الأرشيفثقافة وفن

حيفا – قصيدة أبو فرح/عاطف أبو بكر

{{{حيفا }}}

لو كنتُ ربّاهُ كاٌبن العمِّ مُتّجهاً
اليكِ حيفا لقلتُ الحُلْمُ يكفيني

هلْ تفتح الْلَوُّ ابواباً لعاشقها ؟
أو تغلقُ اللوُّ أبوابَ الشياطينِ

ما غِبتِ حيفا عن العينينِ ثانيةً
وحينَ أغفو تنامي الليلَ في عِيِني

حيفا تُعَشْعشُ في الوجدانِ من صِغَري
وليس عنها جمالُ الكون يغنيني

كم كنت أنظرُ من شبّاكِ منزلنا
في كلِّ وقتٍ أُحيّيها تُحيّيني

في الليل كانت بأضواءٍ مدجَّجةً
معاهُ ترسلُ أنسام البساتين

وفي النهار تراها العين في قيدٍ
فيغرقُ القلبُ في الذكرى ويُبكيني

فليس عنها بكلّ الأرضِ من مدُنٍ
مهما تكونُ للحظاتٍ ستلهيني

طفتُ العوالمَ من شرقٍ الى غربٍ
حتى وصلتُ لأرضِ الهندِ والصينِ

وكان طيفكِ طول الوقتِ يسكنني
وكان طيفكِ في المنفى يعزّيني

طال الفراقُ ولا أدري أمِن لقيا؟
أأُرسلُ القلبَ أم هل أنتِ تأتيني؟

أنتِ الحبيةُ لا يعدِلْكِ في الدنيا
إبنٌ وأخٌّ ، ففكّي القيدَ واٌحكيني

أنتِ العروسُ لبحرٍ كلّهُ مدنٌ
تقولُ حيفا ،جمالاً لا تساوييني

ما عدتُ حتّى أراها اليومَ عن بعدٍ
ولا أشمُّ عبيراً كالرياحينِ

ما زالَ يعبقُ في أنفي بهِ المنفى
عبيرُ حيفا وبيّاراتُ لِيِمونِي

حيفا ملّخَصُ أرضٍ كلّها اغْتصِبَتْ
أقامَ أهلي لها عيداً بسخنين

لا لستُ أبدِلها بالكونِ مجتمعاً
ولو بكلِّ صفاتِ القُبْحِ يرموني

هناك أهلي وأحبابي ومجتمعي
فيها تحَدّْدَ تاريخي كما ديني

فيها تكوَّنَ إحساسي الى أبَدٍ
ولو أصير به منفاي بولوني

فيها تحدّدَ إسمي ثمَّ عائلتي
أمّي اٌنتمائي وأَنَّي من فلسطينِ

فلو نُسِبْتُ بهِ المنفى الى بلدٍ
هواكِ يجري كدمّي في شراييني

لن تُفلحوا أبداً في وأْدِ ذاكرتي
ولو غرستمْ بقلبي ألفَ سِكّينِ

واٌستعملوا ألفَ إغراءٍ فلن يجدي
فليس كلّ كنوزِ الأرضِ تغريني

فقبلكمْ مُدنٌ في ساحلي أٌغْتصبتْ
ما غيّرَ الأسرُ ما في القلبِ قَرْنِيِنِ

ستونَ عاماً وما زالت عروبتها
بقادمٍ زاهرٍ بالنصر تُنبيني

إنّا على العهدِ يا حيفا وموعدنا
آتٍ ،ولو قيلَ أحلامُ المجانينِ

يا أجملَ الأرضِ والأوطانِ في الدنيا
اشكو اليكِ الهوى أم أنتِ تشكيني؟

لو لمْ أكنْ منكِ في أصلي وفي حسَبي
لاٌخْترتُ منكِ يميناً أن تعدِّيني

يا مجلسَ الأمنِ هل في الشوقِ مشكلةٌ
إرهابُ فوضى وخرقٌ للقوانينِ

أم أنّهُ الحلْمُ ممنوعُ على أحدٍ؟
إلّا اذا كان سمساراً وصهيوني

وهل أُعَدُّ أنا بالحلْمِ متهماً؟
(عداءَ سامٍ)، وإرهابي بتكويني

عليهِ سجّلْ بأنّي شيخُ إرهابٍ
ولتعقدوا اليومَ محكمةً ،ودينوني

ورثتهُ ذاكَ عن أهلي وقال أبي
وصيتي تلك أولادي، أطيعوني

أكلُّ هذا لأنّي ظلْتُ مقتنعاً
بأنَّ حيفا ترابٌ من فلسطينِ

حتّى المشاعر والذكرى محرّمةٌ
يا مجلسَ الزفتِ ،ما يبقى لنا اٌفتوني؟

واللهِ لو قطّعوا كاللحمِ ذاكرتي
بديل واحدةٍ تضحي كخمسينِ

وما يُوَقَّعُ باٌسمِ السلمِ في ليلٍ
عن رؤيتي تلكَ قطعاً ليسَ يثنيني

لا لن يبدّلَ لو سطراً بذاكرتي
ولن يُغَيِّرَ أهدافَ الملايينِ
فلتنقعوا كلّ اوراقٍ موقعةٍ
ولتشربوا كأسها المملوءَ بالطينِ

أوصيكِ بنتي،ثمار الحبّ يا فرحي
اهداء حيفا لبعضٍ من دواويني

هناكَ أمّكِ في أحضانها وُلِدَتْ
والحبُّ قد شاءَ منها أن تلاقيني

فضاعفَ الحبُّ في قلبي محبتها
لأنَّ حيفا وقبلَ الحبِّ تعنيني

ويومَ موتي فرشّوا بعض تربتها
عليَّ في القبرِ علَّ الرشَّ يحييني،،

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

ابو فرح/عاطف ابو بكر/٢٠١٤/١٠/١٠م،،،،،،،،،،،،

قبل يومين ،تعرفت على ابن عمٍ لي ،في اراضي
ال ٤٨،لم اعرفه من قبل ،وكان التعارف على
الفيسبوك،ووجدت ان له علاقة حميمة بالشعر،

وفي اليوم التالي،قرات على صفحته انه متجهٌ
لحيفا مع صديق له،فتخيلتُ لو كنت انا من معه
ولأن حيفا لها مكانة خاصة في قلبي،تفجرت
على الفور ،هذه القصيده،،واهديها له ،ولكل من
أحب حيفا وفلسطين ،من بحرها لنهرها كالبدر التمام،،

اترك تعليقاً