الأرشيفوقفة عز

صور وذكريات من رحلتي الثالثة الى تونس – نضال حمد

قبل أيام قليلة توفي الأديب العراقي الصديق عبد الرحمن مجيد الربيعي والعام الفائت توفي السياسي والمناضل الفلسطيني الصديق جمعة الناجي وتوفي المخرج نصري حجاج الذي اختلفت معه كثيراً في الموضوع السوري. ونصري من شباب مخيم عين الحلوة الذين قضوا وقتاً في مقهى والدي بمخيم عين الحلوة وبقي حتى وفاته يكن مودة للوالد وكان دائم السؤال عنه. رحمه الله بما له وبما عليه

شاءت الصدف أن أتعرف علي جمعة الناجي وعبد الرحمن مجيد الربيعي عن قرب في وقت واحد في تونس بداية الألفية الثانية، حيث قمت بزيارتي الثالثة لتونس. فالزيارتين الأولى (1984) والثانية (1985)حصلتا في القرن الفائت. لكن الزيارة الأولى في بداية القرن الجديد والألفية الجديدة كانت مختلفة. ففي زيارتي الأولى والثانية بعد حصار بيروت والرحيل سنة 1982، وكانتا مختلفتين، يومها عدت بإنطباع أن زمن الفدائي الفلسطيني انتهى وولى بلا رجعة… وكتبت مقالة شاملة عن الرحلتين وانطباعاتي. فكانت النتيجة اعتقادي بأننا مقبلون على عصر جديد وعلى مشاهدة فلسطينيين من موديل جديد لا علاقة لهم بموديلنا الثوري الفلسطيني اللبناني… وبالفعل دخلنا بعد ذلك بسنوات عصر الانحطاط والتنازلات والتراجعات العربية والفلسطينية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم من تطبيع وتنسيق مع عدونا الأزلي.

في تلك الزيارة الثالثة والتي حصلت في بداية الألفية الثانية إلتقيت برفاق وأصدقاء أعزاء، وكنت ضيفاً على صديقي ورفيقي ياسين معتوق – أبو ابراهيم- في منزله بأحد المنازه في العاصمة التونسية – تونس، ربما كان المنزه الخامس لم أعد أذكر. في ذلك المنزل التقيت بجمعة الناجي وعبد الرحمن مجيد الربيعي وبنصري حجاج وبعبد القادر السيد وببسام أيوب. زيارتي الى تونس اختلفت عن سابقاتها ففي ذلك الوقت كانت غالبية الفلسطينيين قد غادرت تونس إما الى الدول الاسكندنافية للجوء أو الى فلسطين المحتلة بعد توقيع اتفاقيات اوسلو سنة ١٩٩٣.
كما التقيت خلال زيارتي بالأخ أبو اللطف – فاروق القدومي في مكتبه بالدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبالأخ أبو جعفر رحمه الله. أجريت حواراً موسعاً مع القدومي ولنا صورة مشتركة في مكتبه بتونس.

مع أبي اللطف في مكتبه بتونس

عندما دخلت الأراضي التونسية وتوجهت إلى الفندق في مدينة سوسة ظننت أن التوانسة لديهم نظرة سليبية عن الفلسطينيين بسبب ما عاشوه وشاهدوه منهم خلال ١٠ سنوات من إقامتهم هناك. لكنني تفاجأت بأن رجل الأمن وموظفي وموظفات المطار والخطوط الجوية كلهم-ن كانوا لطفاء ولطيفات معي حينما علموا أنني من فلسطين. نفس الشيء تكرر معي في الفندق في سوسة حين رحبت بي الموظفة وقالت لي أنها كانت متزوجة من فلسطيني، حتى ذكرت لي اسم عائلته.

جمعة الناجي

فجر هذا اليوم وهو ثاني أيام رمضان بالصدفة أخذت أكتب عن زياراتي التونسية لأنني ببساطة وخلال البحث في أرشيف الصور، عثرت على صور لبعض الذين ذكرتهم في هذه العجالة وكان آخر الراحلين منهم الأديب العراقي بقلب تونسي فلسطيني عبد الرحمن مجيد الربيعي. هنا ستشاهدون صورة للراحل جمعة الناجي وصورة الراحل نصري حجاج مع الصديق عبد القادر السيد وصورة للراحل عبد الرحمن مجيد الربيعي وصورة لرفيقي أبو ابراهيم – ياسين معتوق- وكذلك صورة لجاري من مخيم عين الحلوة الأخ بسام أيوب.
رمضان كريم يا تونس ويا فلسطين ويا أصحابي وصاحباتي.

نضال حمد

٢٤-٣-٢٠٢٣

1985 تونس
ياسين وبسام وانا

تونس 1985 عبد القادر وأنا