الأرشيفوقفة عز

شاورما وفلافل بيروت لنزار صنع الله – نضال حمد

على شارع فلوريانسكا أحد أعتق وأهم شوارع البلدة القديمة والسوق القديم التاريخي في مدينة كراكوف البولندية، هناك مطعم بيروت، الذي يقدم للزبائن الحمص والفلافل والشاورما وحتى فطائر السبانخ الفلسطينية الطعم والنكهة. يمكن القول أن مطعم بيروت لصاحبه الأخ نزار صنع الله، جارنا في مخيم عين الحلوة وابن استاذنا نمر صنع الله رحمه الله.

ربما هو المكان الأول الذي كتب على زجاجه في كراكوف وبالخط العريض “حلال”… كثير من السائحين العرب والمسلمين يسألون عن مطاعم تبيع اللحم الحلال. وما أكثر اللحم اللاحلال في كراكوف وأخواتها … بفضل تلك الأسئلة صرت شخصياً أتذكر رقم المحل وهو شارع فلوريانسكا ٥٠ أو ٥١… لا أدري فربما لا يوجد غيره أمكنة تبيع اللحم الحلال في مدينة الملوك والثقافة والفن والسياحة وللبعض مدينة اللهو والتسكع والانبساط والراحة.

نزار مع زبائنه امام مطعمه بيروت في كراكوف


كلما زرت كراكوف وجرت العادة أن أزورها كثيرا وأمكث فيها وقتاً مريحاً قبل عودتي الى أوسلو حيث مدينتي الفاضلة وجزء مهم جداً من حياتي، وحيث أبنائي ورفقاتي كما يحلو للسوريين القول. فجزء كبير من أهل فلسطين يقولون رفاقي أو أصحابي أو اصدقائي، لكن بعض السوريين أو أهل بلاد الشام يحبون استخدام كلمة رفقاتي وكذلك بعض من اللبنانيين وبعض من الفلسطينيين أهل الشمال في الجليل ومخيمات لبنان في المنفى، وليس كلهم يقولون “رفئاتي”، وأنا واحد منهم أيضا أقول “رفئاتي” يعني رفاقي ورفيقاتي أي أصحابي وصاحباتي وزملائي وزميلاتي….


اعتدت على الجلوس في مقهى “كارميلو شوكولاتيه” مقابل مطعم بيروت، فهناك أجلس كثيرا وارتشف قهوتي الساخنة وأنا أنظر الى مطعم بيروت وكبابه وفلافله وحمصه وسبانخه وفطائره وخبزه العربي. وهناك اتناول في بعض الأحيان طعامي. وفي مرات عديدة التقي بنزار عندما يحضر مساءا الى المطعم. كما ألتقي ببعض الأصدقاء والصديقات ومنهم ومنهن أنصار ونصيرات شعب فلسطين وقضيته العادلة ونضاله التحرري.


كل محل فلافل أو حمص وشاورما في كراكوف باعتقادي له رونقه ونكهته وطريقته، لا يختلفون كثيرا عن بعضهم البعض، لكنهم ليسوا كلهم نفس الموديل، يختلفون ببعض الأشياء، فلكل محل أو مطعم شيء يميزه عن الآخر، وكل محل فلسطيني وعربي في كراكوف يسعدني أن يكون طعامه جيداً ورواده كُثرٌ ونجاحاته دائمة. ويسعدني أكثر أن يقدم الفلافل والحمص بالذات بالنكهة والطعمة الفلسطينيتين..


نضال حمد
25-6-2022