الأرشيفمن هنا وهناك

شرق أوسط بدون (اسرائيل) – ( سيناريو تدمير المنطقة )

          

 

                                        ”  1  ”

ذهب الكاتب اليهودي الامريكي غوردس الى الطبيب فسأله الاخير عن عمله فاجابه بانه كاتب متخصص بالكتابة عن مستقبل اسرائيل …

 ضحك الطبيب وقال له : انك اذن تكتب القصة القصيرة ….

هذه الرواية تعكس الرأي العام المتشائم عن مستقبل اسرائيل ونصيبها بالبقاء وسط مخاطر تتزايد يوما بعد يوم ..

هذا مادعا الجنرال شلومو غازيت الرئيس الاسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان يطالب حكومته بالموافقة على العودة الى حدود ال 1967 حتى ولو مقابل هدنة , يكفي ان تكون طويلة الامد .

وهذا ايضا مادعا البروفيسور أمنون روبنشتاين استاذ القانون في جامعة تل ابيب والوزير السابق أن يقول (  ان اسرائيل لايمكنها البقاء ابدا  ) .

وهذا ماجعل الكاتب الاسرائيلي ناحوم برنياع  يكرر في يديعوت احرينوت أن (  اسرائيل وجود مفتوح للجدل ) بينما يتسائل ابراهيم تيروش في معاريف بوضوح اكبر ( هل أوشكت دولة اليهود ان تكون مشهدا عابرا ؟ ) .

 

 

تقرير صادم

       في نهاية حكم كلينتون صدر تقرير مهم عن لجنة ستراتيجية مؤلفة من 16 جهاز  استخباري امريكي اهمها وكالة الاستخبارات المركزية  تحت عنوان ( من اجل التحضير لشرق اوسط  بدون اسرائيل ) .  هذا التقرير كان من 82 صفحة يحمل درجة سريه شديدة جدا هي (eyes only)  ( اي لعيون الرئيس فقط )  وهي اشد حتى من السري و الشخصي , ولكنه رغم ذلك وبسبب اثارته الشديدة  فقد تسرب  . التقرير يؤكد بلهجة  قاطعة ان اسرائيل لن تكون موجودة بعد عشرين عاما  وعددوا  اسباب اعتقادهم هذا ومنها الصحوة العربية ,  المد الديني وخصوصا في مصر , وجود ايران , المعضلة الديموغرافية في داخل فلسطين المحتلة واسباب اخرى .

 لكن اهم الاسباب التي ذكرها التقرير , وهو مايستحق التوقف عنده كثيرا , هو ان اقتصاد اميركا لم يعد قادرا على دعمها , وهو ماعاد المستشرق الدكتور كيفن بارت و اكده حين قال ان موارد اميركا لم تعد كافية للاستمرار بدعم اسرائيل ضد رغبات مليار شخص حولها . قالها في مقال صادم ايضا عنوانه ( العالم من غير اسرائيل )  .

 نعود لما تقوله السي اي ايه وزميلاتها :

” إن انهيار إسرائيل خلال عشرين عاماً المقبلة أمر محتوم ولا مفر منه ”  مضيفة : ”  أن أكثر من مليوني إسرائيلي بينهم  500 ألف يحملون البطاقة الخضراء أو جواز سفراميركي  سوف يتوجهون إلى أميركا خلال الأعوام الـ 15 المقبلة ، وأن حوالي مليون و 600 ألف إسرائيلي يستعدون للعودة إلى أوطانهم في روسيا وأوروبا الشرقية والغرب ” .

لعله من المفيد  ان نذكر ان المخابرات المركزية الامريكية سبق لها ان تنبأت بالسقوط الحتمي السريع لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ( وهو ماحدث فعلا ) كما اعلنت نبوأتها الصادمة في ذلك الوقت وهي سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه (  وهو ماحدث فعلا كذلك )  .

قبل ان نسترسل لابد ان نذكر تصريح ثعلب الستراتيجيا الامريكية ومنظرها الاول هنري كيسنجر اليهودي الذي قال لسندي ادامز من صحيفة نيويورك بوست بشكل قاطع ان اسرائيل لن تكون موجودة بعد عشر سنوات .

بعد هذا التصريح المدوي شنت بعض الصحف الموجهة يهوديا حملة ضد سندي ادامز تتهمها باساءة نقل التصريح وتحريف معناه  فردّت عليهم بانها  نقلت التصريح بالحرف الواحد واضافت  (  بل انه كرره  وقال  :  اكرر … بعد عشر سنوات لن يكون هناك اسرائيل ) (I repeat :  In 10 years , there will be no more Israel )   . على اثر هذا التصريح الجازم اضطرت بعض الصحف في داخل اسرائيل شن حملة اعادة ثقة بالنفس لما يدعى  بالشعب الاسرائيلي تضمنت ان هنري كيسنجر عجوز هرم بدأت تظهر عليه علامات الخرف .

كم هو الدعم الامريكي لاسرائيل ؟  

          لنعد الى الاقتصاد الامريكي و نتخيل ان اقتصادا حجمه  16  ترليون دولار لم يعد قادرا على دعم اسرائيل .  16 ترليون دولار  تعني 16 الف مليار اي مايعادل ربما مجموع دخول دول العالم الثالث  ( الخاملة منها )   كاملة  .

 هذا يدفعنا لاستنتاجين متتابعين اثنين :

اولهما هو :  بكم اذن كانت الولايات المتحدة الاميركية  تدعم اسرائيل لتبقيها في الوجود بحيث ان 16 الف مليار لم تعد كافية ؟

 ليس هناك رقما معلوما لكنه بالتاكيد رقم من 12 صفرا وليس تسعة ,  ترليونات وليست مليارات لانها لو كانت مليارات لما كانت تؤثر على 16 ترليون  . هذه الترليونات تتوزع  بالاضافة الى الدعم الاقتصادي والعسكري المباشرين  (  وبالتاكيد فان غير المعلن منها هو المهم والمعلن تافه  ) على عمليات رشى الى دول وحكومات بشكل او بأخر و شراء مواقف لدول كاملة وشراء عملاء وصحف وقنوات تلفزيونية واحزاب  وشخصيات  وغيرها كثير جدا. وهذا لايتضمن مافي المنطقة  فحسب بل العالم اجمع .

  الاستنتاج الثاني الذي يتبع الاول وينتج عنه هو :

 ماهذه الاهمية العظمى التي توليها اميركا لاسرائيل لتخصص لها جزءا مؤثرا من دخلها القومي على مدى سنوات واعوام  وقد ورثتها عن سلفها بريطانيا العطمى فكأنهم ليسوا بتاركيها مهما حدث  فماهي اهميتها اصلا ؟

الجواب تجده في مؤتمر لندن 1907 وتوصيات بانرمان . ومن لم يسمع بتوصيات بانرمان ولم يعرفها لن يفهم ( مهما حاول )  مايحدث في هذه المنطقة  تعيسة الحظ من العالم .

  هذه المنطقة ,  جغرافيا ,  تسيطر على الاغلبية الغالبة ( ان لم تكن جميع ) عقد مواصلات العالم الرئيسة التي تربط اجزاءه الرئيسية بعضها ببعض بدءا من قناة السويس وباب المندب ونهاية بمضيق هرمز وجبل طارق (  بل ان حتى من يستخدم رأس الرجاء الصالح عليه ان يستخدم كثير من موانئ المنطقة ليمر ) .

من اولى المهام التي تُحمِّلها الدولة العظمى لنفسها حين تعلن عن نفسها كدولة عظمى  ضمان عدم اغلاق المضائق المائية الرئيسية في العالم وضمان انسيابية حركة اثنتين من القطع البحرية في العالم ,  الاولى : هي البواخر و السفن التجارية  , و الثانية : هي القطع الحربية  ( على الاقل بالنسبة للقطع الحربية الخاصة بالدولة العظمى نفسها ) .

وبسبب هذه المهمة الجسيمة اصبحت السيطرة على الشرق الاوسط هي الدليل و الاعلان عن ان هذه الدولة او تلك هي الدولة العظمى  ومن سيطر على الشرق الاوسط  فهو سيد العالم ومن لم يسيطر على الشرق الاوسط  فليس له ان يدعي ذلك  .

وبالتأكيد فان مما لا يخفى على اللبيب ان هذه السيطرة ( او شرط التتويج هذا )  لا يأتي الا على حساب حرية هذه المنطقة و امتلاكها لمقدراتها وامتلاكها لارادتها و حريتها في ادارة اراضيها . وان هذه المنطقة يجب ان تبقى ضعيفة ومفككة ومتناحرة وفي حالة انعدام وزن كما هي حالتها في وقتنا الحاضر لانها لو كانت تملك ارادتها والقليل من القوة و الوزن الدولي لما امكن تنفيذ هذه المهمة بل لن يمكن منع هذه المنطقة من ان تملك مقادير مواصلات العالم ومصيره تجاريا و عسكريا .

 على هذا الاساس وفي 1957 أعلن الرئيس الامريكي ايزنهور مبدأه الشهير الذي عاد  كارتر واكده  و الذي يتلخص في ان  من تجرأ  ومد يده  في الشرق الاوسط  فان اميركا ستقطعها وان الاعتداء على اراضي الشرق الاوسط اعتداء على الاراضي الامريكية .

 بالمختصر , فان اولى مباديء السياسة و الستراتيجيا تقول ان هذه المنطقة , طبيعيا  ( وبدون اي جهد منها )  تسيطر على مقدرات العالم لو تركت لحالها  فهي تستطيع ايقاف حركة التجارة العالمية وحركة القطعات العسكرية المتحاربة . لهذا السبب  قرر الغرب اثر توصيات بانرمان ان لاتترك لحالها وان يعوق نهوضها وتبقى ضعيفة مهما حدث . وكانت اسرائيل اولى اسلحتهم  للقيام   بذلك .

اذن , لهذا السبب  وليس غيره وُضعت اسرائيل في المنطقة لتعويق نهوضها ,  ولهذا السبب وليس غيره سلمت انكلترا كل ملفات المنطقة سلميا لاميركا بعد الحرب العالمية الثانية حينما وجدت نفسها لم تعد قادرة على القيام بالمهمة ,  و لهذا السبب و ليس غيره فان العالم الغربي

لم يختلف لحظة واحدة على دعم اسرائيل بكل السبل المادية و العسكرية و السياسية و الاعلامية , ولهذا السبب وليس غيره اعترف الاتحاد السوفيتي باسرائيل بلمح البصر بعد اعلان  تاسيسها , رغم انها ربيبة العالم الامبريالي الراسمالي وأحد اسلحته , فالاتحاد السوفيتي كان دولة عظمى ايضا والدولة العظمى مهما تكن فان لها خططها ومخاوفها الستراتيجية  .

وللحديث بقية ……..

Bariq7@hotmail.com

   https://www.facebook.com/bariq7

  

  

               شرق  اوسط  بدون  اسرائيل

                           (  سيناريو تدمير المنطقة  )

 

                                    ”  2  ”

معضلة امريكا الكبرى

 

       بعد كل ما قيل عن اهمية تعويق المنطقة ودور اسرائيل واهميتها في ذلك اليس غريبا ان يسمح الغرب اذن لاسرائيل ان تزول و يزول دورها  ؟  اليس هذا يعني بالتالي ان المنطقة ستترك لتستولي على مقدرات العالم ؟

عندما تتوقف الولايات المتحدة الامريكية عن دعم اسرائيل وتتركها تموت لوحدها فهل هذا يعني انه سماح لهذه المنطقة  ان تنهض وتتحد وتسيطر على ممرات العالم  .

 دونها خرط القتاد  كما يقول المثل العربي ,  ففي هذا حسب منظورهم الستراتيجي  مصيرهم ومصير بلدانهم وحضارتهم وثقافتهم  ولازالت  ذكرى وصول العرب الى ابواب باريس ووصول العثمانيون الى اسوار فيينا ماثلة في ذاكرتهم الجمعية و لن تزول ابدا وعلى هذا استند هنتنغتون وغيره  في  تصميم  مايدعى  بنظرية صدام الحضارات , صك غفران كل استعمار تم  وسيتم وكل ابادة جماعية  قاموا بها في ارض الاسلام و سيقومون بها وكل حروب قاموا بها و سيقومون بها لاحقا  .

  الولايات المتحدة التي جعلها اقتصادها المنحدر في هذه المعضلة  لابد  لها من حل مرضي ولو بالحد  الادنى  فلا هي  بالقادرة على الاستمرار في الضغط على المنطقة  ولا هي قادرة على تركها تسيطر على الشواطئ الشمالية للبحر المتوسط والعالم الغربي  قاطبة  فهي الحديقة  الخلفية لاوربا وهي المسيطرة على مواصلات العالم ,  والاسلام رغم  تفاهة  وضعف وتخلف   بلدانه  لازال اكثر و اسرع الاديان انتشارا في العالم ولسنوات طويلة  باعتراف الموسوعات الغربية  فكيف اذا كان للاسلام  وجود سياسي  واقتصادي  قوي ؟

الحل الذي يقدرون عليه

            الحل كما يبدو وجدته اميركا  كما صرح مؤخرا مسؤول امريكي كبير حين قال اننا سنعيق تقدم المنطقة لعشرين سنة او اكثر لحين استلام سيد الارض الجديد ( وهي الصين )  مهامه و السيطرة على منطقة الشرق الاوسط وضمان عدم غلق الممرات المائية العالمية  فيها  فكيف يتم اعاقة تقدم المنطقة لعشرين عام ؟

اهم وسائل اعاقة  تقدم بلد او منطقة ما  هو تدميرها  فكيف يتم تدميرها ؟ اليس اشعال النار فيها بنزاعات وحروب داخلية تستمرلسنوات هو احسن الطرق  ؟   تحرق الاخضر و اليابس فيها  و تشغلها عن التقدم و تمنع استقرارها وتدمراقتصاداتها وتستهلك مواردها و تدمر بناها التحتية والتي هي اساس اي تقدم مفترض  لاي بلد  .

 مخططات التقسيم التي يحاولون تنفيذها تندرج تحت هذه الاهداف ايضا لكن لها حديثا اخر .

هذه هي خطتهم وهذا هو هدفهم فكيف يقومون به واسرائيل , هم غير قادرون على دعمها  وهم ايضا يحضّرون اكفانها ؟

الوسيلة  , كعادتها ,  تنبثق من الهدف نفسه  والحروب الداخلية  حطبها الطبيعي هو التنوع العرقي و الديني و الطائفي  .  التنوع العرقي و الديني هو البطن الرخو لأي امن قومي وطني في العالم  ( خصوصا الدول غير الديمقراطية )  واذا اردتها حربا واسعة ضروس عليك ان تختار اقليتين كبيرتين  ومتقاربتين  بالحجم  كالسنة  و الشيعة  ليس سهلا لاحداهما ان تحسم الامر بسهولة  ووقت قصير وان كانت احداهما اضعف من الاخرى و اصغرمنها  فما عليك الا دعمها حين  توشك ان  تنهار   . ( لا بأس ان نتذكرهنا  الحرب العراقية الايرانية التي ارادوا بها تدمير البلدين  وقد تم  دعم  العراق اولا  لانه اصغر و اضعف وحينما تفوق وضعفت ايران تم دعمها و ارسال السلاح لها لتستمر الحرب لثمان سنوات وهو مايكفي لانضاب خزين العراق المالي و ايقاف تقدمه الاقتصادي المذهل وقتها و لايقاف زخم الثورة الايرانية التي صار لها صداها الكبير في المنطقة في ذلك الوقت  ) .

 

 

 

من يملك القدرة ليصبح عود كبريت  ؟

            الشيعة الاثني عشرية  يلتفون بنسب مختلفة حول ايران بشكل فطري  فهي مرجعهم المذهبي التاريخي والقادرة على تحريك و تجنيد الكثير منهم  حين تريد  بل ان بعضهم يحمل من الولاء لها اكثر مما يحمل من الولاء لبلده  نفسه وهذه ميزة  لا تملكها اسرائيل منذ ان ترك يهود المنطقة بلدانهم ليرحلوا اليها  . ايران اثبتت انها  قادرة حتى (  مع  قليل من المال و الدعم ) على تحريك بعض الشيعة الاخرين غير الاثني عشرية كما حدث  في اليمن مثلا حيث حركت بعض الشيعة الزيدية  اللذين كانوا على عداء وتكفير معهم .

  وبما ان اختيارهم  للتدمير وقع على السنة و الشيعة لاشعال حرب بينهما لاحراق وتدمير المنطقة  فان  ادراج ايران في الخطة لايمكن الاستغناء عنه  كونها  القادرة على دعم  الشيعة وكونها ايضا القادرة على استفزاز السنة  لو ارادت  .

هؤلاء الشيعة المتوزعين هنا وهناك تستطيع ايران العمل من بعضهم  بطنا رخوة في بلدانهم يدخلون منها وينفذون بواسطتهم مخططاتهم , وهذه الميزة كما قلنا لاتمتلكها اسرائيل في المنطقة .

لايران ايضا مطامع امبراطورية في المنطقة لاتنكرها هي نفسها وادعاءات بان هذا البلد او ذاك  ماهو تاريخيا الا محافظة ايرانية  أوجزء لا يتجرأ من امبراطوريتهم التاريخية وهذا لوحده قادر على استفزاز كل دول المنطقة , وهذه ايضا ميزة لا تملكها اسرائيل نفسها .

لايران ايضا  تاريخ  شديد العداء للعرب بالذات و احقاد لايستطيعون اخفائها بل ان لها تاريخ  طويل في التعاون مع الغرب ضد العرب بل ضد اي دولة سنية سواء كانت عربية او عثمانية تركية او ايا كانت مما جعل العرب لا يستطيعون تصديق نوايا ايران الحسنة مهما حاولت اظهارها .

ايران دولة حقيقية ولها وجودها التاريخي الذي لا يستطيع احد نكرانه عليها على العكس من اسرائيل التي زرعت زرعا في المنطقة لذا فان النزاع بين ايران و العرب يدخل بسهولة تحت بند نزاعات تاريخية اقليمية يستطيع الغرب بسهولة الادعاء ان لا  يد له  فيها  بينما لاتستطيع اسرائيل القيام بهذا الدور فاحتلالها لمتر مربع  من سوريا سيقيم الدنيا في مجلس الامن و لن يقعدها . وهذه ميزة اخرى لايران على اسرائيل .

 في مقابل ايران الطائفية تستطيع اميركا خلق مايدعى بالمنظمات الجهادية وتمويلها ودفع الشباب للانظمام اليها بواسطة الطائفية المقابلة التي استحثتها ايران و اميركا في المنطقة ومن خلال هذه المنظمات تستطيع اميركا عمل الكثير و احتلال الكثير و تدمير الكثير وهذا هو فعلا ما حدث .

لهذه الاسباب كلها اتجهت انظار اميركا الى ايران لاستغلالها لاحراق المنطقة في محاولتها لتاخير نهوضها و القيام بمهام اسرائيل التي اصبح الغرب يعد لها ايامها الاخيرة .

هل هذا يعني ان هناك اتفاقا غير معلن بين ايران و اميركا للقيام بهذا الدور وتدمير المنطقة مقابل منافع هنا وهناك ؟

من الصعب الاجابة على ذلك السؤال  لكن افتراضي  لمعرفة  القيادة الايرانية لبعض الاهداف لابد منه وبكل الاحوال فانهم  يستغلون احلام  ايران الامبراطورية وغبائها المطبق وغرورها السخيف وطائفيتها المقيتة وقد نجحوا نجاحا منقطع النظير في هذا .

في غضون سنوات قليلة تدمرت ثلاثة دول عربية هي العراق  و سوريا و اليمن وتحولت لبنان الى دولة عائمة وهو ما لم تستطع اسرائيل القيام به طوال سنوات عمرها .

اذا كانت اسرائيل تحتاج الى التريليونات من الدعم وتحتاج الى الدعم العسكري في احيان والدعم السياسي  في اخرى لتقوم بمهمه  كبح  تقدم المنطقة  وتسبب الاحراج  للولايات المتحدة الاميركية و الغرب حيث هي محسوبة عليهم فايران لا تحتاج وهي لا تسبب اي احراج للغرب . اسرائيل  ليست لها ادواتها الطبيعية في المنطقة  بينما  ايران تملك هذه الادوات  .

  هذه هي ايران فايران تتفوق على اسرائيل بما تملكه من خيوط اللعبة في المنطقة مما يجعلها بديلا عظيما لاسرائيل لتدمير المنطقة . واعيد السؤال هنا هل ان ايران شريك للغرب بهذه الخطط ؟ واعيد رايي هنا وهو ان هذا مالايمكن معرفته في الوقت الحالي وان كنت افترض معرفة جهات معينة فقط  وبمواقع  حساسة جدا من الادارة  الايرانية  فهذه دائما كانت طريقة الغرب في العمل  .

  منذ الحرب العالمية الاولى حين تحول  العالم الى قرية  صغيرة بحيث اصبح من الممكن لبعض الحمقى ان يحلموا بامبراطورية عالمية  فيه ولحد الان لم  يكن حفل انتقال الصولجان من سيد الى اخر الا عبارة عن حرب عالمية تغير الخارطة و تحدد  للسيد الجديد حدود  نفوذه  فهل ياترى نحن نرى الان  حفل تنصيب سيد الارض الجديد  ؟ استطيع ان اؤكد ذلك رغم ان  التسلح  النووي كان كفيلا بتغيير هذه العادة  السيئة  يدعمه  في هذا توزع السلطات في عالمنا الجديد وعدم تركزه في منطقة واحدة  فحسب فرغم ان اسيا تستحوذ على الكثير

لكن اوربا و اميركا الشمالية و البرازيل وغيرها ستكون مراكز لايمكن تجاهلها وهناك بالتاكيد سيكون الكثير غيرها قد تكون منطقتنا احداها ولو بعد حين  .

ملخص شديد لما قلناه ان الصين ستستلم القيادة واميركا تتراجع  لذلك سيتم التخلص من اسرائيل و بسبب ذلك فان المنطقة يجب ان تدمر لحين بروز الصين كسيد مطلق

لتقوم بمهمة ضمان فتح ممرات المنطقة المائية امام  تجارة العالم وقطعاته العسكرية .

العد التنازلي  لتوديع الدويلة  اللقيطة  قد  بدأ  وحل الدولة  الواحدة  بدل الدولتين سيبدأ طرحه في المحافل  قريبا  ومن لم  يستطع رؤية حركة الستار على المسرح عليه ان يلزم الصمت على الاقل  فنهاية اسرائيل ستكون اكثر سلاسة مما يتصور الكثيرون والامر لايعدو الا تغيير دستورعنصري  بدستور غير عنصري تحت  ضغط  دولي كما حدث في جنوب افريقيا  ومن كان يحلم  طويلا  بالصلاة  في المسجد الاقصى  فليجهز حقائبه  فانتظاره  , صدقوني ,  لن يطول كثيرا  .

بارق الطائي – رسالة بالبريد الالكتروني *

اترك تعليقاً