من هنا وهناك

بمناسبة يوم الأرض بيان لجبهة التحرير الفلسطينية – دمشق 30-3-2014

 

 

بيان سياسي صادر عـــن الإعلام المركزي لجبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة الثلاثين من آذار يوم الأرض

تأتي الذكرى الثامنة والثلاثين لهبة شعبنا في الجليل والمثلث والنقب في وجه الإجراءات العنصرية التي لم تتوقف منذ
النكبة التي حلت بشعبنا عام 1948 ، لقد وقف شعبنا عام 1976 بأصالة وطنية
وبطولة قل نظيرها في وجه القوانين العنصرية الصهيونية التي
استحدثت ولا زالت تستحدث حتى يومنا هذا مستهدفة مصادرة الأراضي
وتهجير أبناء شعبنا داخل وطنهم ، ولم تكتف العنصرية الصهيونية
بتهجير المئات من سكان القرى الفلسطينية ومحاولة طمس المعالم
الحضارية التاريخية والإنسانية لشعبنا وثقافته العربية في
محاولات يائسة تستهدف تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية
التاريخية وفرض ” يهودية الدولة ” مستفيدة من بقاء حالة
الانقسام الفلسطينية وحالة التردي العربي وبدعم أمريكي لفرض ”
اتفاق إطار ” كما تسعى الإدارة الاميريكية ووزير خارجيتها كيري
، يحث لفرض تسوية استسلامية تفضي إلى تصفية الحقوق الوطنية
الفلسطينية غير القابلة للتصرف والتي تتصل بالاستيطان وتهويد
القدس والضفة الغربية وانتزاع الاعتراف بيهودية الدولة وتبادل
الأراضي وتصفية كافة الملفات المتعلقة بالأمن والحدود والمياه
وحق العودة الذي يمثل جوهر قضية فلسطين .

إن مجمل المخاطر التي تحيق بقضية شعبنا في الداخل والخارج
وخاصة لجهة استهداف حق العودة إلى الديار والممتلكات حيث نرى
بأم العين هذا الاستهداف لأهلنا في مخيم اليرموك وكافة
التجمعات الفلسطينية في القطر العربي السوري والتداعيات
الاجتماعية والأمنية التي تهدد مخيمات شعبنا في لبنان
والمحاولات العديدة الإقليمية والرجعية التي تسعى إلى زج الشعب
الفلسطيني في صراعات جانبية طائفية ومذهبية تفتيتية لا تخدم
سوى العدو الصهيوني وهدفه المباشر في تحقيق ” يهودية الدولة ”
على أمل رياديتها بين كيانات طائفية ومذهبية واثنيه وقبلية .

وعليه فان جبهة التحرير الفلسطينية تدعو بمناسبة الثلاثين من
آذار يوم الأرض إلى مايلي :


أولا : على
ضوء وصول مسار أوسلو إلى طريق مسدود حسب إقرار وتأكيد أصحابه
وخاصة السلطة الفلسطينية وتراجع دور المقاومة حتى بات يبدو فيه
المشهد الفلسطيني مفككا وموزعا على حلقات وبيئات متناقضة
ومتباينة وطنياً واجتماعياً ، فهذا الواقع يتجاوز الخلاف
السياسي بفعل الصراع السلطوي في الضفة والقطاع وعلى حساب مشروع
التحرر الوطني الفلسطيني ، بما يعكس بشكل خطير الأزمة الوطنية
البنيوية التي تلف المشهد الفلسطيني في الداخل والخارج ، الأمر
الذي يتطلب مراجعة سياسية شاملة تتجاوز مفهوم المصالحة لتتقدم
المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من تجاذبات سياسية تحولت
للأسف إلى أولويات لدى كل من السلطتين في رام الله وغزة دون
النظر إلى المخاطر التي تعدد حقوق شعبنا ووجوده في الداخل
والخارج .

مراجعة تقوم على أساس وطني ومن ثم سياسي ليعاد النظر فيها بكل المسار
التفاوضي والخروج من قواعد اللعبة السياسية الأميركية –
الصهيونية التي استفردت بالطرف الفلسطيني المفاوض باسم
الرباعية الدولية بعيدا عن القانون الدولي والمؤسسات الدولية .

ثانيا : من شان ترتيب البيت الفلسطيني أن يمكن شعبنا وحركته الوطنية
وبترابط حلقاته الكفاحية في الداخل والخارج أن يستثمر التحولات
الدولية في ظل مخاض دولي وإقليمي وبموازين قوى جديدة اقتصادية
وعسكرية ، تبشر تبلور بمنظومة علاقات دولية جديدة ، تنهي حقبة
أحادي القطب وصانع استراجية العدوان على شعوب المنطقة وخاصة
الدول العربية الإقليمية التي حملت لواء الصراع العربي –
الصهيوني .

ثالثا : تدعو الجبهة جماهير شعبنا وقواها الوطنية في الداخل
والخارج إلى استنهاض الهمم واستجماع أوراق القوة للحالة
الوطنية الفلسطينية التي يجب عليها أن تتحفز بالتشكيلات
والتغيرات الاصطفافات الدولية والإقليمية والعربية القادمة ،
وهذا لن يكون إلا بمغادرة خيار أوسلو وإحداث المراجعة السياسية
الشاملة التي تفضي لإنهاء الانقسام وتعيد الاعتبار لقضية الشعب
الفلسطيني باعتبارها قضية تحرر وطني بامتياز تشكل المقاومة
واحدة من أهم أدواتها الكفاحية .

تتوجه جبهة التحرير الفلسطينية بأحر التحيات الكفاحية بمناسبة
يوم الأرض لجماهير شعبنا في الجليل والنقب الذي لازال يناضل ضد
كل القوانين والسياسات العنصرية بما فيها مشروع ” برفر” والتي
تستهدف طمس معالم شعبنا الحضارية والإنسانية وثقافته وانتمائه
القومي الأصيل .

تحية إلى جماهير شعبنا في الضفة والقطاع ، في المدن والقرة
والبلدات والمخيمات ، تحية من الأعماق لجماهير شعبنا في الشتات
وخاصة في سوريا ولبنا والأردن وهي تواجه مخططات التأمر على حق
العودة جوهر قضية فلسطين .

المجد للشهداء والنصر لشعبنا

 جبهة التحرير الفلسطينية

الإعلام المركزي