الأرشيفعربي وعالمي

رسالة مختصرة إلى العروبيين، وأهلنا في المغرب وأسرة الشهيد المهدي بن بركة.

عادل سماره
 
تحية عروبية وبعد،
ما نشرته جريدة ال جارديان البرجوازية البريطانية ضد الشهيد المهدي بن بركة، وبمستواه الرخيص والملفق من حيث الدلائل وخبثه من حيث التوقيت للتغطية على عدوان النظام الملكي المغربي ضد فلسطين والمغرب والأمة العربية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وعدم وجود فرصة في الإعلام للرد على كل هذا، فإنني أعتقد أن ردكم كان كافياً، ولا يستحق معسكر الثورة المضادة أكثر من هذا سواء على من كتب أو نشر.
لا تستغربوا، فالهجمة واسعة وبها “مساهمين” حتى فلسطينيين. شاهدوا المواقع الإعلامية لعزمي بشارة التي تقوم بتقويض التاريخ الفلسطيني، مثلا، ما كتبه صخر ابو فخر بأن ظاهر العمر الزيداني كان مجرد قاطع طريق، وما قاله عزمي بشاره نفسه بأنه “لا يوجد شيء اسمه فلسطين” وما ينشره تلفزيونه “العربي الجديد ” بأن ما حصل في ليبيا كان “ثورة” وينكر بغباء بأن ما حصل كان تدمير الناتو ضد ليبيا، وعن سوريا والعراق واليمن حدث ولا حرج. هي الثورة المضادة، التي يشارك فيها تمويلا وتجنيدا وإعلاماً عديد الأنظمة العربية وقوى الدين السياسي.
بل الأمر حقاً هكذا. فالاستهداف ضد الأمة العربية في موجته الأخيرة المتواصلة منذ 300 سنة يمكن فهمه فقط عبر فهمنا لمسألة الاستهداف.
لن أتوسع هنا، لكنني أود الإشارة إلى مسألة قد تخفى على كثير من الطيبين وهي:
قد لا يفكر كثير من الطيبين بأن المؤسسات وحتى الدول الغربية البرجوازية وخاصة المؤسسات الإعلامية هي اسيرة شبقها للمال وهذا يندرج في فهم الثوريين للراسمالية من حيث أنها مريضة باللهاث وراء التراكم إلى ما لا حدود للتراكم.
لكن الأمر يتضح أكثر حين تتأزَّم هذه المؤسسات وهنا أورد مثالين:
 
الأول: أن جريدة الجارديان، وخاصة بعد ان خلقت التكنولوجيا نقيضها في مستوى الإعلام والطباعة والنشر اي حلول الصفحات العنكبوتية محل الورق، اصبحت هذه الجريدة كغيرها تكاد تغرق ولذا، لا تكتفي بالإعلان عن طلب التبرعات كما هو في الإعلان اليومي أدناه، بل تذهب إلى بيع كرامتها وتاريخها المتعالي شكلانيا والوضيع فعليا، فتبيع صفحاتها للثورة المضادة كي تشوه ابطالا تاريخيين. وهنا لا يوجد اسرع من اللوبي الصهيوني/الإسرائيلي لالتقاط هذا العويل للمال فيدفع إلى هذه الجريدة وغيرها تلفيقات معينة مع رشوة مالية، ولا شك أن نظام المخزن الحاكم في المغرب يدفع لها من ثروة الشعب المجوَّع.
لذا، هنا فقط يمكننا فهم هبوط هذه الجريدة إلى هذا الحد لأنها كمؤسسة برجوازية وغربية عنصرية لا تتردد في لعب هذا الدور القذر.
■ ■ ■
“ادعم الجارديان ، مزود الأخبار لعام 2021
يعتمد الملايين على صحيفة الغارديان في تقديم تقارير نوعية ومستقلة تمت مكافأتها مؤخرًا بأعلى جائزة صحافة في المملكة المتحدة لعام 2021. مع عدم وجود مساهمين أو مالك ملياردير ، فإن عملنا خالٍ من التأثير السياسي والتجاري. وعلى عكس كثيرين ، نبقي صحافتنا مفتوحة لجميع القراء. كل مساهمة ، مهما كانت كبيرة أو صغيرة ، تحدث فرقا. ادعم The Guardian بسعر يبدأ من دولار واحد فقط. شكرا لك.”
لاحظوا الكذب في هذا الإعلان بأن عمل الجريدة “خالٍ من التأثير السياسي والتجاري” فهل هناك أوضح من هذه الصفاقة!
 
والثاني: دولة تشيكيا والتي في هذه الحادثة تمثل نموذجا على السقوط من أخلاقيات الاشتراكية إلى أخلاقيات رأس المال والتبعية والاستتباع. أذكر هنا حادثة واحدة، فممثلية تشيكيا هنا في الأرض المحتلة تطلب ممن درسوا في تشيكولوفاكيا سابقا أن يحضروا لقاء للابتهاج بذكرى سقوط الاتحاد السوفييتي ! ذلك لأن هذه الدولة اليوم تفتخر بأنها من أدوات الناتو أي اخطر مؤسسة عدوانية في التاريخ حيث تتشابه مع جيش روما القديمة.
فلو كانت هذه دولة في مستوى احترام الذات لقدمت من لفَّق ضد الشهيد بن بركة ملف تحقيق ومحاكمة.
ويجب ان لا ننسى أن تشيكوسلوفاكيا “الدولة الأم لتشيكيا الحالية” هي التي زودت عصابات اغتصاب فلسطين بباخرة السلاح الذي قلب مجرى الحرب لصالح الصهاينة.
لكن علينا أن نتذكر: أن كل هذا العدوان سواء من الجارديان او تشيكيا هو فقط، نعم فقط لأن العرب عشرات الدول والكيانات بأنظمة تابعة ومأخوذة بالاستتباع، وهذا يكشف أهمية العروبة. وللتوضيح، هل يجرؤ هؤلاء على كتابة سطر ضد اي صهيوني مثلا نتنياهون بينيت، بيرس، كاهانا!
 
● ● ●