الأرشيفثقافة وفن

سيادة المطران عطا الله حنا يعزي بوفاة الشاعر والأديب الفلسطيني حنا ابراهيم

سيادة المطران عطا الله حنا يعزي بوفاة الشاعر والأديب الفلسطيني حنا ابراهيم ابن قرية البعنة في الجليل

القدس – تودع بلادنا المقدسة اليوم ابنها البار الشاعر والاديب الراحل حنا ابراهيم الياس ابن رعيتنا الارثوذكسية في البعنة وابن شعبنا الفلسطيني الذي كان مدافعا صلبا عن حقوقه وانتماءه لهذه الارض المقدسة .

ان فقيدنا والذي سيوارى الثرى اليوم في مسقط رأسه البعنة كان رمزا من رموز الثقافة الفلسطينية وكاتبا عمل من اجل خدمة وطنه واهله وقضى اعوامه في الشعر وكان احد ابرز مؤسسي مجلة الجديد التي نشر خلالها جل اعماله من شعر وقصص قصيرة .

ان الراحل يعد من اوائل الشعراء والكتاب الفلسطينيين المحليين المبدعين الذين وقفوا في طليعة شعراء الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية وقد كتبوا الشعر الوطني بعد نكبة عام 48 .

ان الراحل حنا ابراهيم هو من مواليد عام 1927 من قرية البعنة في الجليل وهي احدى قرى الشاغور وقد انهى دراسته الابتدائية في قريته البعنة اما الثانوية في مدينة عكا وترجمت بعض اعماله الى عدة لغات منها الروسية والانجليزية .

اليوم ستقام خدمة الجناز والدفن في كنيسة القديسة بربارة للروم الارثوذكس في البعنة.
ومن المدينة المقدسة نبعث بتعزيتنا القلبية الى اسرته وابناءه واقاربه وزملاءه واصدقاءه واحبائه الذين واكبوا مسيرته النضالية .

واليكم السيرة الذاتية للفقيد :

الكاتب الشاعر حنا ابراهيم ولد في قرية البعنة في الجليل في العام 1927. وكان الولد في تلك الأيام يحمل في الغالب اسم أبيه لا عائلته. حتى المرأة المتزوجة في عائلة أخرى كانت تظل تحمل اسم أبيها وعائلته لا اسم عائلة زوجها. وهكذا عرف كاتبنا بهذا الاسم مع أن اسم العائلة هو الياس الذي ينتمي الى عشيرة حدادين في الأردن حسب رواية شيوخ العائلة .

وبعد صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولتين: يهودية وعربية, عاد الى قريته البعنة. وهناك التقى بأعضاء من عصبة التحرر الوطني عادوا أو لجأوا اليها بعد سقوط حيفا في يد قوات الهاجاناه الاسرائيلية. وما لبث أن انتسب الى عصبة التحرر الشيوعية التي كانت تعمل سراً وينحصر نشاطها في الدعوة الى القبول بقرار التقسيم وتجنب حرب لا تبشر بخير .

كان حنا ابراهيم واحداً من مؤسسي مجلة الجديد التي نشر فيها جل انتاجه من شعر وقصص قصيرة. وفي العام 1972 أصدر أول مجموعة قصصية بعنوان أزهار برية, أتبعها بمجموعتي ريحة الوطن في العام 1978 والغربة في الوطن في العام 1982, وديوان شعر بعنوان صوت من الشاغور في العام 1983 وهي صادرة عن دار الأسوار في عكا .

وأصدر سيرة ذاتية كان جزئها الأول بعنوان ذكريات شاب لم يتغرب ، والجزء الثاني بعنوان شجرة المعرفة في العامين 1988 و 1996.

وفي العام 1989 أصدر مجموعة قصصية رابعة بعنوان هواجس يومية وديوان شعر بعنوان نشيد للناس في العام 1992.

كما أصدر ثلاث روايات: أوجاع البلاد المقدسة في العام 1997, وموسى الفلسطيني في العام 1998, وعصفورة من المغرب في العام 2000.

وكعامل في السياسة نشر مئات المقالات في شتى الصحف الصادرة في البلاد.

وفي العام 1996 منحه الرئيس ياسر عرفات وسام القدس للثقافة والفنون كما نال جائزة الابداع.

ترأس مؤسسة الأسوار لمدة عشر سنوات متطوعًا وساهم في العديد من الندوات والمؤتمرات والفعاليات الثقافية والسياسية.

حنا ابراهيم شخصية وطنية تميزت بالموقف الصادق الأمين.

نموذج من شعره :

الى أخي خلف الخط الأخضر – الأحمر
قلبي عليك بقدر ما قلبي معك
فاحسب حسابي حين تحصي أضلعك
نزعوه منك ولا يزال يقول لك
قدر علينا أن تظل مكافحًا
فيما أعيش مصابر
فاذا انتهى أمري فانقذ موقعك
واليوم جئت اليك أعرض نجدتي
ما في يدي حجر ولا في جعبتي
إلا بصائد أشتهي أن تنفعك
أوليست الأعمال بالنيّات
أم رهن لعمرك بالمكان وبالزمان

ها أنتذا بيد تقاوم منكسرا
وأنا أحاول باللسان
ويظل كل الشعر عندي
لا يوازي اصبعك
قالوا لنا نفس الرجال وانه يحيى الرجال
أصكّ هذا مسمعك
أتحسس حين يعربد الرشاش
اذ تعشى العيون من الدخان
وحين ترتطم الحجارة بالدروع
واذ يشد القيد معصمك المحطم
ان أنفاسي تدفّئ أضلعك
ماذا بوسعي أن أقول
وكان ضيّعني صغيرا
من كبيرا ضيّعك
أأقول بارك لأعينك
أحبّ شارون المليك
وغازيا أودى بابلك
ثم شتما أوسعك
أأقول هذي الأرض قسمها الى نصفين
كيما تقدمها على طبق على قسطين
وتقرّ معترفاً بألا قبرُ لك
بل قلت لو بعث المسيح
لما أحال الماء خمرا بل حجر
ولبارك الأطفال
حرضهم على المحتل حمّلهم حجر
وأهاب حتى بالخطاة
ليرجموه بالحجر
اذا أقول وكان ضيّعني صغيرا
من كبيرا ضيَّعك
أأقول للمتعطشين الى الأراضي والدم
هل غادر المحتل من متردم
بل قلتها وأقولها
لبقية العظماء في الزمن اللعين
يا قوم خلوا عن شقيقي واذبحوني
واسلم فديتك
ان من يفدي أخاه ما هلك
هي الانتفاضة تنطق الشعراء ليس العكس
أنطقي لأنشد مطلعك
والى نهاية شوطك المزروع شوكًا أتبعك
فأنا أخوك وكم أخ
لك لم يلده والداك إنجاز لك
واليوم تعرف من أخوك فكم أخ
لك في العروبة ما استحى أن يصفعك