من هنا وهناك

طبيعة الصراع العربي الصهيوني والطريق الى تحرير فلسطين بقلم الناصر خشيني مداخلة في مخيم الشباب القومي العربي بنابل

كنت قد أنجزت هذا البحث منذ الثمانينات وبالتحديد ذات صيف محموم خلال شهر جوان 1982 عند إجتياح السفاح شارون لبنان وقدمته على مسرح الهواء الطلق بمدينة طبرقة التونسية الجميلة والتي لاتزال تسحر العيون ومنذ ذلك الوقت لم يتغير شيىء من طبيعة الصراع العربي الصهيوني بالرغم من تسارع الأحداث و تطورها بشكل درامي وقد حاولت تعديله حسب مقتضيات التطورات التي تعيشها المنطقة لذلك أقول :

لا يزال الصراع في فلسطين بين الأمة العربية و الصهاينة على أشده وبلا هوادة و تسيل الدماء يوميا غزيرة من أبناء شعبنا في فلسطين الكسيرة ولكن دون تفريط في الحق السليب بشكل نهائي بالرغم من الاعتراف المتبادل بين بعض العرب و الصهاينة ورغما عن اتفاقيات السلام الموقعة وارادة الجميع في السلام ولكن أي سلام وملايين من المشردين الذين أخرجوا من ديارهم بقوة السلاح لا يزالون يحلمون بالعودة الى أرض الوطن السليب لذلك فان الأمل لا يزال يراودهم بالعودة يوما ما طال الزمان أو قصرفالصهاينة الذين اعتمدوا في احتلالهم للأرض على القوة الغاشمة و الانتصارات على جيوش الدول العربية لم يعد بامكانهم اليوم تحقيق مثل ذلك لأنه لايمكن لأي دولة أن تحاربها بجيوش نظامية كما كان الشأن سابقا وذلك بعد هزيمتها المدوية عام 2006 أمام حزب الله في حرب غير متكافئة من حيث العدد و العدة وأمام صمود المقاومة الفلسطينية خاصة في غزة حيث تحررت أجزاء عديدة منها رغما عن أنوف الصهاينة وبناء على ماتقدم يمكن القول ان طبيعة الصراع لا تزال لم تتغير اذ هو صراع وجود لا صراع حدود يحل بالمعاهدات و الاتفاقيات و ترسيم الحدود بين الأطراف المتنازعة فالصراع لن يتوقف الا بانهاء أحد الطرفين للآخر وهذه هي حقيقة الصراع بين الشعوب المستعمرة والمستعمرة اذ ينتهي الصراع دائما لمصلحة الشعوب صاحبة الأرض و الدليل على ذلك ماثل أمام أعيننا عندما انهزمت الدول الاستعمارية أمام شعوب العالم الثالث وتحصلت على استقلالها وكذلك انهيار النظام العنصري في جنوب افريقيا واختفاؤه الى الأبد بالرغم من الدعم المادي والسياسي الذي تلقاه من الدول الاستعمارية فقد انهار وذهب الى غير رجعة كذلك فان النظام العنصري الاستيطاني الصهيوني في فلسطين سوف ينهار قريبا باذن الله وتعود الأرض الى أصحابها الشرعيين دون أدنى شك في ذلك .ولكن ما الذي يجعلني واثق الى هذه الدرجة مما أقول ؟ انها طبيعة الصراع التي لم تتغير وظلت كما هي منذ انطلاق هذه القضية ونحن نعلم بشكل علمي أن كل قضية أو مشكل مهما اختلف الناس حول الحلول لمشاكله فان الموضعية تقتضي أن يكون هناك حل صحيح واحد لكل مشكل مهما اختلفت الرؤى والمحاولات للوصول الى الحل وبناء على ذلك يتأسس فهم واحد لطبيعة القضية الأمر الذي يستوجب حلا واحدا و نهائيا دون غيره من الرؤى الأخرى ولست هنا بصدد احتكار الفهم والحل و التعسف على الآخرين في الفهم أو مصادرة آراء الآخرين انما طبيعة القضية تقتضي ذاك الحل دون غيره من الحلول الأخرى التي لن تحل القضية بل تزيدها تعقيدا و استعصاء على الحل الموضوعي و الصحيح .
1
منذ قيام دولة العصابات الصهيونية على جزء من الوطن العربي ( فلسطين ) في العام 1948 وهذه القضية تستقطب الكثير من القوى والحركات فتسيل الكثير من الحبر تنظيرا لهذه القضية المستعصية على الحل لحد الآن كما سال في سبيلها كثير من الدم انتصارا للأمة العربية في دفاعها عن نفسها أو عذوانا عليها ولكن الذي يعنينافي هذا الخضم المتداخل و المتشابك فهم المشكلة على حقيقتها بصورة موضوعية لنتمكن بعدئذ و ليس قبله من إيجاد الحل العلمي المناسب لها علما بأن لكل مشكلة إجتماعية في واقع معين ليس لها إلا حل صحيح واحد مهما إختلف الناس في الرأي حول حقيقتها أو كيفية حلها .
وبناء على هذا فلا بد من تقديم بعض الرؤى لهذه القضية النابعة للأسف من أبناء أمتنا العربية والتي لم تتوصل لفهم حقيقة المشكلةكما هي موضوعيا و بالتالي جانبت الصواب في التوصل إلى الحل الصحيح الواحد الذي تقتضيه هذه المشكلة وبالتالي فإنها قد انقادت من حيث لا تشعر إلى خدمة الصهيونية و انحازت إليها من حيث تريد الإنتصار لأمتها العربية لأنها رؤى وحلول إما قاصرة ( إقليمية مثلا )أو متجاوزة ( أممية مثلا ) فكانت الحصيلة النهائية أن الصراع لا يزال مستمرا على أشده بين الأمة العربية المعتدى عليهاوالصهيونية المعتدية ويحمل معه بمرور كل يوم أبعادا خطيرة على امتنا على مستوى مصيرها و وجودها اساسا
2
ترى ما هي هذه الحلول والرؤى للقضية الصادرة عن أبناء أمتنا و مع ذلك لم تصل إلى فهم حقيقة المشكلة و لم تتوصل بالتالي إلى حلهاالحل الصحيح :
– اولا الإدعاء القائل بأن حقيقة المشكلة في فلسطين هي صراع ديني بين العرب و اليهود وهو خطأ جسيم في فهم المشكلة وذلك أن العروبة قومية و اليهودية ديانة فلكل منهما دلالة مختلفة عن الأخرى وليس ثمة شيىء أبعد عن حقيقة المشكلة و أكثر تشويها لها من القول بأنها مشكلة صراع ديني يحلها قبول التعايش بين الأديان على أرض فلسطين كأن هذا الأمر لم يكن واقعا قبل العدوان الصهيوني المدعم من الإستعمار على فلسطين ألم يقاتل العرب مسلمين ومسيحيين معا الصليبيين عند عدوانهم على فلسطين .
إن الذين يقدمون الدين بديلا عن القومية سوف ينتهي بهم الأمر على إقتسام الوطن العربي فيما بين الأديان الثلاثة على الأقل وأيا ما كانت النسبة بين الأقسام فسيكون على كل مسلم أو مسيحي أن يخرج من أرض اليهود في فلسطين أي أن يقبلوا بالحل الصهيوني الذي يظنون أنهم يحاربونه بالتعصب الديني .

-ثانيا الإدعاء الذي يطرح قضية فلسطين على أساس أنه صراع حول ملكية أدوات الإنتاج يدور بين الطبقات : بين الرجعيين و التقدميين إن هذا الفهم خطأ فادح حتى لو كان مناورة يقصد بها إضعاف الجبهة الداخلية للصهاينة أو تمزيقها لأن الأمر سوف يصبح عبثا عندما يصبح هذا التمزيق غاية في حد ذاته بديلا عن الغاية الأصلية فلن يزيد أن يكون انتقالا لأرض فلسطين من فريق صهيوني نقول إنه رجعي إلى فريق صهيوني نقول إنه تقدمي أي أن تصبح الأممية بديلا عن القومية ينتهي الأمر بهم إلى الإحتكام إلى وحدة الموقف من علاقات الإنتاج بصرف النظر عن الإنتماء القومي فيكون عليهم أن يقبلوا أن يزرع الفلاحون الصهاينة أرض الفلاحين العرب و أن يحل العمال الصهاينة محل العمال العرب وأن يكون العمال و الفلاحون الصهاينة في الأرض المحتلة هم الحلفاء الطبيعيون للذين سلبت منهم الأرض وفرص العمل فاصبحوا مشردين ولما كان سكان المخيمات عاطلين فانهم الاحتياط البشري تحت قيادة البروليتاريا الصهيونية في نضالها ،،الثوري،،من أجل الاشتراكية ,اذنفانهم قد خذلوا أمتهم المعتدى عليها وانتصروا للصهيونية التي يزعمون أنهم يناضلون ضدها .

ثالثا الادعاء القائل بأن مشكلة اغتصاب الأرض العربية في فلسطين قد حلت منذ اعترف المجتمع الدولي بدولة اسرائيل و قبلها عضوا في الأمم المتحدة وانها ومنذ ذلك الوقت قد أصبحت مشكلة سلام بين الدول المتجاورة…
فهذه الاعترافات لا تعني شيئا سوى أن تلك الدول قد أصبحت ملتزمة بارادتها أن تعامل اسرائيل كدولة ما دامت قائمة ولا يعني البتة شرعية قيام دولة اسرائيل على الأرض العربية المغتصبة لأن القرارات التي تأخذها الدول كما هو معروف في القانون الدولي غير قابلة لاحداث أثرمشروع خارج نطاق الاقليم الذي تمارس عليه سيادتها و ما دامت الدول التي اعترفت ليست ذات سيادة على اقليم فلسطين فان اعترافها باسرائيل يضفي القانونية فقط على تعاملها باسرائيل ولكنه لا يضفي الشرعية على وجود دولة اسرائيل التي استولت على أراضي الغير بالقوة وهو أمر غير جائز طبقا للميثاق وتبعا لذلك فالشرعية الدولية التي يخيفوننا بها ليست ذات أثر ملزم لنا و ليست قدرا محتوما لا يمكن رده وانما فقط أن نتسلح بالارادة الصلبة و الحجج المقنعة لكل الأطراف و نتمسك بحقوقنا المشروعة ونعلن للعالم أجمع وضمن موقف عربي و اسلامي عام أن قضية فلسطين هي قضية شعب احتلت أرضه بالقوة المسلحة وطرد منها وحل محله أناس غرباء عن المنطقة و لا علاقة تاريخية لهم بتلك الأرض سوى أساطير سخيفة لا ارتباط لها بأي دين و انما الحركة الصهيونية العالمية استغلت وضعا خاصا لليهود حيث ان أوروبا هي التي اضطهدتهم و تريد أن تحل مشكلتهم على حساب العرب في فلسطين .وفي النهاية فان الشرعية الدولية المتداولة الآن و بالصيغ التي تخدم الصهاينة لا يمكن أن يحل القضية حلا صحيحا وانما يشوهها ويؤجل و يطيل زمن معاناة شعبنا في فلسطين ويرهق الصهاينة المحتلين لفلسطين لأنهم غير آمنين فيها ويأتيهم الرعب في كل لحظة لأنهم يعرفون الحقيقة بشكل جيد وأنهم مغتصبون للأرض وأن سكانها الأصليين لن يسكتوا عن هذا الظلم وبناء عليه فان الهروب الى الحلول غير الصحيحة لا يجدي نفعا سواء لنا كعرب أرضنا محتلة ولن نسكت عن ذلك أو بالنسبة للصهاينة الذين لن يعرفوا الأمن مطلقا و لذلك فالحل السلمي و العادل هو خروج الصهاينة من أرض فلسطين و عودتهم الى بلدانهم الأصلية للعيش فيها بسلام وعودة المشردين من أهلها الشرعيين وفي هذه الحالة فقط سيعم السلام و الأمن منطقة الشرق الأوسط وربما العالم .
أما بخصوص اعتراف بعض الدول العربية بلة اسرائيل واقامة علاقات معها كذلك بعض الأطراف الفلسطينية تحت ذرائع مختلفة كالواقعية أو الظروف الموضوعية أو المصالح ولكننا نستبعد عنهم جميعا تهمة الخيانة وانما نجعلهم جميعا تحت طائلة الأخطاء الاستراتيجية الجسيمة التي لايمكن لأناس يفهمون الحد الأدنى من النضال السياسي أن يقبلوا بها فانه لا يعني شيئا بالنسبة لجوهر الصراع الذي يدور اساسا بين طرفين هما الأمة العربية بأجيالها المتعاقبة التي اغتصب جزء من أرضها بالقوة المسلحة وسلم للصهاينة الذين تم جلبهم من مختلف أصقاع العالم وحلوا بأرض فلسطين و ارتكبوا فيها مجازر بشعة فان الصراع سيتواصل الى أن تتمكن الأمة وعبر أجيالها المتعاقبة من انهاء الصراع لصالحها و طرد الغزاة منها واعتراف البعض بهذا الكيان الغاصب لا يضفي الشرعية عليه لأن المعترفين لايملكون أرض فلسطين لوحدهم وأنما هي ملكية مشتركةلأمة بأكملها وعبر أجيالها المتعاقبة و لنفرض جدلا أن الأمة بأكملها اليوم قبلت الاعتراف بالعدو و استسلت له تحت أي ظرف من الظروف فان ذلك الاعتراف لا يلزم الأجيال المقبلة التي ستكون في ظروف للصراع أفضل مما عليه الجيل المعترف ولذلك نقول وبصوت عال لكل العالم ان القضية الفلسطينية هي قضية شعب اغتصبت أرضه وأناس جلبوا في ظل ظروف تسببت فيها أوروبا الاستعمارية التي اضطهدت اليهود و أرادت ان تحل مشكلتهم على حسابنا وهذا لم يعد مقبولا الآن

كيف نفهم السلام العادل

كثيرا ما تطرح مسألة السلام العادل و الدائم في منطقة الشرق الأوسط و لكن هذه الأطروحات في معظمها مخادعة و مخاتلة و لا ترقى الى الحل النهائي و الشامل لمعضلة الشرق الأوسط و لا يمكن أن تنهي النزاع الدائر فيه منذ حوالي قرن من الزمان و ذلك أن الحلول المقدمة كلها في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب للأرض و المعتدي على الحقوق و نحن نعلم علم اليقين أن لكل مشكل حل صحيح واحد موضوعيا وأنه بنفس اليقين لا يمكن حله بغير ذلك الحل و بناء عليه اذا فهمنا قضية فلسطين فهما موضوعيا حقيقيا و بدون خداع أمكن حينئذ و فقط السير نحو الحل الموضوعي الصحيح و قد أشرت في مقال سابق بعنوان ..الصراع العربي الصهيوني و طبيعته .. وأكدت أنه صراع و جود لا صراع حدود بحيث ان الصهاينة الذين يحتلون أرض فلسطين بالقوة الغاشمة و تساعدهم في ذلك قوى دولية و اقليمية خوفا أو طمعا أو لحسابات سياسية واقتصادية و لكنهم لم يضفوا على ذلك الاحتلال الشرعية أبدا.

ونحن كأمة عربية أكثر من 90. /. من مواطنيها من المسلمين والبقية مسيحيون يتبعون في معظمهم الكنيسة الشرقية لا الغربية و هم أقرب ما يكونوا الى الاسلام من المسيحية بدليل اشتراكهم في الحروب الصليبية و حروب التحرير من الاستعمار الحديث الى جانب اخوانهم من المسلمين في الدفاع عن وطنهم وهذا الانتماء للاسلام حضاريا و قيميا يعني أنها
1 أمة مسالمة انسجاما مع مبادىء دينها و تاريخها يؤكد على هذه الحقيقة وأما الحروب التي خضناها عبر تاريخنا فلم تكن عدوانية استعمارية بل كانت دفاعية عن النفس وهذا أمر ثابت تاريخيا بحيث لم نأت بأفكار عدوانية كالاقطاع و الرأسمالية أو النازية أو الصهيونية فكلها مفردات من خارج أمتنا و قد اكتوينا بنيرانها و كنا ضحايا لها .

2 أمة مستعدة للدفاع عن نفسها الى أبعد الحدود والى آخر فرد فيها والى آخر قطرة دم وذلك أننا لا نظلم ولكن اذا ظلمنا فلن نسكت كما تفعل بعض الشعوب و من ذلك أن اليابانيين عندما أصيبوا بقنبلتين نوويتين أعلنوا الاستسلام و الهزيمة ومن ذلك الوقت و القوات الأمريكية تحتل بلدهم التي تعتبر تابعا ذليلا لأمريكا أما في العراق وأثناء الغزو الهمجي له سنة 2003 وفي عشرين يوما فقط سقط على العراق ما يعادل سبعين قنبلة نووية و لكن الشعب العراقي لم يستسلم وها هو يفرض على الأمريكان بعد ست سنوات و نيف من المقاومة الضارية الانكفاء الى مواقع خارج المدن بعد سلسلة الهزائم العسكرية و الأخلاقية و السياسية و الاعلامية التي وقعوا فيها وها هو اقتصادهم يتهاوى و جنودهم ينتحرون فعلا على أسوار بغداد . وفي سنة 1982احتاحت العصابات الصهيونية لبنان و لكنها بفعل المقاومة انسحبت مدحورة سنة 2000 وأعادت عدوانها عليه سنة 2006 ولكنها انهزمت ولم تحقق شيئا على الاطلاق و حاولت أن تجرب حطها في أضعف الحلقات العربية و الاسلامية غزة المحاصرة و المجوعة ولكنها لاقت نفس المصير . وبناء عليه فان الوضع في الشرق الأوسط لن يستقر و لن تهدأ الأمور فيه مادام هناك احتلال للأرض وهناك ملايين من المهجرين من بيوتهموأرضهم و ان معظمهم لا يبعدون عنها سوى مسافة ساعة أو ساعتين بالسيارة لأنهم يأملون العودة الى بيوتهم يوما ما .ان قضية فلسطين تكمن في بديهية واضحة تماما لا لبس فيها ولا تستحق جدلا كبيرا ببساطة هي قضية شعب اغتصبت أرضه بالقوة الغاشمة من قبل أناس اضطهدتهم أوروبا ومارست عليهم عنصريتها و استعلاءها و قهرتهم وأرادت أن تحل مشكلتهم على حسابنا فهذا لن يكون . الحل يكمن في عودة الصهاينة الى بلدانهم الأصلية التي انطلقوا منها للعدوان على فلسطين و احتلالها بدون وجه حق وخاصة أنهم لا يزالون يحتفظون بجنسياتهم الأصلية أما العرب منهم و الذين خانوا أمتهم المعتدى عليها فيمكن للأمة أن تتجاوز عنهم اذا قبلوا فورا و دون تأخير العودة الى مواطنهم الأصلية و لكن القيادات المجرمة في الكيان الصهيوني لا بد أن تحاسب على قدر اجرامها و تحاكم محاكمة عادلة أمام محكمة لجرائم الحرب. لابد من عودة اللاجئين الى ديارهم وتعويضهم عن سني العذاب و الحرمان وعلى أوروبا ان كانت ما تدعيه حقا من كونها تدافع عن حقوق الانسان و الديقراطية أن تساهم في هذا التعويض بقدر ما فعلت من مساندة غير مشروعة للكيان الصهيوني وأن تبادر فورا الى تسيير رحلات جوية لجلب رعاياها من فلسطين المحتلة

هذا هو السلام العادل و الشامل الذي يفهمه كل الأحرار و الشرفاء في العالم فضلا عن المثقفين العرب وقادة الرأي و المفكرين و حتى المواطن العادي لا يقبل أقل من هذا تحقيقا للسلام العادل و الدائم في الشرق الأوسط و بالتالي العالم ككل وهو الحد الأدنى الذي نقبل به و نعتبره المخرج الوحيد لكل القوى المتورطة في منطقتنا وكل الواهمين بأن الأمة العربية غير قادرة على فرض هذا الحل ولكن نقول لهؤلاء الواهمين ان الأمة العربي لها من امكانيات الصمود و المقاومة ولها من القدرات والامكانيات المادية و المعنوية و الحضارية و القيمية و التاريخية ما يجعلها قادرة ولو بعد حين الى ما تفرض به الحلول المثلى التي تتناسب مع ردع العدوان عنها و تحقيق كرامتها وعزتها المسلوبة و قادرة على الاسهام في التقدم البشري .

الطريق الى تحرير فلسطين

بعد أن توقف العدوان الهمجي على أهلنا في غزة يثور في أذهاننا سؤال مشروع ما الطريق الى تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر و دون تنازل عن أي ذرة تراب واحدة للصهاينة وذلك أن كل تراب فلسطين قد تعمد بالدم وبدموع الأرامل و اليتامى وآهات المعتقلين في سجون العدو وكل هذه العذابات منذ عشرات السنين أي منذ عمل الغرب والحركة الصهيونية على اقامة وطن قومي مزعوم لليهود في فلسطين ولكن بعد الذي حصل فما السبيل الى تحرير هذه الأرض التي باركها الله

اني أعتقد أن الله سبحانه وتعالى اختار هذه الأمة لتنوء بحمل ثقيل و هو مواجهة أعتى القوى في هذه الدنيا ومن ذلك أن العراقيين لا يزالون يسعون لتحرير العراق من الاحتلال وعملائه و كذلك السوداتن ولبنان و الصومال كلها تواجه تدخلا سافرا و احتلالا مباشرا أو غير مباشر و لكنها مع ذلك لم تستكن بل واجهت وقاومت و صمدت و هو الحل الوحيد في رأيي لمواجهة التحديات
وأما بالنسبة لفلسطين فأعتقد أن الحل الوحيد لانهاء الوجود الصهيوني يكمن في خيار المقاومة بكل أشكالها و مواصلة الاشتباك مع العدو الصهيوني بشكل دائم و عدم ترك الفرصة له ليلتقط أنفاسه و ذلك أن هدف الاحتلال هو توفير الأمن للمغرر بهم من الصهاينة من مختلف أنحاء العالم فاذا منعناه من تحقيق هذا الهدف فمعنى ذلك أن الهدف الاستراتيجي للعدو انهار وبات العدو كأنه أتى الآن للمنطقة والأرض تهتز من تحته فلا بد من تفعيل المقاومة و المواجهة اليومية بأدوات بسيطة ولسنا في حاجة الى جيوش جرارة تعادل قوة العدو من طائرات و دبابات وغيرها من الأسلحة المتطورة فيمكن مواجهته بأسلحة بسيطة كالتي تمتلكها المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية أو العراقية ونحارب العدو بحرب العصابات
كما يمكن أيضا استعمال وسائل أخرى تدخل في اطار التخريب لنظام الدولة الصهيونية القائمة في فلسطين بعدم احترام القوانين و العمل يوميا على خرق قوانين الدولة أو ما يسمى بالعصيان المدني ما أمكن ذلك و العمل على تخريب أعمدة الكهرباء و الهاتف وتدمير توصيلات المياه وأنابيب الصرف الصحي وبالتالي ازعاج الصهاينة وتحسيسهم بأنه لا أمان لهم و لا استقرار لهم على أرض فلسطين وافهامهم بطريقة أو بأخرى بأن اقامتهم في فلسطين مزعجة جدا و خطيرة وأن الأمن و الاستقرار بالنسبة اليهم عملة نادرة وأما بانسبة للتفاوض معهم فلن يكون الا في المراحل الأخيرة للصراع و حول كيفية مغادرتهم لفلسطين وعودة اللاجئين الى أرض الوطن
كما لابد من تفعيل المقاطعة الاقتصادية ومحاصرة العدو وعدم تمكينه من تنمية كيانه اقتصاديا حتى لا يشعر بالرفاه و يبقى دائما يعاني من العجز كما يجب المواجهة عن طريق الاعلام بتقديم الحقيقة التاريخية حول صراعنا مع هذا العدو و تقديم ذلك للعهالم على أن مواجهتنا معه لا تعدو كونها عملا تحرريا من استعمار استيطاني عنصري شبيه جدا بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا

طبيعة الصراع العربي الصهيوني والطريق الى تحرير فلسطين بقلم الناصر خشيني مداخلة في مخيم الشباب القومي العربي بنابل

اترك تعليقاً