الأرشيفعربي وعالمي

صهينة أمنستي: “كلام في الخطاب” – عادل سمارة:

 (1)   مهازل الديمقراطية أو الديمقراطية مهزلة
 

قبل عشرات السنين كانت المساقات لدرجة الماجستير تعتبر الهند أكبر بلد ديمقراطي في العالم. تخيلوا، هذه مساقات أكاديمية في جامعة محترمة كنت حينها في بيرك بك كوليج-جامعة لندن.  وهي  ليست كلية مثل دكاكين العربان بل جامعة كاملة يسمونها كلية، وهي يسارية وماركسية .

 
ما هو حال الهند اليوم؟ طبعا لا تزال تُعتبر أكبر ديمقراطية . يقول احد الكتاب:

“… تتم معاملة الجماعات المهمشة بشكل دوني مما ولد مناخا لنمو الجماعات الماوية المسلحة في ولايات الشمال الشرقي والولايات الوسطى حيث يسيطرون على مساحة معتبرة في الهند. كما أن هذه الجماعات الثورية تتحدى قوات الأمن الداخلي الهندي في غابات  المناطق القبلية…إن تأثير النخبة البراهمية العليا جدا وهي  5% مسيطرة على مستويات الدفاع والإعلام والقضاء والقطاعت الحكومية الأساسية”.

  للمقارنة، ففي امريكا الديمقراطية جداً ايضا قرابة 5%  المسماة WASP   أي الأنجلو ساكسون البروتستانت البيض تحكم كل امريكا وتملك معظم أمريكا.

ربما لا تختلف النسبتان في امريكا والهند عن السعودية!

  (2)

  صهينة أمنستي: “كلام في الخطاب”

  لفت نظري إعجاب البعض بالنص التالي لمنظمة أمنستي “لحقوق الإنسان”. والذي يقول : “…واصلت إسرائيل على مدار خمسين سنة خلق مستوطنات غير شرعية في الأرض الفلسطينية. تجمعات بأكملها تم اقتلاعها من المكان، آلاف البيوت نُسفت، وتم الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين بعنف. الفتاة الناشطة الفلسطينية عهد التميمي صرفت طفولتهافي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.ومن المحتمل أن تُحكم عشر سنوات بتهمة صفع جنود إسرائيليين. يجب ان ننشط الآن للمطالبة بتحريرها” .

  For more than 50 years, Israel has been creating illegal settlements on Palestinian land. Entire communities have been displaced, thousands of homes have been destroyed and Palestinian civilians have been violently attacked. Teenage activist Ahed Tamimi has spent her childhood standing up against the Israeli occupation. She could now face up to 10 years in jail for shoving and slapping two Israeli soldiers. We must act now to demand her release.

ما لم ينتبه له البعض هو السم في الدسم لهذه المنظمة “الإنسانية”. فالصهاينة احتلوا معظم فلسطين عام 1948. إن وطن الفلسطينيين هو كل فلسطين وليس الضفة الغربية وقطاع غزة فقط. إن أمنستي بمثل هذا النص تؤكد أنها تعتبر الأرض المحتلة 1948 هي أرض للكيان الصهيوني. وهكذا يكون الخبث، رشوتنا بتعاطف مع اسيرة فلسطينية كونها طفلة، مقابل تثبيت في روعنا وروع العالم أن المحتل 1948 ليس لنا! .

لا أقصد هنا عدم نشر الخبر، ولا رفضه ولكن إضافة تعقيب واضح على الخبر وإلى جانب نشره يُضاف: بأن امنستي تتجاهل حقوق شعبنا الفلسطيني الأساسية. ذلك لأن رسالتنا ونضالنا ليسا فقط من أجل المحتل 1967، بل اساسا المحتل 1948. بل لو أن منظمات ما يسمى مجتمع مدني فلسطينية هي حقيقة كان عليها ان ترسل احتجاجا او توضيحا الى امنستي وتنشره للعيان. 

وقد يكون مهماً بنفس القدر أن امنستي والإعلام العالمي والمحلي الفلسطيني والصهيوني يبالغون في قضية الفتاة عهد التميمي وكأن الصراع العربي الصهيوني مجرد مسألة شكلانية كحقوق إنسان، بينما يتم حرف الأنظار عن النضال البطولي المسلح والشهداء مثل أحمد جرار والفتاة كلزار العويوي والضحايا الذين وقع عليهم عسفا صهيونيا هائلاً. أليس هذا التلاعب أمر خبيث ومقصود لاستلاب المجتمع بحيث يرى النضال في حالاته السلمية المطلقة؟

كنعان