الأرشيفوقفة عز

زهيه إبراهيم أحمد العوض من الرأس الأحمر مواليد ١٩٢٨وتوفيت سنة ٢٠١٣

نضال حمد:

بلدة الرأس الأحمر كما بلدة الصفصاف جارتها طهرتا عرقياً سنة 1948 ومعظم سكان البلدتين الذين بقيوا أحياء في ذلك الوقت غادروها الى لبنان. غالبيتهم استقروا في مخيم عين الحلوة بالذات. بعض النسوة الصفصافيات ونسوة الرأس الأحمر بقين مع أزواجهن في البلدات المجاورة.

الحاجة زهية ابراهيم العوض شقيقة جارنا المرحوم صالح ابراهيم العوض – أبو محمد وشقيقة جارتنا أم شحادة الشايب في المخيم. الحاحة زهية العوض هي والدة الصديقة والأخت سميحة نعامنة، وهي أيضاً والدة المحامي محمد نعامنة، الشخصية الوطنية المعروفة ومحامي الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. الحاجة كانت قبل النكبة تزوجت من المرحوم الحاج اسماعيل فايز اسماعيل شحاده.

عرابة البطوف واحدة من ثلاث بلدات فلسطينية تعتبرن بلدات يوم الأرض، “أرض المن” التي منها تفجرت هبة يوم الأرض دفاعاً عن أرضنا الفلسطينية التي قام الاحتلال بتهويدها ومصادرتها. في مثلث يوم أرض سقط الشهداء ليرووا بدمائهم-ن أرض الجليل.

البلدات الثلاث سخنين ودير حنا وعرابة مثل بلدة واحدة. في دير حنا كانت منذ ما قبل النكبة سنة ١٩٤٨ وحتى وفاتها قبل أيام تقطن عمتي عطرة حمد – أم فؤاد حسين. وفي عرابة البطوف كانت أيضاً منذ ما قبل النكبة وحتى وفاتها قبل عشر سنوات الحاجة زهية ابراهيم العوض تقيم مع زوجها وأولادها وذريتها.

عندما تعارفنا أنا وسميحة على الفيسبوك اكتشفنا أن هناك جيران وأقارب وأصدقاء ومعارف وعلاقات مشتركة عديدة موجودة بيننا. فأمها كما أسلفت شقيقة جيراننا بالمخيم. وأقاربها في لبنان والإمارات أصدقاء لبعض أفراد عائلتي.

شخصياً أملك علاقات صداقة مع عدد لا بأس به من أهالي ومناضلي عرابة البطوف، بلدة أبناء البلد وليس فقط ولا أريد تعداد اسماءهم كي لا أنسى أحد، سأكتفي بذكر شخص واحد منهم حيث جمعتني به وبعائلته منذ سنوات علاقة صداقة وهو الطبيب والشاعر أحمد نعامنة – أبو اياد – ابن عرابة المقيم في ضواحي البندقية بايطاليا. من كل ايطاليا صديقي أحمد اختار فقط البندقية ونعم الاختيار.

كان أحمد حدثني قبل سنوات وبداية تعارفنا أن والده في ال 48أصيب بجراح في معركة لوبية وغادر وتعالج في لبنان لكنه ما لبث بعد إقامة قصيرة جداً أن عاد الى الجليل. كما سمعت منه ومن الصديق سعيد هدروس ابن لوبية والمقيم في السويد قصة “طقم فناجين أو كاسات شاي” لعائلته أي آل هدروس بقي أمانة عند عائلة أبو ماهر حجو في دير حنا. ظل ينتظرهم طوال سنين النكبة. وعندما ألتقى أفراد من آل هدروس بدير حنا مع عائلة حجو، التي سلمتهم الأمانة كما استلمتها سنة النكبة. رفضت العائلة أخذ الأمانةولم يستلموها وتركوها في بلدة دير حنا جارة عرابة البطوف كي لا تصبح لاجئة ومشردة كما أصحابها.

رحم الله كبارنا وكبيراتنا ولا بد من عودة نهائية الى فلسطين.

نضال حمد – 20-3-2023

زهيه إبراهيم أحمد العوض
اسماعيل فايز اسماعيل شحادة