وقفة عز

ربيع فلسطين يجيء في الصيف

نضال حمد

الصور التي بثتها وسائل الإعلام عن قيام شرطة لحد الضميرية السلطوية الفلسطينية في الضفة الغربية بقمع تحركات وتظاهرات الشباب الفلسطيني تنم عن شيء واحد فقط لا غير ألا وهو أن هذه الشرطة في وظيفتها ليست أكثر من خادم للاحتلال وحارس له ولعملائه. فالشرطي الفلسطيني الذي يطلق النار او يرفع الهراوة ضد شاب او شابة فلسطينيين ليس فلسطينيا. والشرطي الذي يتمرجل ويتعنتر على فتيات رام الله ليس فلسطينيا ولن يكون منا. وقائد الشرطة الذي يلقي كعادته النفايات مبتسما في كل مرة تقوم بها شرطته بقمع الناس او التعاون مع الاحتلال ضدهم وضد مقاومتهم ، هذا البائد ليس وطنيا ولن يكون كذلك. وليس ضميريا ولن يكون صاحب ضمير لأنه أداة بيد الاحتلال ووسيلة من وسائله لقمع الشعب الفلسطيني.
 

يبدو ان الربيع في فلسطين سيأتي صيفا .. وشهر تموز يوليو الجاري الذي شهد عمليات اغتيال المبدع غسان كنفاني والمبدع الآخر ناجي العلي ن سوف يكون شهرا لتلبية دعوة هذان المبدعان بالثورة والتحرر والصمود والاستمرار والعودة والحرية والانتصار. فغسان كنفاني قال أن الإنسان قضية. وشباب فلسطين يقولون أنهم كلهم قضية لأجل قضية فلسطين. لذا جاءت مسيرة الأحد للتنديد بالمفرطين بالقضية، وبالاعتداء الذي قامت به الشرطة المحسوبة على الشعب فلسطينية .

على مدار أيام نهاية الأسبوع الفائت واصل الشباب الفلسطيني تظاهره السلمي ضد زيارة كانت مرتقبة لكن تم تأجيلها بعد العاصفة الشعبية المنددة بها وبالقبول السلطوي لاجرائها. فزيارة الإرهابي الصهيوني موفاز نائب رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني الذي اتفق مع عباس وأعوانه على القدوم الى مقر المقاطعة تعتبر وصمة عار ستزيد وجه السلطة قبحا وستقبح وجوه قادتها.

ردا على الزيارة ومشروع الزيارة تحرك الشباب للدفاع عن قضيتهم وما تبقى للفلسطينيين من كرامة وطنية تدوسها أحذية الاحتلال و نذالة المتعاونين معه من الطرف الفلسطيني. كان هدف التظاهرة الوصول الى مقر رئيس السلطة محمود عباس في المقاطعة لإيصال رسالة تقول له : انك لست فوق إرادة الشعب. ولأن الهدف هو رأس سلطة أوسلو ، سرعان ما باشر زعران اللواء الضميري من الشرطة اللحدية الفلسطينية الاعتداء على المتظاهرين وقمعهم بالقوة وبأساليب شرطية وأمنية غير حضارية ولا ديمقراطية متطورة جدا تعلموها في مدارس القمع الرجعية العربية بالأردن وتونس زين العابدين ومصر مبارك وبقية الدول الرجعية. وتم ذلك بتمويل ورعاية و بتوجيهات وإدارة أمريكية حرص خلالها الضباط الأمريكان على بناء جيل جديد في الشرطة الفلسطينية لا عدو له سوى المقاومة الفلسطينية وكل من يقول لا لأمريكا وللكيان الصهيوني وللمفاوضات الاستسلامية معهم. هذا الجيل من شرطة أوسلو المتعاونة مع الاحتلال هو الذي هاجم تحركات شباب وشابات فلسطين وقمعها بالقوة متسببا بإصابة واعتقال العشرات. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قامت الشرطة بالاعتداء أيضا على الإعلاميين والصحافيين واعتقال بعضهم ومصادرة معدات بعضهم الآخر. من ضمن الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداء على أيدي الأمن والمباحث -الضميرولحدية- مصور وكالة رويترز التلفزيونية سائد الهواري. كما واعتقل أيضا في رام الله المصور الصحافي أحمد مصلح خلال تغطيته التظاهرة قبل أن تفرج عنه مباحث رام الله، كما صادرت أجهزة الأمن السلطوية معدات التصوير الخاصة بالصحفي أحمد عودة لمدة ساعتين.

اللواء عدنان الضميري ( الرتب العسكرية في السلطة الفلسطينية تمنح كما اتفق) ، الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، أو لحد الصغير ،علل قيام قطعانه بقمع التظاهرات بعدم السماح للتظاهرات بالسير أو الوصول نحو مقر المقاطعة ، حيث مكاتب رئيس السلطة الفلسطينية ، الذي سبق له وتباهى كثيرا في عدد من المقابلات الصحافية والتلفزيونية حول ديمقراطيته وصدقيته وشفافيته. حتى انه قال وكرر ذلك في عدة مقابلات أن اليوم الذي سيتظاهر فيه فلسطينيون ضده سوف يكون معهم في التظاهرة وسوف يستقيل فورا من رئاسة السلطة. إن الذين لا يكترثون بمصير وطن ويقامرون بمصير شعب وقضية بإمكانهم قول و فعل أي شيء آخر.

الشباب الفلسطيني الذي رفع صوته عاليا يوما أمس وأول أمس ضد الشرطة الفلسطينية لم يفعل ذلك بسبب اعتداءات الشرطة على المتظاهرين فقط لا غير ، لا بل هناك مسألة أهم وهي ان الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة يشعر بأن هذه الشرطة لا تختلف كثيرا عن قوات لحد العميلة في جنوب لبنان إبان الاحتلال الصهيوني هناك. ولذا لم يصمت الشبان جراء استخدام العنف ضدهم، فهتفوا بهتافات ضد رجال الشرطة وضد السلطة. ولأن الشباب الفلسطيني يرى الى أين وصلت أمور فلسطين وقضيتها مع هذه السلطة التي فشلت في كافة الامتحانات التي خضعت لها منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.

على سلطة رام الله ان تعي وتفهم أن ربيع فلسطين سيكون اخطر ربيعا عربيا ستشهده المنطقة وسيعرفه شرق المتوسط. ولم يعد هناك كثير من الوقت لحلول هذا الربيع

الجمعة, 06 يوليو 2012 
نضال حمد