الأرشيف

تفاصيل مجزرة آل السكافي.. وقصة توأم التوجيهي “أنس وسعد”..!

 

 

فلسطين اليوم – غزة- (خاص) – الصفصاف – اوسلو 17-8-2014

منهم من يمسك مصحفاً.. وأخرون وجدوا بدمائهم الطاهرة على سجادة الصلاة.. وأخرون يأخذون قسطاً من الراحة (نائمون) .. وعلى بعد أمتار من المنزل المستهدف نجا قرابة 150 فرداً من قصف همجي بأعجوبة القدر.

9 شهداء من آل السكافي رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد أن باغتتهم طائرة حربية “إسرائيلية” من نوع أف 16 دون سابق إنذار لتعلن عن مجزرة جديدة تدلل على إمعان الاحتلال في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين لفشله في استهداف رجال المقاومة.

“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” زارت منزل السكافي لتكشف عن تفاصيل المجزرة التي وقعت قبل دخول الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها جيش الحرب لمدة 5 ساعات لنقل الشهداء والجرحى من مجزرة الفجر بحي الشجاعية بتاريخ 20-7.

شهداء المجزرة “أكرم محمد السكافي 63 عاماً والد لثلاثة شهداء هم “عبد الرحمن أكرم السكافي 22 عاماً، وشهيدان توأمان هما “أنس وسعد” 18 عاماً نجحا في الثانوية العامة (التوجيهي) حيث حصل أنس على معدل 88% علمي وسعد 91% أدبي”، وابن عمه الشهيد محمد حسن السكافي ونجله علي محمد السكافي، وأبناء عمومتهم مصعب الخير صلاح الدين السكافي، وعصام عطية السكافي، ومجاهد مروان السكافي”.

عائلة السكافى

تفاصيل مؤلمة..

حمزة السكافي شقيق الشهيد مصعب الخير يقول: “كنت في المنزل المجاور أصلي الظهر وكان بالمنزل أكثر من 150 فرد من العائلة نساء وأطفال ورجال وشباب، لم نشعر بصوت الانفجار لكن ما حصل هو تناثر للحجارة وسقوط للزجاج والأبواب ودخان أسود كثيف لم نفق إلا بعد مرور عدة دقائق”.

ويضيف حمزة الذي نجا من الموت لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”،: “بعد توقف الدخان والغبار وجدنا فتحات كبيرة في جدران المنزل واشعة الشمس لم نراها من قبل وبعد دقائق خرجنا من المنزل لم نجد منزل عمي الملاصق للمنزل الذي كنا نتواجد به حينها شعرنا أن مجزرة ارتكبت بحق العائلة”.

وبين أن الوضع حينها كان مأساوياً لم نستطع أن نسيطر على الموقف وقفنا لمدة عشر دقائق ونحن ننظر على بعضنا البعض دون رفع حجر واحد، المشهد فظيع ومؤلم، ثم وجدنا الشهداء تحت الركام وبحثنا عن التوأمان أنس وسعد لم نجدهما وبعد ثلاثة أيام وجدناهم عبارة عن جثث متحللة”.

قصة التوأمين..

لعل أكثر ما يؤلم العائلة هما الشقيقان “أنس وسعد” اللذان لم يفرحها بعد بنجاحهما في التوجيهي حيث أذرفت والدتهما الدموع عند نبأ استشهادهما قائلة: “لم أفرح بنجاحهما ولم أقدم لهما ما قدمته لأشقائهم الشهداء والأحياء من الحلوى والعصائر عند نجاحهما”.

يداها ترجفان ودموعها تسيل على وجنتيها متمسكة بحبل الصبر، وهي تضيف: “قبل استشهادهما بيوم ذهب التوأمان إلى السوق واشتريا التمر والفواكه على أن ياكلا بعد الإفطار لكنهما استشهدا قبل أن يتذوقا التمر والفواكه، وقبل أن أحقق لهما ما طلباه مني بإعداد صينية كنافة لأقدمها إلى أصدقائهم وأصحابهم بنجاحهما في التوجيهي”.

هنا ومع هذه الكلمات المؤثرة انخفض صوتها وبدأت ألامها تشتد وقلبها يتفطر حزناً على أبنائها وزوجها وهي تقول: “لم أنفذ ما طلبه مني أبنائي”.

“كنا نربي حمام ودجاج على سطح المنزل وقبل صبيحة يوم المجزرة قرر زوجي اكرم مغادرة المنزل كباقي الجيران بعد دخول هدنة الـ5 ساعات، ما دفعه لفتح الأبواب أمام الحمام والدجاج خشية من تأخر العودة للمنزل نتيجة الحرب لكنه غادر الحياة إلى دار الخلود قبل سريان الهدنة بنصف ساعة” القول لزوجة الشهيد أكرم.

لن ننسى الذكريات..

وعلى ركام المنزل تجد الدماء وذكريات مليئة بالحب والإخلاص والوفاء حيث يقول “أبو يحيى” نجل الشهيد أكرم لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: “لقد استشهد والدى وأشقائي الثلاثة ولكن ذكراهم تفوح ورائحتهم تملاء المكان وابتساماتهم وضحكاتهم واخلاصهم لله عز وجل يشهد عليها الركام وكل جوانب البيت”.

وعن أخر الكلمات مع والده قال: “كنت أئم المصلين بالتراويح أدعى على اليهود وبعد الانتهاء من الصلاة قال لي يا بني: “أثناء الدعاء تمسك بما قاله الله عز وجل وما تحدث به النبي صلى الله عليه وسلم”، مشيراً إلى أن والده أكرم كان مربياً فاضلاً مخلصاً علمنا على حب الدين والإخلاص للجيران والتعامل مع الناس بصدق ووفاء”.

عائلة السكافى

إشارات مؤثرة..

وفي مشهد مؤثر يقف “معين” والد الاستشهادي محمد السكافي عام 2003 يؤشر على مكان الشهداء حيث قال: “هنا –مؤشراً على الحفرة- انتشلنا جثمان التوأمين بعد ثلاثة أيام من استشهادهما، وهنا –مؤشراً على ركام كبير- استشهد عصام ومصعب الخير، وهنا – مؤشراً إلى إحدى الغرف التي كانت موجودة- انتشلنا جثمان باقي الشهداء وجدناهم نائمين”.

“يقولون إن بكا الرجال فإن المصاب جلل”، معين لم يتمالك نفسه لما شاهده من جثامين أبناء عمه وهي تحت الركام فذرف الدمع وهو يقول: “حسبي الله ونعم الوكيل، على اليهود وكل من تعاون معه وعلى كل من لا يقف مع المقاومة”، مشيراً إلى أن المقاومة خير مُعيل في هذه المحنة وهذا المصاب داعياً الله عز وجل أن يثبت أقدام المقاومين ويسدد رميهم ويصوب رأيهم.

وكان الاحتلال الإسرائيلي شن حرباً ضروس على قطاع غزة بتاريخ 7-7-2014 ارتكب خلالها العشرات من المجازر بحق العائلات الفلسطينية فمنهم من استشهد لهم 30 فرداً وأخرين أستشهد لهم 20، ووفقاً لوزارة الصحة بغزة فقد استشهد نحو 1981 شهيداً فيما جرح أكثر من 10 آلاف مواطن.

اترك تعليقاً