بساط الريح

شِدُّوا على عبدة المال-عادل سمارة

حاصروا جبهتهم/ن الثالثة

 

نعم، شددوا حصار “قلعة” الدرهم، واستثمروا لحظة تلك النعمة الكبيرة التي سقطت عليكم مجانا من ويكيليكس. تماما كما أسقط الله التمر على مريم. هذه لحظة الهجوم بلا تردد.

إنهم يستخدمون ضدنا أربعة اسلحة:

·        سلاح النار الذي يصنعه وينشره عليهم العدو الأمريكي والصهيوني

·        وسلاح الخطاب والإعلام الذي يستعمله العدو الأمريكي والصهيوني عبر الطابور السادس الثقافي

·        وسلاح المال الذي يغرفه النفطيون.

·        وسلاح الإرهاب والتخلف الطائفي الذي يمتطيه الثلاثة الأُوَلْ

تتراكب الأسلحة الأربعة في هجمة لا سابق لها على العروبة للإجهاز على فلسطين. فكثير منا لم يقتنع بعد أن إسقاط فلسطين نهائيا هو في إسقاط العمق العروبي. ولكن لا باس ليس أمامنا سوى الاستمرار في محاورة الشارع وخاصة الشرفاء وهم الأكثرية وسنكسب الشارع وخاصة الفقراء وهم الأكثرية، ولعل فضائح الرشى والمال سوف تفتح عيون الناس اوسع، وتقوي قلوبهم أكثر. نعم علينا أن نجعل منها كشفاً عن أبصارهم وبصيرتهم. لينوقفوا عن الانخداع بهذا أو ذاك.

الآن لحظة الهجوم على الجبهة الثالثة، السلاح الثالث الذي يتقيىء أوغاد المرحلة من الطابور السادس الثقافي. اهل النفط في حالة انكشاف هائل. بل هم لا شيء لو لم يكن هناك من يصطف ليقبض منهم الرشى. ما من ثري (سياسي او اجتماعي) يمكن أن يؤذي الوطن والشرفاء بثروته لو لم يجد من يجندهم بالمال.

حكام النفط أميون أو انصاف اميين، أو متعلمون مرضى بالخطاب السيادي الاستعماري، أي ذوو عقل دوني وضيع يعتبر ان خالقه الغرب وليس الله.

ومن هنا خطورة الطابور السادس خطابا وإعلاماً. من هنا خطورة هؤلاء الذين يخلقون لأهل النفط وضعا وموقعا على الشاشات أو على الورق أو في غرف الصف المدرسي أو الكرسي الجامعي. هؤلاء الذين يُعطون هذا وصف ملك أو أمير وهو جوهريا مجرد كيس من مال منهوب من حق الشعب العربي.

إذن هذه لحظة كشفهم، كشف الطابور السادس الثقافي،  وإذلالهم بيدنا بعد أن ذلُّو لمن يمولهم ، وعليه إنها فرض عين على كل منا أن يشارك في هذه المعركة، إنها معركة تقويض كثير من أعمدة تخريب المجتمع العربي في خدمة الأعداء. وكل من لا يشارك في هذا النضال يدفعنا للتساؤل: لماذا!

دائماً كنا نسأل واليوم اصبحت لدينا الإجابات التي كنا لا نملك توثيقها:

يا من تهوي بسيف الإعلام والخطاب على المشرق والمغرب، قل ما تشاء ولكن أجب على السؤال التالي:

كيف تعيش، ما مصدر تمويلك، من الذي ينفق على مركزك ومكتبك وشركتك و اولادك؟ ما مصدر انتفاخك وبذخك هذا؟

منذ أن ظهر النفط تزايد طردياً ارتباط حكام النفط الذين عينهم الاستعمار بل الشركات الغربية ارتباطا طرديا مع تزايد ضخه، ونتج عن ذلك تزايد أعداد المرتشين ضمن مشروع تخريبي للوعي الشعبي العربي.

وعلى هذا بُنيت استراتيجية تخريب الواقع القومي العربي وهي في مرحلتين:

المرحلة ألأولى

وكانت مادتها المال واستخدام الفكر الوهابي. وتم ذلك بقوة منذ هزيمة 1967، وتراجع الناصرية لتتبنى التضامن العربي وهو تضامن رسمي خطير، لأن ولاء الأنظمة التابعة هو للغرب إلى يوم القيامة. وإذا كان هذا تكتيكاً ناصريا للتاثير على هؤلاء فقد كان فاشلاً تمام الفشل.

استمر هذا التخريب وكان أحد خناجره في قلب منظمة التحرير الفلسطينية التي تبنت فورا :”عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية” ومن هي الأنظمة التي يجب التدخل فيها غير الرجعيات. كان ثمن ذلك الشعار مالاً وهو الذي أوصل المنظمة إلى حالها الحالي كمجرد جيفة يرش عليهاالنفطيون بعض النفط لتحترق قشرتها اكثر كي لا تزكمنا رائحتها. كانت منظمة التحرير تتمول وتموِّل لأن هذا امر مطلوب وهي عبد مأمور. وهنا لا أبالغ، بل أتحدى من يفهمون في الاقتصاد ليحلوا معادلة معقدة :

كيف يمكن لقيادي في منظمة فلسطينية أن ينفق على ابنه في الجامعات الأمريكية لسبع سنوات في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، اي مئات آلاف الدولارات بينما هو يعيش براتب يكاد لا يُذكر؟ من اين له المال سوى من الأُعطيات التي يدسها النفطيون في شرايين قيادة المنظمة وهي تدسها في جيوب القيادات والقيادات تُرسل  اولادها للدراسة  بالمال الحرام؟ أنظروا كيف صمت هؤلاء عن النقد إلى أن تقاعدوا! لماذا؟

وكان الأخطر تمويل كل من يكتب حرفاً في الوطن العربي خاصة وليس حصرا. ومن هنا تمت رشوة حزبيين وكتاب وصحافيين وممثلين وحتى بغايا. أنظروا إلى mbc التي بدأت منذ عام 1985 في لندن كما اذكر، وكان واضحا أنها أداة تخريب للعقل العربي، ومن ثم فرخت عشرات بل مئات مثيلاتها. تمويلها باسم الله!!! وشاشاتها ملهاة ومتعة مريضة لا علاقة لها بزعم الإيمان والتشدد الوهابي الذي خلق القاعدة وداعش! كيف جميعاً؟ أنظروا إلى الجزيرة، فريقها الذي بدأت به كان في أل BBC  البريطانية التي لا تزال الأفعى العتيقة في دس الأخبار القاتلة في عسل الديمقراطية وحرية الإنسان، بينما حتى شجر بريطانيا تتغذى جذوره من دم الأمم والشعوب وخاصة فلسطين.

وضمن هذا الخليط الهائل والمهول، تجدون تجنيد ملوك ورؤساء دول ومثقفين/ات، وفنانين/ات، وأكاديميين، رؤساء دول.

وكان من روافد هذا تمويل ملايين الكراسات والحجابات التي تبدأ بتعليق النساء من اثدائهن إلى التداوي ببول البعير في القرن الحادي والعشرين، ويوزعها ويعظ بها ملايين من يُسمون رجال الدعوة الذين يجوبون كل مكان ومكان بملابس متقشفة، وكأنهم لا يأكلون، بينما من ينفق يا تُرى حتى على تنقلاتهم وعلى الموائد الكبيرة في المساجد وطبعا على اسرهم.

وتجدون ما تسمى البعثة السعودية والبعثة القطرية وغيرها ممن ترشي حتى الجمعيات الخيرية والإنسانية. وستجدون انه حتى المنظمات غير الحكومية (منظمات الأنجزة) تتمول من الدول الغربية أو منظمات غربية هي نفسها تتمول من النفطيين.

وبالطبع، فالتمويل من مصادر الغرب أخطر لأنه مشروع تنظيم أمني مجبول بإذلال حقيقي.

المرحلة الثانية

ها نحن في لهيبها. إن أمتنا أيهاالسيدات والسادة تُشوى الآن بالنفط. فبعد تدمير الكرامة والتعاطف والتفاعل والتواصل الشعبي العربي، بعد تحويل الناس إلى مصلوبين على الشاشات، وبعد قتل روح الثورة والوحدة والنقد، بعد كل هذا، أتت مرحلة تصفية الدول التي لم تركع ولم تعترف بالكيان الصهيوني لا سرا ولا علانية. واستخدمت كتمهيد وتبرير للعدوان مومس التاريخ اي الديمقراطية. أليست هي هكذا حين يصنعها راس المال الغربي ويخوِّل النفطيين تصديرها؟ أليست بغيّاً حقيقية حين تخول واشنطن دولة الدم والوهابية دولة السُحت بوصف سوريا بالشمولية.

وكان تجنيد مئات الآلاف ممن ارتووا بالوهابية والإخوانية من جهة وشرقوا بالمال. حين قرأت في أل Financial Times أن امير قطر السابق المخلوع السمين كان يدفع 50 ألف دولار لكل مقاتل إرهابي و 200 دولار شهريا للتدميرفي سوريا، تصورت أن الرقم مبالغ فيه ولذا لم أحتفظ بالتاريخ. ولكن ها هي صحافة سيدة الموت تؤكد أن المبلغ مضروب في إثنين.. فقد ذكرت الواشنطن بوست (أن كلفة المقاتل 100 ألف دولار . اي للمقاتل الواحد سنويا، صحيفة “واشنطن بوست) (13/06/15). فهل من جدل مع جُهينة، وعند جهينة الخبر اليقين!

وإذا كان هذا يُدفع للإرهابي الأمي، فما بالك كم يُدفع للصديق العزيز فواز طرابلسي ليسكب عبقريته على الورق؟ والطريف في كل هؤلاء من أبو الفوارس الشيشاني إلى صادق العظم يقول حين يحضر جنازة: “لا يأخذ المرء معه شيئاً” ! جميل، ولماذا تنسوا هذا بمجرد دفن الراحل؟

وأخيراً، شِددُّوا عليهم فضيحتهم. لي سليوم ويمضي، بل واصلوا الشد والسؤال: يا هذا كيف تعيش؟ ومن يكفيك طعامك وشرابك بل سُكرك وبذخك وشركاتك وعقاراتك وبالطبع وحل الجنس الذي تغرق فيه؟ وما حجم وطنك؟ لأن وطنه هو رقم حسابه لا الأرض سواء صحراء الجزيرة أو غوطة دمشق او نخيل العراق أو سد مارب أو النهر الصناعي العظيم في ليبيا الذي كان أول هدف لطائرات السعودية وقطر والإمارات ومن ثم الناتو.

لن ينتحر من المفضوحين احد لأنهم ليسوا رجالاً. ولسن ماجدات. أما أسرهم، فلست ادري كيف تطيقهم؟

اترك تعليقاً