الأخبارالأرشيف

“جثامين الشهداء” – محمد شكري وشاح

في ظل الصراع العربي الفلسطيني (الإسرائيلي) منذ سبعة عقود، لم يتوانى الإحتلال ولو للحظة عن إتباع وإختراع وسائل تُطيح بعزيمة وقوة هذا الشعب ومقاومته الشعبية والمسلحة المكفول بها قانونياً لأي دولة تحت إحتلال،  هنا نتحدث عن الإغتصاب للقوانين والمواثيق الدولية من إحتلال يعتبر الأبشع  بالعالم يخشى الفلسطيني حياً أو ميتاً فيحاول كسر إرادة وعطاء أبناء الوطن من خلال فرض عقوبات على ”جثامين الشهداء“ بحجزها أو المعنى الأدق لهذا الفعل ”سرقتها “.

عائلة السلول اخر الضحايا لهذه العربدة القانونية، عندما لبى نداء الأرض كمثل عشرات الألاف في التظاهر السلمي بتاريخ 30_3_2018  من مسيرات العودة المقامة على الشريط الحدودي لقطاع غزة مع الكيان المحتل إحياءاً لفعالية يوم الأرض فأطلقت رصاصات غادرة من قناصين وكأنهم بحلقة تدريب على أجساد المتظاهرين السلميين ليسقط فراس السلول 24 عاماً مستشهداً على الفور،  لم يكتفوا من قتله ورؤية دمائه بهذا الحدث الإجرامي بل سرقوا جثمانه هو ورفيقه الشهيد محمد الربايعة واللذان استشهدا معاً بنفس الحادثة وهو جاره في نفس المخيم ليكونوا رفاق الصحة والمنام ويستغل الإحتلال عتمة الليل ليسحب جثمانيهما ويضاعف الوجع على ذويهم. 

الأستاذ زهير السلول والد الشهيد أكد بأنه تم التواصل بين الصليب الأحمر وجهات حقوقية فلسطينية مع الجانب (الإسرائيلي) وحتى الآن لم يرسل الاحتلال جواباً رغم استخدام كل الوسائل الضاغطة على الطرف الآخر،  إلا أن بجاحة الإحتلال حسب وصفه ترفض تلك المطالب بعودة الجثامين لذويهم والذي أعتبره حق لكل عائلة شهيد أن تلقي النظرة الأخيرة وتودع إبنها.
وكذّب ايضاً الرسالة (الإسرائيلية) التي تدعي بأن سبب إطلاق النار عليهم كونهم مسلحين وكانوا بحوزتهم سلاح وهذا ما نفته العائلة مؤكداً والد الشهيد بأن نجله ذهب الى المسيرة بلباس مدني دون اي سلاح، وتم فقدانه من قبل الأهل في ساعات المساء الى أن جاء الخبر من سكان المناطق الحدودية بإطلاق النار مباشرة على نجله وصديقه محمد الربايعة ليسرق الإحتلال جثمانيهما معاً بعد ذهابهم سوياً واستشهادهم معاً.

وقالت والدة الشهيد بصوتها المبلل بالدمع على فقدان فلذة كبدها ” كان نفسي اشوفه وأضمه وهو عريس، بس هلقيت حتى وهو شهيد مش قادر اشوفه عشان أودعه “

وفي هذا السياق حذر مركز القدس من قيام الإحتلال الصهيوني بسرقة اعضاء الشهداء من خلال استئصال بعضها أو إجراء تجارب على بعضها الآخر.

وسجل مركز القدس جملة من شهادات لأسر الشهداء، والتي تشير بشكل واضح الى استئصال بعض اعضاء الشهداء في انتفاضة الأقصى وما سبقها من انتفاضة الحجارة. 

وحسب الحملة الوطنية لإسترداد جثامين الشهداء، تحتجز سلطات الاحتلال (الإسرائيلية) 160 جثماناً لشهداء فلسطينين إما في مقابر الأرقام والتي خصصت لدفن هذه الجثامين، أو في ثلاجات الموتى

محمد شكري وشاح