها صحيحة تمثل تغييراً دراماتيكياً وسريعاً في أسلوب قطر.

من توقع ان العلاقات بين قطر وحماس في طريقها الى التأزم الحقيقي بعد توقيع اتفاق المصالحة، ربما يكون ايلي ابيدار رئيس الممثلية الاسرائيلية السابق في قطر (أقامت كل من قطر واسرائيل علاقات دبلوماسية لغاية 2009)، ففي لقاء له مع “واللا” بعد أيام قليلة من التوقيع على اتفاق المصالحة المصرية – القطرية قال ابيدار ان “حماس ستتضرر من هذا الاتفاق بعد الضربة القاسية التي تلقتها في عملية الجرف الصامد، القطريون بدأوا بتغيير سياستهم تجاه حماس عبر تخفيض نسبة التبرعات، حماس من ناحيتها  تحاول كل السبل المتاحة لإصلاح العلاقات مع إيران لكي تعوض فقدانها الدخل الكبير”.

أثناء ذلك؛ في إسرائيل سيدرسون في الأيام القليلة القادمة المؤشرات المقلقة للتقارب بين حماس والدولتين المهمتين الأخريين في المنطقة إيران وتركيا، في الأسابيع الأخيرة ظهرت إرهاصات بأن الذراع العسكري لحماس يجدد علاقاته بإيران، والتي كانت تضررت إثر موقف حماس من الحرب الاهلية في سوريا، في المقابل فإن مسؤولي حماس أقاموا مقراً عسكرياً في تركيا، وعلى ما يبدو فإن مشعل أيضاً في طريقه الى أنقرة بعد ان زارها مؤخراً قبل حوالي أسبوعين والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان ومسئولين كبار آخرين.

من المهم الانتباه ان وزير الجيش موشيه يعلون قال أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن أموراً قاسية بشأن تركيا، أمور تبدو مشابهة لأقوال ليبرمان بشأن قطر في بداية الحملة الاسرائيلية ضدها “أنقرة تلعب لعباً مزدوجاً، دولة عضو في الناتو ولكنها تؤيد حماس” زعم يعلون، وماذا بخصوص إمكانية ان تغيير أسلوب قطر سيؤدي الى تجدد العلاقات بين الدوحة وإسرائيل؟ المسؤول الرفيع الذي تحدث الى “واللا” طلب التزام الحذر “الأمر فعلاً يمكن ان يشكل فاتحة لكل أنواع الفرص التي لم تكن مطروحة على الطاولة الى اليوم، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك”.

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

   واللا

اترك تعليقاً