بساط الريح

سلام على صبر .. سمير القنطار – لور ايوب

«أم علي»: «لا تحزن يا علي.. والدك نال مراده»

حضر طيف سمير القنطار في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاده. بعض مقتنياته التي رافقته حتى لحظة استشهاده، عرضت في معرض «سلام على صبر» الذي افتتحته عائلته، أمس، في قصر الاونيسكو في بيروت.

ساعة ضخمة وضعت على مدخل المعرض، مصحوبة بعبارة «فلتنطق الساعة بصمت السنين.. ولتعلو صرخاتها لتحكي اسطورة سمير القنطار».

هناك، وُضع سلاحه الرشاش ورداؤه العسكري أمام جدول زمني على هيئة صور للقنطار، من مرحلة الطفولة الى انخراطه في صفوف «جبهة التحرير الفلسطينية»، وصولا الى لحظة وقوعه في الأسر، فالسنوات الطويلة وراء القضبان ومن ثم الإفراج الأسطوري عنه غداة حرب تموز 2006.

ضم المعرض أيضا صور زواجه من الإعلامية الزميلة زينب برجاوي وولادة ابنه علي، واستكمال مسيرته النضالية مع المقاومة في سوريا وصولاً إلى استشهاده قرب دمشق بصاروخ إسرائيلي معاد.

حضر في المعرض أيضاً، إضافة إلى شهادته الجامعية ومقالات صحافية ودروع، إرث من الرسائل، كان قد أرسلها القنطار من المعتقل الى جهات متعددة في لبنان، ومنها رسالة الى رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص في 28 تموز 1999، يدعوه فيها الى التحقيق بمصير المفقودين خلال الاجتياحات الاسرائيلية للاراضي اللبنانية، لا سيما الكشف عن مصير المناضل يحيى سكاف.

أمام محبي القنطار ممن أتوا للقاء مع إرث الشهيد، وقفت زينب برجاوي (أم علي) بثوبها الاسود، وعرضت تقريراً أضاءت فيه على القنطار الأب والزوج، وخلصت الى التوجه إلى ولدهما علي لتقول له: «فرحنا أن والدك حقق ما كان يصبو إليه، فلا تحزن يا علي فهو استشهد لأنه يحبك».

في وقفتها الثانية أمام الحاضرين، تحدثت كإعلامية، لتعلن عن انجاز وثائقي من ثلاثة أجزاء، بالتعاون مع «قناة الميادين»، يوثّق مسيرة سمير القنطار ويعرض في أوائل 2017.

أكدت زينب برجاوي لـ «السفير» أن الاحساس مزدوج، بين الدور العائلي الذي تقوم به إلى جانب ولدها علي وبين الدور الإعلامي المقاوم الذي تتصدى له كرسالة، مشيرةً الى التحديات التي واجهتها لإنجاز الوثائقي والمعرض في مهلة زمنية قصيرة.

وكان المنبر لرئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي رأى أن «سمير عرف المقاومة كنبض حياة»، مضيفاً، «لولا سمير وأهله المقاومون، لما كان لأحد أن يحلم بالانتصار». وأضاف: «عندما نفتقد المقاومة نفتقد الصمود»، مؤكداً أن «مستقبل الأمة والمنطقة بالمقاومة». وأشار رعد الى «ان القنطار امضى ثلاثين عاماً في الأسر، رافعاً صوته ضد جرائم الاحتلال الاسرائيلي».

أما علي ابن سمير القنطار، فقد حاز على اهتمام الحاضرين. كان يرتمي بين احضان عمّه الزميل بسام القنطار محاولاً الاختباء من العدسات كما من عيون محبين بدوا كمتهمين برشقه بالقبلات.

ويقول بسام القنطار شقيق الشهيد إن «عنوان المعرض (سلام على صبر)، يجسد الصبر الذي اعتاده سمير وراء القضبان». ويضيف «خرجنا من أسلوب الخطابات التقليدي، وأردنا ان نحتفل بذكراه بعرض رحلته منذ الأسر، مروراً بمقتطفات من وراء القضبان، الى تحريره ومن ثم استشهاده». ويدعو الى «زيارة المعرض المستمر حتى الساعة السابعة من مساء اليوم».

من بين الصور المعلّقة، صورة يظهر فيها سمير الى جانبه المناضل أحمد الأبرص وهو زميل القنطار في عملية «نهاريا» ورفيق السجن لسبع سنوات ونصف. يقول الأبرص لـ «السفير» إن «سمير لم يصل إلى ما يصبو إليه إلا باستشهاده»، ويضيف، «أحسده اليوم، لانه قدم حياته وسبقنا بأشواط». ويرى الأبرص أن «الطريق الذي عبره سمير صعب وكله أشواك، لكن يجب أن نتحمل ونحمل راية العروبة في الزمن الذي يعمد فيه البعض الى التخلي عن تلك الراية».

السفير*

اترك تعليقاً