الأرشيفوقفة عز

عالم المجازر – نضال حمد

محزنة ومؤلمة هي مشاهد المجزرة المروعة في بوتشي بأوكرانيا والتي سرعان ما ذكرتني بمجازر الصهاينة في فلسطين ولبنان ومجازر الأمريكان والناتو في العراق وافغانستان ومجازر حلف عرب السعودية في اليمن.. أتألم لألم أهالي الضحايا ولخسة الذين قتلوهم وأعدموهم ولنذالة الذين يتاجرون الآن بدمائهم. عالم مجازر وارهاب يسفك فيه القوي دم الضعيف.

لا توجد مجزرة مبررة وأخرى غير مبررة. كل المجازر يجب أن لا ننساها ويجب أن تتوقف وكل الجزارين ومجرمي الحرب مدانين وملعونين ويجب محاسبتهم.

نحن الفلسطينيين لسنا متفائلين فقد علمتنا تجاربنا السابقة مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمحاكم الدولية والدول الأوروبية والغربية أنها تقف منع القوي وضد الضعيف. وأنها لا تستطيع جلب حتى ضابط أمريكي أو “اسرائيلي” صغير للمحاسبة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. فقد سبق للعالم ولم يحاسب المجرمين الصهاينة والأمريكان لذا فإنه من الصعب أن يحاسب من ارتكب مجزرة بوتشي، بعد التحقق من مرتكبيها من خلال لجنة دولية يقال أنها ستذهب لتقصي الحقائق في بوتشي. فهل تستطيع المحكمة الدولية محاسبة اي ضابط روسي إذا ما أدين بالفعل بارتكاب المجزرة؟

شاهدت اليوم في محطات التلفزة مشاهد من مدينة بوتشي الأوكرانية أظهرت جثثا لمدنيين أوكران معظمهم من الرجال والشباب كانت الجثث متناثرة على الشوارع والأرصفة وبعضها دفن تحت التراب… هناك من الضحايا من كانوا على دراجاتهم الهوائية أو يحملون بعض المواد الغذائية والأشياء الأخرى.

مقدمو الأخبار في التلفزات قالوا أن القوات الروسية هي التي ارتكبت المجزرة. وزير الخارجية الروسي لافروف رفض اتهام الروس بارتكاب المجزرة ووصفها بالهجوم الوهمي. بدوره الرئيس الأمريكي جو بايدن نعت الرئيس الروسي بوتين بالجزار وحمله مسؤولية المجزرة. من جديد يصعد بايدن على الشجرة فمن سينزله هذه المرة؟

في برنامج ” تاك يِست” على قناة بولندية اسمها “تي في إن 24” تحدث الضيوف عن المجزرة وذكروا بمجازر أخرى مثل حلب في سوريا وقالوا أن الجيش الروسي ارتكبها وأن هذا هو أسلوبه في الحرب.

تحدثت بروفسورة مشاركة بالبرنامج عن مجازر الصين ضد الايغور المسلمين. ولم يأتِ أي منهم لا مقدم البرنامج ولا الضيوف على ذكر مجازر الولايات المتحدة والناتو في افغانستان والعراق وسوريا… ولا على ذكر ولو واحدة من مجازر “اسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني… ومنها مثلاً مجزرة مخيم جنين 2002، التي تحل ذكراها هذه الأيام… ولا مجزرة بلدة قانا اللبنانية 1996، التي أيضا ارتكبها الصهاينة في مثل هذه الأيام… ولا مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا سنة 1982 التي أصبت فيها أنا أيضا بجراح بليغة وفقدت ساقي بفعل قصف الدبابات “الاسرائيلية” للمخيمين ومحيطيهما.

في صبرا وشاتيلا كانت أيضاً جثث النساء والعجزة والأطفال والشباب والرجال متناثرة في كل مكان… كذلك كانت جثث النساء والصبايا الفلسطينيات المُغتصبات… والأجنة الذين بقرت بطون أمهاتهم وتم أخراجهم منها ورميهم في الشارع وعلى الطرقات لتنهشها الحيوانات طيلة ثلاثة ايام من عمر المجزرة.

كان أرييل شارون وزير الدفاع آنذاك، ثم رئيس وزراء “اسرائيل” ومعه أركان وقادة الجيش الصهيوني يشرفون على المجزرة.

على كل حال فإن كل المجازر مدانة ومرفوضة وملعونة، كما أن كل الارهابيين يجب أن يحاسبوا ويحاكموا كما تمت محاكمة المجرمون النازيون من قبل.

في الختام كل الحقائق يجب أن تكشف للرأي العام العالمي وأولها حقيقة أن “اسرائيل” دولة ارهابية عمرها 75 سنة وتحتل فلسطين وتعيش على دعم ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وأوروبا.

نضال حمد

05-4-2022