الأرشيفوقفة عز

حول مقالة رشاد أبوشاور، ورد السيد دغلس وندوة فيينا – نضال حمد

أولا اشك بقدرة الكاتب على فهم اللغة العربية بشكل جيد ودقيق يسمح له بهذه الإساءة وهذا التلفيق وقلب الحقائق مثلما جاء في رسالته وبعض تعليقاته في القدس العربي وغيرها من الأمكنة. لأن حديث الكاتب الكبير رشاد ابوشاور شامل وعام ويتصل بالفلسطينيين كلهم كجالية وليس بمؤسسة تحمل هذا الاسم هنا أو هناك في أوروبا.

كنت حاضرا ندوة رشاد التي هي بالأصل ندوة عن كتابي أنا ( في حضرة الحنين) الذي عرضته مع رشاد في فيينا خصيصا. وحضرتها شخصيات فلسطينية مرموقة في النمسا. وحضرها أيضا رئيس الجالية الفلسطينية الفخري د. جورج نقولا وسمع هذا الكلام بنفسه من رشاد في المحاضرة حين دعا رشاد الجميع للوحدة على ثوابت شعب فلسطين ومن اجل أطفالنا وعائلاتنا وثقافتنا ومقاومة شعبنا وفلسطيننا. وأذكر ان الصديق د. جورج نقولا قال لي ان محاضرة رشاد كانت ممتازة. وتحدث بنفسه مع الأديب الكبير رشاد ابوشاور. وقد خرج الحضور جميعهم سعداء بتلك الندوة وما دار فيها من نقاش سواء حولي وحول كتابي أو حول الثقافة الفلسطينية، والواقع الفلسطيني هذه الأيام. وبعد أيام طلبوا لقاءا وحوارا ثانيا مع رشاد في نفس المقر تعبيرا عن سعادتهم وفرحتهم باللقاء الأول ومادار فيه من نقاش جاد وايجابي وهادف.

لا ادري لماذا لم يحضرها رئيس الجالية هناك الأخ منذر مرعي. وأثمن له دعوته للأديب والروائي الكبير رشاد ابوشاور للقدوم الى فيينا لسماع وجهة النظر الأخرى وآمل أن يكونوا جادين في عرضهم هذا.

ان محاولة السيد دغلس الإساءة لشخص رشاد والقول انه حضر سنة 2009 الى فيينا للمشاركة في مؤتمر اتحاد الجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في الشتات – أوروبا، على حساب الجالية، ليس أكثر من كلام تافه وسخيف. لان الضيوف الرسميين ومنهم رشاد ابوشاور والمطران عطالله حنا وتيسير قبعة وماهر الطاهر وفاروق القدومي ابو اللطف وآخرين.. وأعضاء الأمانة العامة للاتحاد تكفلت الأمانة العامة بإقامتهم وهذا طبيعي لأنها الجهة التي دعتهم. وذلك عملا بقرارات اجتماع برشلونة للأمانة العامة قبل المؤتمر وكان يومها الدكتور جورج نيقولا مازال عضوا في الأمانة العامة للاتحاد. والسيد دغلس ليس عضوا في الاتحاد ولا من قادة الجالية في النمسا حتى يفتي بما لا يعرف به. فضلا عن انه ساهم طويلا في التشهير بالاتحاد المذكور والقائمين عليه وفي شق صفوفه بمؤتمر فيينا سنة 2009.

سفارة السلطة الفلسطينية او فلسطين او المنظمة في فيينا سواء حضرت او لم تحضر( وهي لم تحضر لا نعرف لماذا)، مع انه من واجبها حضور فعاليات فلسطينية ثقافية هامة. ويجب عليها متابعة ذلك وعدم انتظار دعوات للمشاركة. هعلى كل حال موضوع السفارة ليس ذات علاقة بالموضوع وتم حشره من قبل السيد دغلس بغية تحريض البعض على رشاد والقائمين على الندوة والدعوة. ومنهم المناضل العروبي الفلسطيني الوطني المهندس سعيد الخضراء.

وبالمناسبة فقد وصلت الى فيينا قبل رشاد بيوم فيما وصل هو من عمان متأخرا يوم الأول من أيار وكان عيد العمال. لم أر في مسيرة الأول من أيار سوى سعيد الخضراء ( ابن السبعون عاما) يحمل لوحات وشعارات مؤيدة لفلسطين ومدينة للصهاينة، وكان معه شاب فلسطيني في مقتبل العمر اسمه احمد بالإضافة لبعض النمساويين، وللشابة منى الدزدار عضو البرلمان النمساوي، الفلسطينية الأصل، كانت تسير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي لأنها من قيادة الحزب.  أين كان أبناء الفلسطينيين في فيينا.؟ أين كان أعضاء الجالية؟ وأين كان السيد دغلس في الأول من أيار؟..

في الختام يجب التذكير انه لا توجد مؤسسة سواء كان اسمها مؤتمر فلسطينيي أوروبا او اتحاد الجاليات أو اسمها جالية فلسطينية هنا او هناك  في أوروبا تمثل الفلسطينيين كلهم في أوروبا. الفلسطينيون في أوروبا مثلهم مثل كل الفلسطينيين أينما كانوا منقسمين ولهم مئات المؤسسات العاملة في النمسا وأوروبا كلها. وتعقيبا على تعليق احدهم في القدس العربي الذي اتهم كل الفلسطينيين في المنافي والشتات بعدم عمل أي شيء لفلسطين، أقول لهذا الشخص اتقي الله يا رجل.. فالجالية الفلسطينية في النرويج والفلسطينيين هناك عملوا الكثير لأجل فلسطين و أرسلوا مساعدات منذ عشرات السنين. وهذا ينطبق على الآخرين وان كان بتفاوت.

رشاد في كلمته في فيينا دعا للوحدة والتكاتف والعمل لأجل فلسطين، وثوابت شعب فلسطين، وقضية فلسطين، ومقاومة أهل فلسطين، بعيدا عن السلطتين في رام الله وغزة وصراعهم على المراكز والنفوذ في ظل الاحتلال والحصار. وكرر نفس كلامه في غوتبروغ بالسويد على هامش احتفالية ذكرى النكبة وكذلك في اللقاء الثقافي مع الجالية الفلسطينية في دورتموند واتحادي المهندسين والأطباء والصيادلة الفلسطينيين هناك. أما بعض الردود والتعليقات السقيمة والمغرضة فلا تستحق الرد.

 

مع تحيات نضال حمد من أوسلو

* مدير موقع الصفصاف


www.safsaf.org

**

مقالة و رسالة السيد دغلس للقدس العربي وبعض المؤسسات ووسائل الإعلام ..

—– Original Message —–

From: Ahmed Daghlas

To: عبد الباري عطوان ; Palästinensische Gemeinde in Österreich ; palestine.mission@chello.at

Cc: alquds@alquds.co.uk ; amad ; Dr. med. univ. George Nicola ; edit@wafa.ps ; merai@gmx.at ; s704041 sary ; saidkhadra@yahoo.com ; wafa@w)afa.ps ; اعلام فتح ; أمد للاعلام ; وكالة معا

Sent: Wednesday, May 29, 2013 3:44 AM

Subject: رشاد ابو شاور ( كيف ) لك ان تستمرؤنا يا رجل

الأخ عبد الباري عطوان ….. حفظه الله

القدس العربي __  لندن

تحية طيبة وبعد

في صحيفتكم الموقرة إتهم الأخ الكاتب رشاد ابو شاور لمن يقوم على قيادة الجالية الفلسطينية في النمسا ، بتهم غير وطنية

كما هو مبين بالمقال المرسل لكم إنها تهمة بغاية الخطورة على صفحات صحيفتكم الموقرة الناشرة لمقال الأخ رشاد ابو شاور

الذي يعطي لنا حق المسائلة القانونية بفعل التشهير المتعمد وتهمة اخرى مدونة ادناه برجاء نشر المقال المرفق لتوضيح

االوضع المشين الغير مألوف من رشاد ابو شاور والقدس العربي ..؟؟

ودمتم

احمد دغلس

 

رشاد ابو شاور ( كيف ) لك ان تستمرؤنا يا رجل – أحمد دغلس

في مقال في القدس العربي اللندنية اليوم ،  تحت عنوان “” في شهر ايار التقينا .. بكينا وتمنينا “” يكتب الكاتب الفلسطيني الذي نكن له الإحترام والتقدير التالي  “” في الأيام التي قضيتها في فيينا التقيت بكثيرين من الجاليات العربية، و..الفلسطينية، ولمست بحزن وأسى الشروخ في الجالية الفلسطينية، وهي من صنع فلسطينيين اعتادوا واستمرأوا (الهيمنة)، وما عادت تعنيهم آلام شعبنا، ومتاهات قضيتنا “” إنتهى ألإقتباس

السيد الكاتب ألأستاذ رشاد ابو شاور …كيف تسمح لنفسك ان تعلن وتكتب عن من يقوم على الجالية الفلسطينية في النمسا هذا الإتهام الغير مبرر الذي لا يصدر إلا عن جاهل وانتم الملمين باهلنا ووطنا وشعبنا وأنتم تستاذذ بكل صغيرة وكبيرة فكيف بالله عليك سيدي الكاتب الذي نتمتع بقرائة افكاره ان يقدم على هذه التهمة دون ان يكون بيده الدليل وكيف يتهم فلسطينيين يقومون على العمل وممن مولوا بسخاء مؤتمر الجاليات الفلسطينية في النمسا  الذي حضرته شخصيا في فيينا والذي دفع جزء لا يستهان من تكاليفه وغرفة نومك ومصاريف إقامتك في فيينا وتذاكر سفرك …!!  اليس هذا حق ناقص بحق من قام وعمل وشارك بالمال واللوجستك والإقامة بالفندق عندما تحكم عليه الآن وبعد قدومك لفيينا ثانية بالمستمرء والمهيمن وما عادت تعنيهم آلام شعبنا ومتاهات قضيتنا …ّّ !!

عجبا الأخ رشاد ابو شاور الذي نتمنى عليه الحكمة ونتمنى عليه الإعتذار الواضح لهذه الكلمات المسيئة ولهذا النعت الا وطني الذي يحمل في طياته الكثير من الجهل والتعصب وعدم الوقوف على حقيقة الأمور وإن كانت …هل سمعت الطرف المستمرء ..؟؟ وهل عرفت ماذا تعني ومن تعني …؟؟ اشخاصا وعائلات فلسطينية ملتزمة وطنية ..؟؟ وهل عرفت الحقيقة لتحكم هذا الحكم الا وطني على مناضلين شرفاء إستقبلوك برحاب وساهموا في راحتك  من السفير حتى آخر شخص في الجالية الفلسطينية في النمسا ؟؟؟

لقد تعودنا على مثل هذه الأهازيج التي يصدح منها الظالم ، معلوم بغيرالمعلوم عند الطرف الأخر… ثرثرة لا تمت بالحقيقة وإن كانت الحقيقة فحقك يا سيدي الكاتب ان تكتب وتعلن اكثر وبما تشاء … لكن ليس من حقك  ان تعمم التهمة لمن يناضل ويدفع من جيبه الخاص على مدار عشرات السنين ليأتي واشي يوشي لكاتب …،،،  الذي بدوره يشوه الحقيقة دون معرفة الطرف الآخر …؟؟ وهو الكاتب الذي يدافع ومن رواد الحقيقة التي نقرؤها فيما يقول ويكتب بالفلسطيني .

اهلا وسهلا إن كنتم تريدون الحقيقة فإننا مستعدين مرة اخرى بمصاريف إقامتك لتقف على الرأي الآخر وبعدها كن كما تريد ان تكون … فهذا حقك الشخصي الذي لا يتطاول عليه احد كما هو حقنا الذي لا نسمح ان يتطاول عليه احد ولوكان من كاتب يستاذذ على كل ناصية ومدينة إنه حقنا لا خلاف ولا هوادة به  (عفوا ) وإن كان  رشاد ابو شاور او من غيره .

احمد دغلس

***

في شهر أيّار التقينا..بكينا وغنينا!- رشاد أبوشاور

ليالي الأنس في فينا! زرت فيينا ثلاث مرّات، كلها في شهر أيّار. هل يمكن لمثلي أن يزور فيينا للسياحة والتمتع بفيينا الجميلة العريقة، والغناء بهجة وطربا مع أسمهان: ليالي الأنس في فينا؟! في المرتين السابقتين دعيت للمشاركة في نشاطات فلسطينية ترتبط بحق العودة، في أيار 2005 و2009. في هذا الأيار دعاني الصديق المهندس المتقاعد الفلسطيني سعيد الخضرا، الذي يحمل الجنسية النمساوية منذ عقود، والذي درس الهندسة في النمسا، الناشط في أوساط الجاليات العربية، وفي لجنة الصداقة العربية النمساوية.
في لقاء بمقر رابطة الثقافة العربية، التي أسست بمبادرة من نشطاء الجالية المصرية، تكلمت بداية عن كتاب الصديق الإعلامي نضال حمد (في حضرة الحنين)، وأجبت عن أسئلة حول الثقافة الفلسطينية، ومأزق الوضع الفلسطيني بسبب الخلاف بين السلطتين.
في الأيام التي قضيتها في فيينا التقيت بكثيرين من الجاليات العربية، و..الفلسطينية، ولمست بحزن وأسى الشروخ في الجالية الفلسطينية، وهي من صنع فلسطينيين اعتادوا واستمرأوا (الهيمنة)، وما عادت تعنيهم آلام شعبنا، ومتاهات قضيتنا.

كان لا بد من زيارة بعض قصور فييناالعريقة، والتمتع ببعض جمال هذه المدنية الباهرة، ومتاحفها التي لا يمكن أن تفرغ من التردد إليها في أيام معدودات.
طيلة الوقت كنت أقارن بحسرة بين ما يتمتع به المواطن النمساوي من حقوق، والحقوق المنتهكة للإنسان العربي الممسوخ في ( كل دول ) العرب، ولا أقول بلادهم!

كل شيء في وطن النمساوي له، لراحته، لتمتعه، وهو بالمقابل يعطي للدولة التي تعطيه، وهكذا تمضي الحياة هنيئة كريمة..وهذا كان مبعث الغصة في القلب، فالعربي لا حقوق ولا كرامة له في ما يفترض أنها بلاده، والعربي لا وطن له في (وطنه)!

كثيرا ما تساءلت وأنا أتمشى في شوارع فيينا مع الصديق سعيد الخضرا: متى ستكون أوطاننا هكذا: نظيفة، ممتعة، جميلة، آمنة، يتوفر فيها كل ما يحتاجه المواطن؟!

هل أقول في ختام كلماتي القليلة عن فيينا التي قضيت فيها أياما ممتعة: لنا أصدقاء هناك؟ نعم: لنا أصدقاء تلتقيهم في الشارع، في النشاطات بمناسبة النكبة ـ يقاطعها فلسطينيون لا يطيب لهم أن ينشط أحد بعيدا عن هيمنتهم_ في لقاءات تتم صدفة أحيانا في المقهى..وفيينا مدينة المقاهي الجميلة، وبخاصة في ساحة أشتيفان، ساحة الكاتدرائية العريقة المبنية على الطراز الهندسي القوطي..والتي تتوسط فييناالجميلة، ومنها تتفرع الشوارع العريقة الباذخة، والتي عبرها يتوجه السائحون إلى أرجاء فيينا للتمتع بمدينة المتاحف، والقصور، والعراقة، والأناقة.

ملاحظة: المقاهي بدون شيش تلوث الجو…
لقاء مع الجالية في غوتنبرغ:

تلقيت من الجالية الفلسطينية في مدينة غوتنبرغ _ السويد دعوة للمشاركة في احتفالية أعدوا لها بمناسبة النكبة.

من فيينا توجهت إلى غوتنبرغ مع ابني فهد يوم 10 أيّار، وهناك التقيت بأصدقاء قدامى عرفتهم في سورية، تحديدا في مخيم اليرموك، وفي لبنان، أو عبر الهاتف، أو على الفيس بوك..وفي مقدمتهم الناشط صبري حجير.

في الفضاء الرصاصي هبطت بنا الطائرة في مطار المدينة، بعد أن عبرت بنا فوق بحيرات كثيرة متناثرة، وغابات ممتدة.

الطقس هنا قاتم، ثقيل، شمسه قليلة، ما أن تظهر حتى تختفي، ولكن دفء اللقاء أجج الذكريات التي عطرها استذكار رفاق رحلوا في ميادين المعارك ولا سيما في بيروت، وعلى أرض الجنوب.

التقيت بالصديق راضي الشعيبي الذي قدم من برشلونة، وهو رئيس الأمانة العامة لاتحاد الجاليات والفعاليات، والمؤسسات الفلسطينية في أوربه، ومن جديد بالصديق نضال حمد الذي بعد يوم واحد على عودته إلى أسرته في النرويج عاد بسيارته برا ليشارك في احتفالية الجالية في غوتنبرغ.

يوم 11 كان يوما حاشدا، فالمكان يضج بالأسر الفلسطينية التي حضرت مع أطفالها حاملة الأعلام الفلسطينية ـ لم أر علما لأي فصيل، أو شعارا لجهة ما ـ منشدة أغاني الثورة التي لا يريد تذكرها من تاهوا عن الطريق…

رقصت طفلات وأنشدن فاستنزفن الدموع من عيوننا، والأسئلة عن المستقبل.

تحدث ممثل الحزب الشيوعي السويدي فذكرنا بالخطاب الأصيل الذي يقول بعروبة فلسطين من نهرها لبحرها، وشدد الدكتور راضي على حق العودة، وضرورة تنظيم الصفوف في الشتات، وهو ما شدد عليه( أبوبسام) رئيس الجالية هناك…
دورتموند: حديث في الثقافة.

هبطت الطائرة بنا في مطار دوسلدورف، خرجنا من بوابة المطار فإذا بأحد الأخوة يلوّح لي. لم أكن قد عرفته من قبل، لكن ابتسامته طمأنتني أنا الذي تقلقني المطارات والحدود.

الأخ نعمان يوضح: كان الجو لطيفا لكنه انتكس..

توجهنا إلى السيارة التي تنتظر لتقلنا، وفيها الدكتور عمر، ثمّ بعد عناق تحركت السيارة، فإذا بنا نجابه بزحام سير، وهو ما أتاح لي أن أستمتع بمنظر الغابات الكثيفة التي تحف بالطريق الذي يأخذنا إلى مدينة دورتموند العريقة ..إحدى أهم مراكز الصناعة في ألمانيا.

عندما يلتقي الفلسطينيون فأنت لا تعرف من أين يبتدئ الكلام وإلى أين يمضي و يتشعب، وهو دائما مزيج من الحزن والألم والسخرية و..التأوهات!

تجول بنا الدكتور محمود في بعض أحياء دورتموند، فأدهشني طراز البناء وتشابهه من حيث المظهر الخارجي..وأناقته، واستقلاليته، فلا بنايات ضخمة، ولا صخب.

التقيت مساءً _ وأنا لم أعد اعرف متى يبدأ الصباح..وإلى متى يمتد النهار، _ بالدكتور هشام حماد رئيس الجالية في دورتموند، وتجولنا سيرا على الأقدام في وسط المدينة الجميلة الأنيقة، وامتد الحديث بيننا في أحد المقاهي، وقد حرصنا على الجلوس خارجا ليتمكن المدخنون من التدخين في (الهواء الطلق)، وبعد ساعتين تقريبا اقترح علينا أن ننال قسطا من الراحة استعدادا للقاء الجالية في الغد.

في اليوم التالي صباحا حضر الصديق نعمان واصطحبني أنا و(فهد) في جولة ابتدأت بوسط المدينة، ثمّ لنصعد على الجبل للتمتع بمشاهدة قلعة عريقة هناك، ولنطل على دورتموند ونهر الرور…

على جدران بعض البنايات ما زالت آثار الرصاص من الحرب العالمية الثانية، فهذه المدينة تعرضت لهجمات انتقامية تدميرية، لأنها كانت أحد أهم أماكن مراكز الصناعات العسكرية الهتلرية…

مصانع (كروب) التي زودت هتلر بكل أدوات الحرب ما زالت ترفع شارتها على واجهة بناء هائل. وجدتني أتمتم بمقطع من قصيدة (الأطفال والرصاص) للشاعر الكبير بدر شاكر السياب، وهي عن كروب والحرب:

ويبقى بعدنا كروب الجالب الموت والردى
ويبقى بعدنا كروب، تبقى المصانع

وها هي مصانع كروب..هاهو أحد عناوين الحرب العالمية الثانية التي كانت (الحاضنة) لولادة (إسرائيل) بفضل هتلر، الحليف (الحقيقي) للصهاينة بنعصريته ووحشيته.

مساء 17 أيّار التقيت مع الأخوة في الجالية، وجلهم أطباء ومهندسون، وكان الحديث في الثقافة الفلسطينية، ولذا أخذت راحتي في الكلام، فليس هناك ما نختلف عليه، فمن يتنكر لدور مبدعينا منذ مطلع القرن العشرين: شعراء، كتابا، فنانين ..وأهمية الثقافة في توحيد شعبنا بعيدا عن السياسات العقيمة التي مزّقت صفوف شعبنا، ومنحت الفرص للانتهازيين للعبث بقضيتنا.

في ختام اللقاء كان حوار مثمر وحميم، اختتمته بتقديم بعض أعمالي الروائية، فأعلن رئيس الجالية الدكتور هشام حماد وسط تصفيق الحضور عن تأسيس مكتبة للجالية بدءا بهذه الكتب…

في فيينا وغوتنبرغ ودورتموند ..التقيت بأهلي الثابتين على الإيمان بعروبة فلسطين من نهرها لبحرها.

 

روابط ذات صلة