وقفة عز

سليم أبو جبل وفيلمه “وادي روشميا”..حاوره نضال حمد في اوسلو

اعداد وحوار نضال حمد في اوسلو.

في وادٍ يسمى وادي “روشميا” ويقع على تخوم مدينة حيفا الساحلية الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1948، تقع براكية العجوزان الفلسطينيان. بطلا فيلم سليم ابو جبل.

تباغث بلدية المدينة العجوزان حين تصدر قرارا بشق شارع يمر في الوادي وفي قلب البراكية، التي اتسعت وكبرت فيما بعد، واحيطت بالاشجار والزريعة والورود، وصارت مرتعا وملعبا للعصافير وللطيورالمغردة. هكذا اعاد العجوزان الحياة والروح للأرض.

في البراكية التي تمثل عنوانا للنكبة الفلسطينية وللجوء وتشرد أهل فلسطين داخل وخارج فلسطين المحتلة. هناك عاش العجوزان وحدهما بعيدا عن الاحتلال وعن المدينة، حياة بدائية، يأكلان مما يزرعان. ويمارسان حياة الفلاحين الفلسطينيين الذين اقتلعوا من حقولهم وبساتينهم وارضهم، تحت شعار الصهاينة الكاذب ” أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.

هذا الفيلم الوثائقي الأول للمخرج سليم  ابو جبل يتميز بإيقاعه البطيء، بالصمت المطبق احيانا. وتلك صفات من حياة الزوجين اللذين لم يعودا يجدان شيئا يقولانه. أي ارتبط لسان كل منهما عجزا عن التعبير وعن مرارة الواقع وألم الهجرة واللجوء من جديد. لذا تراهما يدخنان السجائر بنهم طيلة مدة الفيلم.

فيلم روشميا هو فيلم يظهر كيفية مقاومة الفلسطيني في قلب فلسطين التاريخية 1948 للاحتلال الاستئصلاي الاحلالي.

هنا لقاء اجريته مع سليم ابو جبل على هامش مشاركته في ايام الفيلم العربي في اوسلو الاسبوع الفائت.

اخي سليم احكي للقراء عن نفسك ..

انا اصلا من منطقة الجولان السوري المحتل من بلدة مجدل شمس.

اشتغلت فترة في حيفا كصحفي ومن خلال عملي هناك عملت تقرير عن عجوزين فلسطينيين يعيشان في ( براكية ) كوخ. ويومها اي في سنة 2005 وكأنما رأيت خيمة اللاجئ الاخيرة التي مازالت قائمة. هذا اللاجئ الذي لم يتخلى عن الخيمة ولم يتخلى عن البراكية في الوقت الذي كل المخيمات اصبحت اسمنتية، هذا الشيء شدني جدا.

شو يعني روشميا؟

روشميا هو اول فيلم وروشميا كلمة آرامية ( روش ميا ) اي رأس النبع.

 بدأت التصوير شوية شوية لانني كنت اهتميت بالعجوزين وبعدين زدت التصوير والمتابعة لأن البلدية قررت شق شارع في المنطقة – مما ادى في النهاية لجرف الكوخ – وتابعتهما، والموضوع اخذ معي تسع سنوات من المتابعة. من سنة 2005 حتى رأى الفيلم النور في 2014.

التمويل؟

 التمويل من صندوق انجاز في دبي ومن صندوق الدوحة في قطر من آفاق وصندوق شاشة بيروت وطبعا بدون ادنى شك انا ماكان بدي اي دعم ( اسرائيلي) وبالتالي انتظرت طويلا حتى حصلت على دعم عربي.

فيلمك حاصد الجوائز ..

الفيلم يشارك في كثير من المهرجانات والافتتاح كان في مهرجان دبي 2014 وحصل على جائزة لجنة التحكيم. كذلك في مهرجان تطوان  نال جائزة افضل فيلم وثائقي. وكذلك في مهرجان  ميد فيلم في روما كأفضل فيلم وثائقي وكان ايضا في مهرجان ( إدفا ) الذي هو أهم المهرجانات للأفلام الوثائقىية. وفي الجزائر ايضا جائزة لجنة التحكيم وبالمجموع نال الفيلم سبع جوائز حتى الآن.

الفيلم الآن يدور في كل مكان. وحاليا هي جولة مهرجانات عربية لانني قادم من مهرجان الفيلم العربي في برلين وايام الفيلم العربي في اوسلو و نورديك فيلم فيستفال في السويد. وسوف يكون في كثير مهرجانات عربية، بالاخص بعد ان عمل لفة جيدة. وكان ايضا في مهرجان ادف الذي هو من افضل المهرجانات الوثائقىية.

وماذا عن الجديد؟

هناك اكثر من مشروع اشتغل عليهم لكن ما في مشروع واضح كي اكمل واعمل عليه، لانني اعمل على اكثر من مشروع بنفس الوقت. لكن في قصة عم تتطور شوية معي، وهي تحكي عن عالمة آثار بريطانية تحضر الى قرية اجزم ( فلسطين المحتلىة 1948 ) لاجل ان تقوم في الكرمل ببعض الابحاث وتلتقي هناك بامراة فلسطينية، وهذه المرأة تصبح مساعدتها الأولى في التنقيب وتكتشف المرأة الفلسطينية اكتشاف كثير كبير ولكن التاريخ ما بيذكرها كثير، فجأة بتظهر لها صورة مع عالمة الآثار البريطانية، وانا اتكلم احاول احكي قصتهما معا. قصتهما هي:

 اين ذهبت المرأة بعد التهجير ( بعد النكبة 1948 ).؟.

 اين ماتت؟

 اين اولادها.؟

 وكيف فعلا كانت ممكن تكون عالمة آثار…؟

 اي بمعنى كان عندها موهبة مخيفة بالبحث والتنقيب عن الآثار. وهذا الشيء يتكلم به ويتحدث عنه اليوم الدارسين الاوروبيين، يتكلمون ويتحدثون عنها.

حاوره نضال حمد في اوسلو – ابريل نيسان 2016*

اترك تعليقاً