الأخبارالأرشيف

تحليلات الأوغاد … خصاء للشعب عادل سمارة

تثيرني الدونية المتفاخرة، أشعر بالحُنُق اللامتناهي حين اسمع أو أقرأ أو أشاهد تحليلات أوغاد المرحلة وهم يتسابقون في وصف أو توقع أو رسم مسار عدوان الغرب على اي بلد عربي وخاصة سوريا والعراق واليمن ناهيك عن فلسطين. يتسابقون على وصف العدوان ومسار معداته أو طائراته أو جنوده أو عملائه من الإرهابيين ووصف الخسائر ووصف الوجع. لكن لا أحد منهم يجرؤ على تجاوز الوصف ومهارة الوصف في حالة أقرب إلى المنحرفين/جنسياً، كأن هؤلاء يقولون للوحش الغربي : “كل شيء جاهز للإتيان بوطننا”!

من يعتقد من الناس أن هؤلاء حين يثرثرون إنما يرسمون للسلطات المستهدّفة كيف تُقاوم، فذاك هُراء. فكل سلطة تعرف أكثر مما يعرفون.

فالمحلل على هذه الفضائية أو تلك، وخاصة اللواتي يزعمن خدمة المقاومة،  إنما يتحدث للشارع وليس للجيوش والحكام. ولذا، إن لم يكن أساس تحليله هو التحريض والتحشيد ضد الأعداء، تحشيد للضرب والمواجهة بكل اسلحة الأمة. إن لم يكن الهدف وبوضوح هو التصدي وملاحقة العدو كما قال وديع حداد “وراء العدو في كل مكان”، فهو تحليل في خدمة العدو، وبلا مواربة لأنه يُحبط ويُثبِّط الهمم. إنه يقول : “إنتظرو أن يُعتدى عليكم وأمركم لله”!.

لا يخفى أن أكثر “المحللين” يتقاضى أتعابا على ظهور حضرته! لذا يتقيد بتعليمات مالك المحطة. ومالك المحطة غالباً مرتبط وممول يسير طِبقاً لخطة مموله من جهة ، ويحتفظ بعلاقة ما، بخط سري ما مع أعداء مموله كي يكسب الدنيا والآخرة لأنه مع المقاومة لحظياً ولصالح الثورة المضادة على المدى الطويل لأنه كمرتزق لا يؤمن بانتصار الشعوب في النهاية، نعم لأنه ليس تاريخي الموقف والوعي.

لكن ماذا عن بعد آخر، اي الأخطر لماذا لا يقوم المحلل بالتحريض؟

ولكي لا يتغنَّج مثقفو الطابور السادس واللبراليين والمابعد حداثيين/ات، نقول للناس: إستمعوا إلى محطات العدو الغربي الذي يهدد بالعدوان علانية، سواء إخترع مبررا أم لم يخترع. فالعدو معتدٍ وبوضوح ووقاحة وصلف. فلماذا  يصمت هؤلاء عن التحريض عليه بل التحريض لقتله؟

كيف يُعلن العدو أنه سيقتل شعبك، بينما أنت أجبن من ان تقول: قاتلوه، ولا اقول على الأقل اقتلوه.
هل وراء هذا ارتباط معين تمويل معين من هذا العدو أو ذاك؟

يحضرني في هذا المعرِض إعلان عدو غربي تجميد حساب هذا الشخص أو ذاك مما يستدعي السؤال: لماذا لهؤلاء حسابات مثلا في أمريكا؟

ولعل الأخطر أن يكون هذا المحلل الصامت عن العدو أو ذاك حساب في الغرب أو تمويل من الغرب له مما يفسر صمته. فليس صعبا ابداً أن يستنتج هذا أو ذاك بأن الحد الأدنى هو الرد على القتل بالتحريض على القتل؟ 

دائماً يصمت من يقبض عن من يدفع له. ولكن نحن لن نصمت عن كليهما، وخاصة عن العدو الصهيوني والراسمالي الإمبريالي الغربي.